لعبت هذه المراكز الجهنمية رغم وحشيتها دورا إيجابيا تجاه الثورة ,حيث تم فيها تنظيم صفوف السجناء والمعتقلين من طرف بعض أعضاء الجبهة وتوعيتهم بحتمية الثورة وضرورة العمل على تكسير كل المخططات الفرنسية ,وهو ما مكنها من تأليف الخلايا و اللجان مما فوت الفرصة على السلطات الاستعمارية من مراقبتها وبالتالي تحولت هذه المراكز إلى مدارس للتكوين السياسي و العقائدي ,والذي
جعل السلطات الاستعمارية عاجزة على إيقاف هذا النشاط.كما كان من أولوية الأوليات في المحتشدات والمعتقلات والسجون التركيز على ما يلي:
1-التعليم :
قامت الفئات المتعلمة من الجزائريين في هذه المراكز بتعليم الأميين ,وكان انتصارا كبيرا للثورة التحريرية في تثقيف أعداد كبيرة من المسجونين والمعتقلين وكان لهذا الجانب دور أساسي في القضاء نسبيا على الأمية.
2-التكوين السياسي :
بالموازاة مع التعليم كانت عملية التوعية السياسية بين المعتقلين والمسجونين تتوسع من خلال شرح أهداف الثورة والدور الذي تقوم به كل من جبهة التحرير سياسيا وجيش التحرير عسكريا وما يجب أن يقوم به كل مواطن لمواجهة السياسة الاستعمارية.
3-توحيد الصف :
كان من الأهداف الأساسية المسطرة الملقاة على عاتق المناضلين السياسيين داخل المعتقلات والمحتشدات والسجون هو سد الطريق أمام ضباط الشئون الأهلية والمتعاونين معهم من الحركة والقومية
حتى لا يؤثروا على المعتقلين والمسجونين من خلال تشجيعهم على الحزبية و الطائفية داخل المعتقلات والمحتشدات والسجون, وقد تفطن الجبهويون لهذا الأسلوب الجهنمي ووقفوا ضده لكونه أسلوبا اعتمدته السلطات الاستعمارية لإثارة النعرات الجهوية طبقا لسياستها المبنية على مبدأ فرق تسد .