شخصيات :: كلوديوس
حكم من بين عامي(41 - 54) م .
كان اسم العرش للإمراطور "كلوديوس" مجرد ترجمة للقبه الروماني فكان يظهر في الخراطيش باسم "أوتوكريتير كيسريس وهو تصحيف لنطق أسمه الروماني "أوتوقراتور قيصر". وهو ما ينطبق على أسمه الشخصي الذي يظهر بالنطق المصري "كلوتيس تيبريوس" أي "كلوديوس تيبريوس" .
وكانت الأسماء الأخرى هي "نب تاوي" أي "سيد الأرضين" و"سوتين نيت" بمعنى ملك الجنوب والشمال "ورع سي نب" أي بن الشمس و"خعاو" أي "سيد التيجان" ، وكان لديه بعض الإسهامات في عدة منشآت في معبد "دندرة" وتحديدًا أعمدة المعبد الكبير وفي معبد لاتوبوليس "إسنا" كان يوجد بأسمه جزء يحتل أحد جوانب الصالة الكبرى وهو عبارة عن مجموعة من الأعمدة المكونة لها ، وفي معبد فيلة بني أيضاً الجزء الغربي من صالة الأعمدة الكبرى ، والسمة الواضحة لمباني ومنشآت "كلوديوس" هي أنها تكملة لأعمال السابقين عليه ، ويظهر في الوثائق البردية أسم ولقب "كلوديوس" .
وتعددت أيضًا النقوش من عهده فكان منها الهيروغليفي والإغريقي واللاتيني ، وتظهر تصاوير "كلوديوس" في شكل وزي الفراعين القدامى ، كما تظهر صور "كلاوديوس" على أعمدة صالة الأعمدة الكبرى بمعبد دندرة.
وفي أطلال مدينة "فقط" بين مجموعة حوائط متهدمة يظهر باب حجري لا زال يحتفظ بتصاوير ملونة تمثل الإمبراطور "كلوديوس قيصر" يتعبد أمام "حورس" و"إيزيس" و"سوبك" و"مين" وأرباب آخرين ، وعلى جدران معبد مدينة "ليتوبوليس" (مركز إسنا، بمحافظة قنا) يظهر "كلوديوس" أمام عدد من الأرباب الكبار ، وفي معبد "إيزيس" في "فيلة" توجد أطلال معبد لا يظهر منها هل خصصت لرب بعينه أو لملك ما بالتحديد ، لكن وجد نقش في مكان آخر يوضح أن هذا المبنى أقامه "كلوديوس" بينما تحول بقية المعبد في عصر لاحق إلى كنيسة قبطية وسميت باسم "كلوديوس" ، وفي معبد فيلة أيضاً صورة "كلوديوس" وهو يقدم القرابين للربة "إيزيس" واضعاً على رأسه تاجاً ربما يخص "آمون" .
أن ما هو مصور على المعابد إنما هو أحد شئون السياسة وحسب ، لأن أكثر الأباطرة الرومان ومن بينهم "كلوديوس" رفضوا قبول مظاهر التأليه التي أحاطهم بها رعاياهم من المصريين ، فأردوا أن يسوسوا رعاياهم بالصورة التي تصلح الأمور دون بذل جهد في تعديل هذه الصورة ما دامت لا تضر بسلطانهم .
بعد أرتقاء الإمبراطور كلوديوس العرش في روما بفترة وجيزة ذهبت سفارة من إغريق الإسكندرية ليعرضوا نواياهم الحسنة وولائهم للبيت الإمبراطوري وليسجلوا آيات الشرف والفخر التي يرغبون في إسباغها عليه في أمور مثل إقامة تماثيل له والاحتفال بيوم مولده ، كما ترافعوا من أجل تأكيد أو تجديد مميزاتهم القديمة وأنتهزوا الفرصة لعرض قضيتهم ضد اليهود أمامه ، ولكن على الرغم من أن الإمبراطور قد قبل معظم مظاهر تكريمهم له ما عدا مسألة تأليهه وأكد بعض حقوقهم القائمة مثل حق المواطنة فإنه لم يكن يميل إلى أن يأخذ جانب الإغريق في صراع القوميات ووجه خطابا قاسياً لطرفي النزاع (الأغريق السكندريون واليهود) ليكفوا عن الشقاق الذي كاد يصل إلى درجة الحرب .