الكاتب محمد حاج عيسى الجزائري
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
فضيلة الشيخ :
عندنا في بعض المساجد التي نصلي فيها التراويح في شهر رمضان المبارك ومع شدة الحر يتهاون الناس في وصل الصفوف ، إذ يصلي جمع غفير خارج المسجد – أي في ساحته – تاركين مؤخرة المسجد فارغة بقدر ثلاثة إلى خمسة صفوف أحيانا، بل أحيانا الأخيرة منها – التي بداخله - غير مكتملة أصلا، ولما نصحناهم بإيصال الصفوف تعذروا بحجة شدة الحر داخل المسجد، وأن صلاة التراويح نافلة ولا تجري عليها أحكام الفريضة، فما حكم هذا العمل، أي الصلاة خارج المسجد مع عدم اكتمال الصفوف الداخلية وامتلاء المسجد؟ بارك الله فيكم وفي علمكم .
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بإتمام الصفوف الأول فالأول في أحاديث كثيرة منها حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:"أَلَا تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قَالَ: يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الْأُوَلَ، وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ" (رواه مسلم) وحديث أنس رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:" قَالَ أَتِمُّوا الصَّفَّ الْمُقَدَّمَ ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ، فَمَا كَانَ مِنْ نَقْصٍ فَلْيَكُنْ فِي الصَّفِّ الْمُؤَخَّرِ" رواه أبو داود وصححه الألباني.
وبين صلى الله عليه وسلم أن الإئتمام يحصل باتصال الصفوف، فقد روى أبو سعيد الخدري عنه أنه رأَى فِي أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا ، فَقَالَ لَهُمْ : تَقَدَّمُوا فَأْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، لَا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمْ اللَّهُ) رواه مسلم. ولذلك قال الفقهاء إن الصلاة خارج المسجد مع الإمام لا تصح إلا إذا امتلأ المسجد واتصلت الصفوف حتى الأبواب ولا فرق بين النافلة والفريضة في ذلك.
لكن ما دام المصلون كما ورد في السؤال لم يخرجوا عن المسجد –وأنهم في ساحته -فصلاتهم صحيحة، فمثلهم كمثل من صلى في الطابق الأعلى مع عدم امتلاء الطابق السفلي، وقد نقل الفقهاء الاتفاق على صحة من صلى في ساحة المسجد أو أحد مرافقه.