في سهرة نظمت أمس بفندق "هيلتون" من قبل اليوميتين الرياضيتين رقم واحد في الجزائر "الهدّاف" و"لوبيتور" ووسط أجواء احتفالية كبيرة، تم الكشف عن المتوج بـ "الكرة الذهبية" للموسم الرياضي 2009/2010 والتي نالها صخرة دفاع المنتخب الوطني مجيد بوڤرة بعد أن نال أكبر عدد من أصوات رؤساء الأندية، المدربين، قادة الفرق ووسائل الإعلام. بوڤرة حصل على مجموع 677 نقطة وتقدم بفارق كبير عن صاحب المركز الثاني جابو الذي حصل على 322 نقطة، وهو الأمر الذي جعل من تتويج ابن عنابة بـ "الكرة الذهبية" لهذه السنة أكثر من مستحق نظير كل ما قدمه من مردود سواء مع ناديه "غلاسكو رانجيرز" أو مع المنتخب الوطني.
كرر سيناريو زياني ونال اعتراف الأغلبية المطلقة من المصوتين
وعكس ما كان عليه الحال في المواسم الفارطة حين كان الصراع دائما محتدما بين المرشحين لنيل "الكرة الذهبية" مثلما حصل الموسم الفارط حين تقدم بوڤرة على عنتر يحيى بفارق 87 نقطة فقط، فإن بوڤرة هذه السنة حطم كل الأرقام مادام أن الفارق بينه وبين أول ملاحقيه كان أزيد من الضعف وتحديدا 355 نقطة، وهو ما أكد الإجماع الذي حصل عند المصوتين بشأن أحقية "الماجيك" في نيل "الكرة الذهبية" للسنة الثانية على التوالي بعد أن توج بها السنة الفارطة، ليكون بالتالي ثاني لاعب يتوج للمرة الثانية باستحقاق "الهدّاف" والزميلة "لوبيتور" بعد أن سبقه إلى ذلك زياني سنتي 2006 و2007.
كان الأول في تصويت جميع المشاركين في سبر الآراء
وخير دليل على أن بوڤرة سيطر على منافسيه الأربعة الآخرين وهم جابو، حليش، مطمور ويبدة في عملية التصويت، هو أنه من مجموع 18 رئيسا لأندية القسم الأول الموسم الفارط، فإن 8 منهم وضعوه في المركز الأول في وقت أن اسمه ورد في تصويت البقية ضمن 3 لاعبين الأوائل وكان بودة (أ. البرج) وحناشي (ش. القبائل) الوحيدان اللذان لم يصوتا عليه. أما بالنسبة للمدربين فإن 11 منهم وضعوه في المرتبة الأولى ولم يصوت عليه ضمن الثلاثة الأوائل إلا المدرب حنكوش (ش. بلوزداد الموسم الماضي). بوڤرة احتل المركز الأول أيضا في تصويت قائدي الفرق وكذا المنتخب الوطني مناصفة مع جابو بعد أن ورد اسمه 7 مرات في المركز الأول وهناك 3 لاعبين فقط لم يصوتوا عليه هم دزيري، لموشية وزافوز، كما وجب التأكيد أيضا أن مدافع "الخضر" هيمن على تصويت وسائل الإعلام، حيث أنه من مجموع 38 وسيلة إعلامية شاركت في عملية سبر الآراء ورد اسم بوڤرة في المرتبة الأولى 29 مرة... (دون تعليق).
تتويج مستحق بالنظر إلى مشواره مع "غلاسكو" و"الخضر"
وجاء نيل بوڤرة "الكرة الذهبية" العاشرة أكثر من مستحق بالنظر إلى ما فعله الموسم الفارط سواء مع ناديه "غلاسكو رانجيرز" أين توج بلقب الدوري الأسكتلندي وكأس الرابطة ونال كذلك لقب أفضل هدف سجل في الدوري بعد الهدف الذي وقعه أمام "ماذرويل" بطريقة مارادونا حيث سجل انطلاقة من وسط الميدان وراوغ عدة مدافعين قبل أن يمضي هدفا نال به اعتراف الجميع في إسكتلندا. بوڤرة حقق أيضا مشوارا موفقا مع المنتخب الوطني بدأه بمردوده في نهائيات كأس أمم إفريقيا حيث ساهم بقسط وافر في بلوغ "الخضر" المربع الذهبي كيف لا وهو الذي أنقذهم في ربع النهائي من إقصاء مؤكد أمام كوت ديفوار بفضل الهدف الذي وقعه في الوقت بدل الضائع وبعث به الأمل من جديد ليتمكن بوعزة من تسجيل هدف ثالث بعدها في لقاء كان الأفضل للمنتخب الوطني مند عدة سنوات. بوڤرة واصل بعدها تألقه مع كتيبة سعدان وقدم مردودا جيدا في نهائيات كأس العالم نال به اعتراف الجميع خاصة لقاء إنجلترا حين تفوق على نجم "مانشستر يونايتد" روني بالطول والعرض ونال شهادة أكبر الفنيين والمختصين في العالم.
