مقال للدكتور / سعود التركي
تعرف الدوالي على انها توسع للأوردة الدموية السطحية للساقين والأقدام والتي تشوه منظر الساق وتكون مصاحبة أحيانا للألم في الساق والقدم,
كما أن بعض المرضى يعانون من تورم أو انتفاخ في الساق.
هناك العديد من الاسباب التي تؤدي الى ظهور الدوالي الا انه عادة ما يكون هناك استعداد وراثي حيث يلاحظ أن أحد الأقرباء من الدرجة الأولى لديه دوالي الساقين.
لذا وعند توفر الظروف المناسبة مثل الوقوف لساعات طويلة (كعمل المدرسات, الممرضات, موظفات الاستقبال والوظائف التي تستدعي وقوف طويل)
تظهر الدوالي كما أن الحمل المتكرر والولادة أحد أهم أسباب ظهور الدوالي. و لزيادة الوزن دور كبير في ظهورها.
اعلمي اختي الفاضلة انه لا يمكن تجنب الدوالي تماما ولكن يمكن تقليص حدوثها بالتمارين الرياضية وتجنب الوقوف الثابت لأوقات طويلة,حيث يمكن للمدرسة على سبيل المثال أن تأخذ عدة خطوات كل بضع دقائق أو ان تستخدم الشرابات الطبية الواقية والتي يجب أن يحدد مقاساها بشكل جيد وكذلك الضغط المناسب للشراب
وهنا أنصحك اختي الكريمة باستشارة المختص
(طبيب الأوعية الدموية) لمعرفة النوع والضغط المناسب لكل حالة حيث أن استخدام الشربات الخطأ قد تؤدي إلى نتيجة عكسية أو عدم استمرار المريض باستخدامها لعدم وجود راحة لدى المريض.
يمكن علاج الدوالي بالليزر السطحي أو الداخلي أو بالحقن أو عن طريق الجراحة ويتم تحديد نوع العلاج حسب نوع الدوالي ومدى تقدمها, وكذلك حسب نوع البشرة.
فعلى سبيل المثال ... الليزر السطحي غير فعال مع البشرة الداكنة.
عادة ما ينصح بالحقن لعلاج الأوردة السطحية العنكبوتية أو الدوالي من الدرجة الأولى و ينصح بالجراحة في حالة الدوالي المتوسطة أو المتقدمة.
ومع التطورالعلمي تطورت طريقة الجراحة فقديما كان العلاج الجراحي التقليدي يتم باستئصال الدوالي عن طريق ربطها وسحبها إلى الخارج.
والان و مع تقدم الطب وخاصة بمساعدة الأشعة الصوتية يمكن تحديد أماكن التدفق الخاطئ وبعد ذلك يتم ربطها تحت البنج (التخدير) الموضعي باستخدام جروح صغيرة لا تتجاوز 5 ملم, ويمكن للمريض معاودة نشاطه في نفس اليوم وتسمى هذه الطريقة بطريقة (الشيفا)،
وتتميز هذه الأخيرة ببساطتها وعدم الحاجة لدخول المريض للمستشفى وكذلك تتميز بالنتائج المرضية و الممتازة المصاحبة لها , حيث تصل نسبة نجاحها حتى 96% ونسبة عودة الدوالي لا تتجاوز 6% وهذه أرقام مشجعة إذا ما قورنت بالعملية التقليدية التي تسحب منها الدوالي وتحتاج إلى إجراءها تحت البنج العام وإقامة بالمستشفى لمدة 2-3 أيام.
اما الليزر الداخلي فيستخدم للدوالي المتوسطة والمتقدمة والتي لا يوجد بها تعرجات كبيرة ونتائجها مشابهة لنتائج (الشيفا) إلا أنها أسرع من الطريقة الجراحية وكذلك عدد الجروح قليلة.
بقي ان تعلمي اختي الفاضلة بان الكثير من المراكز غير المتخصصة تدعي قدرتها على علاج الدوالي بطرق مختلفة وبدون إشراف جراحين متخصصين في الدوالي (مثل أطباء جراحة الأوعية الدموية) ونتائجها غير مضمونة ونسبة العودة للدوالي عالية لذلك ينصح بالتأكد من وجود استشاري أو أخصائي أوعية دموية ليشرف على عمليات الدوالي.
مع تمنياتي للجميع بالصحة والعافية