تعرف الحساسية الغذائية بأنها رد فعل معاكس من جهاز المناعة في جسم الإنسان تجاه مادة في الطعام يفترض أنها غير ضارة في الحالة الطبيعية، وفي محاولة الجسم للمقاومة ينتج جهاز المناعة أجساماً مضادة لهذه المادة التي تحفز ظهور أعراض الحساسية في غضون دقائق أو ساعات وربما أيام.
وتحدث حساسية الطعام تقريباً عند 1-2% من البالغين وعند 3-8% من الأطفال وذلك بحسب المؤسسة الأمريكية للربو والحساسية، وتعد هذه الأطعمة من الأسباب المؤدية لحوالي 90% من مشكلات الحساسية الغذائية، فيما تشير بعض الدراسات إلى أن الإصابة بالحساسية قد تكون لعوامل جينية أو وراثية، فعندما يكون أحد الوالدين مصاباً بالحساسية يكون لدى أبنائه القابلية للإصابة بالحساسية.
وفي هذا الصدد، ألقى الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وإستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، ندوة في جامعة عين شمس عن الجديد في حساسية القمح، مؤكداً أن هذا المرض من الأمراض الصعبة في التشخيص والعلاج التي يطول تشخيصها لفترات طويلة مما يجعل المصابين يعانون كثيراً قبل التشخيص الدقيق.
وأعلن بدران أن هناك 32 مادة في القمح تستطيع أن تسبب حساسيه للقمح، حيث يعد "الجلوتين" من أكثر المواد قدرة على أحداث حساسيه للقمح وتدمير الطبقة السطحية للخملات وبالتالي الإصابة بسوء الهضم والامتصاص ونقص أغلب المواد الغذائية وانتفاخ البطن ولين العظام والاسهالات المتكررة، وتصبح الخملات مسطحة وقصيرة وخالية من الخلايا الخاصة بالامتصاص، لذلك يصاب المريض بعسر الهضم وسوء الامتصاص، كما يصاب أيضاً بالعشى الليلي وجفاف القرنية بسبب نقص فيتامين "أ"، ويحرم الجسم أيضاً من فيتامين "ب" الضروري لتجلط الدم لذلك يصاب مريض حساسية القمح بالنزيف بشكل مستمر.
والنتائج خطيرة جداً.. لأن عدم تشخيص هذا المرض يوصم الطفل بقصر القامة وعندما يبلغ ربما عانى من عدم الخصوبة وتعاني بعض الإناث من احتمالات الاجهاض واحتمالات ولادة أطفال مصابين بتشوهات خلقية.
يذكر أن هناك استعداد وراثي فى البشر المعرضين للإصابة بمرض السكري وحساسيه القمح ، حيث تنتشر حساسية القمح فى مرضى السكري 25 ضعفاً مقابل غير مصابين بمرض السكري .
والوقاية من حساسية القمح بسيطة للغاية، حيث تتمثل في ضرورة التأكيد على حق الأطفال في الرضاعة الطبيعية، وتأخير دخول القمح ومشتقاته في غذاء الأطفال.
أعراض الحساسية
ومن أكثر أعراض الحساسية هى حكة أو تورم للشفتين أو اللسان أو الحلق أو الجلد، وبحة في الصوت، وغثيان وتقيؤ، وإسهال، وألم في البطن.
وتنوعت أشكال الأعراض التي تظهر علي الفرد عند إصابته بحساسية الطعام، وتعتبر حساسية الجلد من أكثر الأعراض انتشاراً، يليها الجهاز الهضمي، حيث تظهر الأعراض في صورة حكة بالفم، غثيان، قئ، مغص، نزف، انتفاخات، بالإضافة إلي حساسية حول الفم أو الشرج، وانسداد معوى، وعسر هضم وعدم امتصاص الطعام، وأخيرا حدوث استسقاء داخل البطن.
أما الأعراض المتعلقة بالجهاز التنفسي، فتتمثل في حساسية الأنف، حساسية الصدر، التهاب الأذن الوسطى، حساسية الحلق، تضخم اللوزتين واللحمية الحلقية، نزف داخل الحويصلات الهوائية، بالإضافة إلي وجود أعراض أخرى كالصداع المتكرر والشعور بالتعب الدائم وعدم التحكم فى البول.
فئات أكثر عرضة
- 25% من الأطفال المصابين بالتقزم لديهم المرض.
-5% من الأطفال و10% من البالغين المصابين بمرض السكر النوع الأول
- المصابون بمرض داون.
- المصابون ببعض الأمراض الوراثية نتيجة عيوب خلقية في المبايض.
- هناك استعداد وراثي فى البشر المعرضين للإصابه بمرض السكر وحساسيه القمح، لكن حتى لو كان هناك إستعداد وراثي نستطيع أن نقلل من معدلات الإصابة بتشجيع الرضاعة الطبيعية.
وأكد بدرن أن حساسية القمح تقل كلما تؤخر دخول مشتقات القمح لمرحة متأخرة فى سن الرضاعة.
حساسية المسطردة !!!!
وفجر بدران مفاجأة تتعلق بصعود حساسية المسطردة لأعلى قائمة الأغذية المسببة للحساسية بعد البيض واللبن والفول السوداني في أكثر من دولة أوربية، مشيراً إلى أن فرنسا من أكثر الدول إصابة بحساسية المسطردة وهى أكثر الدول إنتاجاً لها.
والمعروف أن 73% من المصابين بحساسية الأنف فى الهند لديهم حساسية المسطردة، رغم أن المسطرة (الخردل) تعد من أفضل المواد لفتح الشهية وتعمل كمنبه للقلب، كما يدخل الخردل في عمل اللصقات الجلدية الوضعية لعلاج الروماتيزم، ويستخدم في عمل صمامات للأقدام لإزالة الإرهاق الشديد وحالات الروماتيزم المفصلي.