جابو في المركز الثاني ورفع رأس اللاعب المحلي عاليا
وكانت المفاجأة السعيدة في سبر آراء "الهداف" و"لوبيتور" هذه السنة هي تواجد النجم الصاعد للكرة الجزائرية عبد المومن جابو في المركز الثاني، حيث تقدم على حليش، مطمور ويبدة وأكد أن اللاعب المحلي ورغم التهميش الكبير الذي تعرض له خاصة في وقت الناخب الوطني السابق سعدان يبقى له مستوى كبيرا خاصة إذا لقي الرعاية والاعتراف اللازم من أهل الاختصاص. جابو أو "مموش" كما يحلو لمقربيه مناداته استحق هذا الاعتراف من كل الذين صوتوا عليه لأنه برأي جميع المتتبعين يملك إمكانات كبيرة جدا وما صنعه الموسم الفارط مع اتحاد الحراش حتى لقبة "الكواسر" بـ "ميسي الجزائر" وبداية هذا الموسم مع وفاق سطيف يؤكد أنه يتوجه كي يكون نجم الكرة الجزائرية في السنوات القادمة دون منازع خاصة إذا واصل العمل بجدية وبتواضع مع وضع رجليه على الأرض.
حليش ومطمور تقدما بمرتبة مقارنة بالسنة الفارطة
إذا كان الثنائي حليش -مطمور قد تحصل السنة الفارطة على المركزين الرابع والخامس على التوالي في ترتيب "الكرة الذهبية" فإنه تقدم هذه السنة بمرتبة، حيث احتل حليش المركز الثالث برصيد 317 نقطة في وقت حل مطمور رابعا بـ 246 نقطة. فبالنسبة لابن "باش جراح" نقصد حليش فإنه قدم مردودا رائعا الموسم الفارط مع ناديه البرتغالي "ناسيونال ماديرا" وكذا المنتخب الوطني حيث كان يلعب بانتظام، وهو الأمر الذي جعله محل اهتمام عدة أندية الصائفة الفارطة قبل أن يوقع في البريمير ليغ" لفائدة "فولهام" في وقت أن مطمور صاحب الـ 25 سنة فإنه كان دائما ركيزة أساسية مع ناديه "مونشانغلادباخ" وخاصة مع المنتخب الوطني أين هو أكثر المهاجمين استقرارا في المردود وأفضلهم على الإطلاق.
يبدة استحق أن يكون في المركز الخامس وقادر على أفضل مستقبلا
يبدة المنضم بداية هذا الموسم إلى "نابولي" الإيطالي الذي هو بصدد تأدية مشوار جيد معه بدليل احتلال النادي السماوي المركز الثاني في ترتيب "الكالتشيو" احتل المركز الخامس في عملية سبر الآراء لاختيار أفضل لاعب جزائري لسنة 2010، حيث جمع 112 نقطة وتقدم على الكثير من زملائه الآخرين في المنتخب الوطني، ودون شك فقد دفع يبدة ثمن موسمه الصعب مع ناديه السابق الموسم الفارط "بورسموث" الذي سقط إلى الدرجة الثانية في الدوري الإنجليزي، والأكيد الآن مع المستوى الذي يقدمه مع أحد عمالقة الدوري الإيطالي أين تمكن من نيل ثقة مدربه "ماتزاري" الذي أضحى يشركه باستمرار في التشكيلة رغم تواجد عدة نجوم عالميين، فإنه بمقدوره أن يطمح السنة القادمة لتحسين مركزه في عملية سبر الآراء وحتى التتويج بجائزة "الكرة الذهبية" للسنة القادمة شريطة أن يواصل على هذا المنوال مع "نابولي" ويقدم مستويات أفضل مع المنتخب الوطني.