الكاتب أبو عبد الله محمد حاج عيسى الجزائري
السؤال :
السلام عليكم، شيخنا بارك الله فيك أنا أدرس في الجامعة ومقيم في الحي الجامعي الذي يبعد عن سكني حوالي700 كم ، فهل أقصر الصلاة أم لا؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : فإن نصوص الكتاب والسنة الواردة في رخصة القصر في السفر قد جاءت مطلقة فكل ما سمي سفرا كان سببا لرخصة القصر من غير تحديد لمدته، قال عز وجل : (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ ) (النساء/101) وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «أَوَّلُ مَا فُرِضَتْ اَلصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ , فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ اَلسَّفَرِ وَأُتِمَّتْ صَلَاةُ اَلْحَضَرِ » (مُتَّفَقٌ عَلَيْه)ِ
وعَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : أَرْتَجَ عَلَيْنَا الثَّلْجُ وَنَحْنُ بِأَذْرَبِيجَانَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ فِي غَزَاةٍ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَكُنَّا نُصَلِّى رَكْعَتَيْنِ ، (رواه البيهقي).
وبناء على هذا يجوز لك قصر الصلاة ما دمت في الحي الجامعي، إلا أنه ينبغي التنبه إلى أن صلاة الجماعة لا تسقط عنك ما دمت تسمع النداء وتقدر على إجابته، ومن صلى مع الإمام صلى بصلاته إتماما وقصرا، قيل لابن عباس إِنَّا إِذَا كُنَّا مَعَكُمْ صَلَّيْنَا أَرْبَعًا (أي مع الجماعة) وَإِذَا رَجَعْنَا إِلَى رِحَالِنَا صَلَّيْنَا رَكْعَتَيْنِ فقَالَ رضي الله عنهما تِلْكَ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (رواه أحمد وأصله في صحيح مسلم).