· اليوم الآخر : |
هو اليوم الذي يحيى الله – تعالى – فيه الخلق بعد موتهم ، ويبعثهم من قبورهم، ليحاسبهم على أعمالهم التي عملوها في الحياة الدنيا ، فقد خلق الله – تعالى – الإنسان ، ومكنه من العيش على هذه الأرض ، ليعبد الله ويعمل فيها بما يرضى الله – تعالى - ويعود عليه وعلى الناس بالخير ، والإنسان قد يعمل في حياته الخير، وقد يعمل الشر، ولهذا كان اليوم الآخر هو الوقت الذي يحكم فيه الخالق- سبحانه - بين عباده ، فيكافئ المحسن على إحسانه ، ويعاقب المسيء على إساءته ، ويأخذ للمظلوم حقه من الظالم . |
· أسماء اليوم الآخر : ولليوم الآخر أسماء متعددة منها: يوم القيامة ، ويوم البعث، ويوم الفصل ، ويوم الحساب . ويسمى أيضًا : الساعة ، والغاشية ، والقارعة ، وله أسماء أخرى كثيرة ذكرها القرآن الكريم . | |
· موعده : |
لا يعلم أحد من الخلق موعد اليوم الآخر ، وإنما علمه عند الله – تعالى – أخفاه عن الناس، |
حتى يكونوا مستعدين له ، وقد ذكر القرآن الكريم أن اليوم الآخر يأتى على الناس فُجَاءة وهم غافلون . قال تعالى : "فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً " (محمد:18) | |
ويبدأ اليوم الآخر بعد أن يأمر الله – تعالى أحد ملائكته أن ينفخ في البوق النفخة الأولى، حيث تتزلزل الأرض، وتنشق السماء، وتتناثر النجوم ، وتزول الجبال، ويموت جميع الناس .
قال تعالى :"وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ " (الزمر :68)
| |
ثم يأمر سبحانه بالنفخة الثانية فتعود الحياة إلى الأموات ، ويقومون من قبورهم، ويعود الإنسان حيًّا كما كان في الدنيا بإذن الله- تعالى- وهذا هو البعث، قال تعالى:
"ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ" (الزمر 68)
وهكذا يبعث الله- تعالى- الناس جميعًا من قبورهم، ويكونون- لكثرة عددهم- كأنهم جراد منتشر. |
· المراحل التي تمر بها المخلوقات يوم القيامة : |
قيام الساعة : حين يأذن الله- تعالى- بإنهاء الحياة الدنيا وقيام الساعة ، يختل نظام الكون ، وتموت المخلوقات جميعها ، ولا يبقى إلا الله سبحانه وتعالى . البعث : ثم يبعث الله- تعالى- المخلوقات ، فيعيد إليها الحياة مرة أخرى . المحشر : ثم يحشر الله- تعالى- الناس فيجمعهم في المحشر ، ثم يعرضون على ربهم ، وبعد ذلك يكون الحساب، وفى هذا الموقف يصيب الناس ضيق شديد، وتكثر عليهم الأهوال والشدائد، وتقترب الشمس منهم فيزداد الحر، ويطول بهم الانتظار، ويترقبون لحظة الجزاء . الحساب : |
يحاسب الله- تعالى- الناس على أعمالهم التي عملوها في الحياة الدنيا، فتتطاير الصحف، ويتسلم كل إنسان صحيفته التي سجل فيها الملائكة أعماله التي عملها في حياته ، فالمؤمن يتسلم | |
صحيفة أعماله بيده اليمنى فيفرحبها ويعرضها على أهله وأصحابه ، وأما الكافر فيتسلم صحيفة أعماله بيده اليسرى ، ومن وراء ظهره ، فيندم على ما قام به من عمل الشر ، ويتمنى أنه لم يبعث بعد الموت حتى لا يواجه هذا الموقف الذليل، وإذا حاول أن ينكر منها شيئًا ، يشهد عليه لسانه ويداه ورجلاه . قال تعالى : " يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم " (سورة النور:24) الصراط : الصراط جسر ممدود على ظهر نار جهنم ، يتجه الناس إليه بعد انتهاء حسابهم ليمروا عليه جميعًا ، فينجى الله تعالى المؤمنين ، أما الكافرون فيسقطون في نار جهنم . وأول من يجتاز الصراط : سيد الخلق رسولنا محمد- صلى الله عليه وسلم- ومعه المؤمنون من أمته. الجنة : الجنة هي المكان الذي أعده الله- تعالى- لعباده المؤمنين الصالحين في اليوم الآخر. وصف الجنة : |
