معنى السيرة
قال ابن فارس: (السين والياء والراء أصل يدل على مضي وجريان ... والسيرة الطريقة في الشيء والسنة لأنها تسير وتجري)(1).
وقال الراغب: (والسيرة الحالة التي يكون عليها الإنسان وغيره غريزياً كان أو مكتسباً، يقال: فلان له سيرة حسنة وسير ة قبيحة، وقوله: (سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى) [ سورة طه / 21] أي الحالة التي كانت عليها من كونها عودا)(2).
وقال ابن منظور: والسيرة: السنة ... والسيرة: الطريقة، ... والسيرة: الهيئة .. وسير سيرة: حدث حديث الأوائل(3).
وفي المعجم الوسيط: (والسيرة النبوية، وكتب السير: مأخوذة من السيرة بمعنى الطريقة، وأدخل فيها الغزوات وغير ذلك، ويقال: قرأت سيرة فلان: تاريخ حياته)(4).
والخلاصة: أن السيرة بمعناها اللغوي تعني: حكاية أخبار الأوائل والأمم السابقة أو السابقين من أبناء الأمة، وقد يراد بالسيرة أيضا ترجمة حياة شخص ما، أو ذكر الأخبار الخاصة بشخص من الأشخاص، ومن هنا فإنه حينما يمدحون شخصا يقولون عنه (حسن السيرة) ويعنون أنه مستقيم الخلق والسلوك، لكن علماء المسلمين قرروا أن لفظ (السيرة) إذا جئ بها مفردة ومعرفة قصد بها على الفور (السيرة النبوية) والتي تعني: ترجمة حياة النبي صلى الله عليه وسلم بحيث أصبحت علما على علم قائم بذاته وهو علم السيرة، وعليه:
فعلم السيرة: هو ذلك العلم الذي تدرس فيه أنباء النبي صلى الله عليه وسلم من مولده – والذي يستلزم التعريف بأصوله صلى الله عليه وسلم وأجداده،وما كان لهم من مكانة في قومهم – ونشأته، وبعثته – والتي تستلزم ذكر الإرهاصات التي سبقت البعثة – وما أتاه الله من معجزات وموقف قومه من الدعوة، وموقفه منهم، وأساليبه صلى الله عليه وسلم في الدعوة، ومنهجه في تربية أصحابه وتعليمهم، وأخبار المسلمين الأوائل، وبيان ما لقبه هؤلاء، وهجرته صلى الله عليه وسلم من بلد الله الحرام (مكة) إلى المدنية المنورة، وجهاده في سبيل نشر الدين الذي بعث به، وأخبار أصحابه الذين شاركوه هذا الجهاد، وأخبار غزواته ومعاركه ووفاته صلى الله عليه وسلم .(5)