تعتبر لوحة مذبحة الأبرياء للهولندي بيتر بول روبنز رابع أغلى لوحه في العالم أضفى عليها الفنان براعته في فن الباروك الفاخر
إلتقط روبنز موضوع اللوحه من حادثه تاريخيه ورد ذكرها في الإنجيل...حيث يحكى ان هيرود الروماني ملك يهوذا أمر جنوده
بذبح كافة الأطفال المولودين في بيت لحم في ذلك الوقت خوفا من ان يكون احدهم هو المسيح الذي سينازعه الحكم ويؤلب الناس عليه
فعل هيرود هذا بعد ان تنبأ له سحرته بقرب ولادة النبي المنتظر...رسمت اللحه مابين عامي 1609و1611
وبذل روبنز جهد نفسي في رسم تفاصيل لوحة المذبحه هذه التي تبدو كتله من الألم والمعاناه والوحشيه والدم أيضا
تكاد تشم رائحة الدم وتستشعره دون ان تلمح لمعته الحمراء على خلجات اللوحه..ولأت روبنز عايش فضائع الحرب في مدينته أنتورب
حيث لقي ألاف الأبرياء حتفهم في عمليات قتل وإغتصاب واسعة النطاق إستطاع ان ينقل لنا تفاصيل المشهد الدامي مغمورا بما ترسب داخله من كراهيه للحرب فجائت مبدعه في وجعها
حتى اتى بيكاسو بسيرياليته المجرده بعد قرون ثلاثه بنفس الروح الكارهه للحرب ليضمن مشهد المرأه التي تحتضن طفلها لحمايته من القتل في لوحته الشهيره غورنيكا
وغورنيكا هو إسم قريه صغيره تقع في إقليم الباسك الأسباني تعرضت لهجوم ضاري بالطائرات والقنابل على أيدي القوات التابعه لما يسمى بنظام فرانكو المدعوم من المانيا النازيه وقتها
وراح ضحيتها ألاف الأشخاص..فجرت الحادثه ردود فعل شديدة الصدى في العالم من مظاهرات ومسيرات إحتجاجيه
لكن كيف تكون ردة فعل الفنان ياترى؟
طبعا بريشته الوفيه ..وهكذا فعل بيكاسو الذي كان يقيم في باريس وقتها فأبدعها ودفع بها لتمثل أسبانيا في معرض أقيم للإحتفال بالفن الحديث بباريس في نفس السنه
أترككم الأن للإنفراد بغورنيكا وقرائه متواضعه لخطوطها
__________________________________________
اللوحة تصوّر فراغا تناثرت فوقه جثث القتلى وأشلاؤهم الممزّقة. وهناك حصان في الوسط وثور إلى أعلى اليسار، بالإضافة إلى مصباح متدلٍّ من الطرف العلوي للوحة. وعلى الأرضية تمدّدت أطراف مقطّعة لبشر وحيوانات. بينما تمسك اليد الملقاة على الأرض بوردة وبسيف مكسور. والى أعلى يمين اللوحة ثمّة يد أخرى تمسك بمصباح. ويبدو أن وظيفة المصباح المعلق في أعلى اللوحة هي تسليط الضوء على الأعضاء المشوّهة لتكثيف الإحساس بفظاعة الحرب وقسوتها. أما الثور إلى يسار اللوحة فليس واضحا بالتحديد إلامَ يرمز، لكن ربما أراد بيكاسو استخدامه مجازيا للتعبير عن همجية المهاجمين ولا إنسانيتهم.