الجنة مكانتها عالية ، وقصورها مرتفعة، تجرى فيها أنهار من لبن وعسل وماء عذب ، فيها سرر كثيرة الفرش ، ووسائد صُفَّ بعضها بجانب بعض، ليتكئ عليها المؤمنون ، وبسط فاخرة مفروشة في كل مكان وفيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. | |
طعام أهل الجنة : في الجنة كل ما تشتهيه نفوس المؤمنين من الطيبات ، ويستطيع المؤمن الحصول عليها بسهولة. شراب أهل الجنة : في الجنة أنواع كثيرة من الشراب ، ومن ذلك اللبن ، والعسل والرحيق المختوم المعطر بالمسك . صفة أهل الجنة : يظهر على وجوه أهل الجنة الحسن والبهجة ، فالناظر إليهم من بعيد يعرف أنهم ينعمون بعيش هنيء، لما يلاقونه من تكريم وما يسمعونه من ترحيب . |
أول من يدخل الجنة : أول من يدخل الجنة رسولنا محمد- صلى الله عليه وسلم ، فإخوانه الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- ثم المؤمنون من أمة محمد – صلى الله عليه وسلم ، ثم يدخلها المؤمنون من باقي الأمم . | |
الخلود في الجنة : يعيش المؤمنون في الجنة إلى الأبد ، بلا موت . |
· النار : |
النار هي المكان الذي أعده الله- تعالى- للكافرين والمنافقين والعصاة و الظالمين . |
أسماء النار : للنار أسماء كثيرة منها : جهنم – الجحيم – الهاوية – الحطمة . وصف النار : تحيط النار الحامية بالكافرين ، من فوقهم ومن تحتهم ومن كل جانب، فهي مغلقة عليهم، لا يستطيع أحد أن يهرب منها، فيها قيود وسلاسل طويلة من نار، توضع في أعناق الكافرين وأيديهم وأرجلهم، إلى غير ذلك من أنواع العذاب. | |
· طعام أهل النار : |
1- الضريع : هو شوك سام يعلق في الحلق، ويؤذى الجسم ، لا يسمن ولا يغني من جوع. 2- الغسلين : هو القيح والصديد الذي يخرج من أجساد أهل النار . · شراب أهل النار : وشرابهم الماء الشديد الغليان الذي يشوى الوجوه ويقطع الأحشاء . · صفة أهل النار : وجوه أهل النار ذليلة كئيبة ، عليها غبرة قاتمة ، تبدو عليها علامات التعب والإعياء . · من يخرج من النار : عند المرورعلى الصراط يسقط الكفار والعصاة من المسلمين في النار، ثم يعذب المذنبون من المسلمين فيها على قدر ذنوبهم ، ثم يأمر الله- تعالى- بإخراجهم منها ، حتى لا يبقى في النار من شهد أنه لا إله إلا الله . · الخلود في النار : أما الكافرون والمنافقون فيبقون في النار إلى الأبد خالدين فيها ، بلا موت، جزاء كفرهم وضلالهم . |
· أثر الإيمان باليوم الآخر في سلوك الإنسان : |
إذا آمن الإنسان باليوم الآخر ، وأنه سيبعث بعد الموت ، وسيحاسب على كل ما عمله في حياته الدنيا ، ثم يكون مصيره إما إلى الجنة وإما إلى النار ، فإن هذا الإيمان سيترك في سلوكه وأعماله آثارًا كثيرة، منها ما يلي : 1- يبعث الإنسان على الإكثار من العبادات وفعل الطاعات 2- يدفع الإنسان إلى بذل روحه وماله في سبيل الله تعالى ، لأن الله- سبحانه- سيعوضه عن حياته في الدنيا حياة باقية خالدة . 3- يدفع الإنسان إلى الصدق مع الناس في أقواله، وفى تعامله في البيع والشراء وكل شئون الحياة. 4- يطمئن به المظلوم إلى أن حقه لن يضيع ، فإذا كان لا يستطيع أن يأخذه في الدنيا ، فإن الله- تعالى- سيأخذ له حقه كاملاً من الظالم يوم القيامة؛ فترضى نفس المظلوم، ويفوض أمره إلى الله . |
والخلاصة : فإن الإيمان باليوم الآخر يؤدى إلى انتشار أعمال الخير بين الناس ، وإلى تقليل الجرائم والخصومات والظلم، وسائر أعمال الشر، وبذلك يصلح المجتمع. |