بسم الله الرحمن الرحيم
روعة الحياة في العيون الحزينة جوهر براق ...لا طعم للحياة بدون مشاكل , ولا قيمة لها بدون
متاعب , ولا أثر لها بدون صعوبات ,تماما كما أن النهار لا طعم له بدون ليل , والفرح بدون ألم ,
والنجاح بدون التضحية , والعلا بدون السهر .. ان الحياة أكثر جمالا وروعة في عيون المتعبين..
تجده يسعى ويحفى وقد أضناه التعب .... ولكن لايلبث أن يرى طفلا يبتهج لاحسان قد قدمه
له ... الا وقد انفرجت كل أساريره وراح كل تعبه .....والحقيقة ليست هنا ...الحقيقة ..!!
شيء ندركه ... وننساه نسعى وراءه .... ونبتعد عنه ولكن ...ما معنى أن تكون مهموما أو
حزينا .....؟
ما معنى أن تتألم لكلام يقوله صديق عن صديقه ؟؟
مامعنى رؤيتك لمن يخذلك؟؟!!
أو تحزن من أجل جار فقد عزيزا عليه ؟
ما معنى أن تبكي لحادث وقع لانسان لا تعرفه ؟؟
ما معنى أن يتحرك قلبك لمأساة يعيشها اخوك ؟؟
ما معنى كل هذه الأشياء وغيرها؟؟
معناه أن تتعب ...معناه أن تشقى ...
معناه .. أن تضيف لرصيدك الخاص من المشاكل والمتاعب رصيدا جديدا ...
معناه أنك انسان ... تعيش الحياة طولا وعرضا ...وبكل معاني الانسانية التي أودعها الله فيك ...
هذا هو الألم الذي يأتي على أحد من البشر ... يداهمه ... يكاد يحيله جثة خامدة ....جثة
تتنفس ... تتحرك ...لكنها لا تشعر سوى الكآبة والانقباض ...ويبقى هناك تساؤل ....
عن ماهية تصرفنا مع هذا الألم الذي يفترسنا ....أقابعون مطأطئوا الرأس ...مستسلمون وهالكون
؟؟ أم صامدون في وجه الريح فناجون من خضمه واعصاره ؟؟ وهنا تكمن الروعة ....
هكذا تكون نعمة القدرة على (التألم) ...
فالألم .. هو النار التي تصقلنا ....النار التي تجعلنا أكثر صفاءا...النار التي تحول العظم داخلنا
الى ماس لامع براق... هو الأداة الغامضة التي تنبهنا الى حقيقة أنفسنا ...الأداة التي تفتح عيوننا
على مواضع خللنا .. وعيوبنا .. فنسعى جاهدين على التخلص منها ...
الألم.. هو تلك القوة المبهمة المحركة التي تجعل عقولنا تسيطر على أنفسنا فتجعلنا
نتراجع ...نفكر .. نتصرف بطريقة أخرى نقية صافية ...من هنا .. تنبع السعادة ...فنحن
عندما نعاني ... نتعذب.. نتألم ...نصبح أكثر نضجا.. وأكثر قدرة على التحمل , وأكثر عطفا
على الآخرين .... وأكثر تسامحا معهم ... أكثر احساسا بوطأة آلامهم.. وبالتالي ...أكثر
انسانية ...
هــمــ الحنين ــس