جريدة فلسطين
جريدة فلسطين من اهم الجرائد الفلسطينية وأكبرها انتشارًا، وقد أصدرها عيسى داود العيسى في مدينة يافا عام 1911، وكانت في اول عهدها اسبوعية صغيرة، ثم اخذت تظهر مرتين في الاسبوع، ثم تحولت إلى جريدة يومية بثماني صفحات فيما بعد، ثم تطورت حتى أصبحت من اهم الجرائد الفلسطينية. وتعتبر هذه الجريدة التي استمرت في الصدور حتى عام 1967، من أرقى صحف فلسطين، واستطاعت بفتح صفحاتها للادباء والكتاب، ان تعكس صورة صادقة عن الحياة الادبية والثقافية في فلسطين.
صدرت جريدة فلسطين بين السنوات 1911-1967، وكانت من أكبر الصحف الفلسطينية وأغزرها مادة، واكثرها انتشاراً وتمثيلاً للرأي العام الفلسطيني. كانت تقرأ في مدن فلسطين وقراها، وتوزع أعدادها في الخارج.
نشأة صحيفة فلسطين في العهد العثماني
صدر العدد الأول من صحيفة فلسطين في 14 كانون الثاني عام 1911، وتوقفت عن الصدور يوم 9 كانون الثاني عام 1914. واستمرت في الظهور لأشهر قليلة بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى، وتوقف خلالها المقال الافتتاحي عن الظهور، وكانت تكتفي بنقل أخبار من وكالات الانباء. وكان العدد الأخير الذي ظهر أثناء الحرب، يحمل رقم 365 وتاريخ 12 تشرين الثاني 1914.
طالبت صحيفة فلسطين عند اندلاع الحرب العالمية الأولى، أن تقف تركيا على الحياد، فأوقفت الجريدة ونفي صاحبها إلى الأناضول. وكان مدير الجريدة في هذه الفترة هو عيسى العيسى وأشرف يوسف العيسى على رئاسة تحريرها، وقد شغل هذا المنصب منذ تأسيس الصحيفة وحتى توقفها في الحرب العالمية الأولى.
كانت صحيفة فلسطين في هذه الفترة تتكون من أربع صفحات، وتظهر مرتين في الاسبوع. وكانت قيمة الاشتراك في يافا عشرة فرنكات، وفي باقي المناطق ثلاثة ريالات مجيدية. وكانت تدون التاريخ الميلادي الشرقي والغربي والتاريخ الهجري، وتشتمل على مواضيع متنوعة. كانت الصفحة الأولى تشتمل افتتاحية سياسية أو إصلاحية بقلم يوسف العيسى، إضافة إلى أخبار الحكومة العثمانية. فقد درجت صحيفة فلسطين على نشر برقيات وكالة الأنباء العثمانية "أجانس عسمانلي"، واستعراض السياسة الخارجية والداخلية التركية، وكانت افتتاحية يوسف العيسى، تمثل بابًا منتظمًا في هذه الصفحة، وتمتد على عمودين أو اكثر، وتكتب بأسلوب شعبي سهل وسلس. وكانت الصفحة الثانية تحتوي على الأخبار المحلية وأخبار شتى، وشؤون أرثوذكسية، والتلغرافات الخصوصية التي كانت تحمل الأخبار للجريدة.
وكانت الجريدة تنشر في كل عدد من أعدادها رسالة القدس، ورسائل من المدن الفلسطينية الأخرى بصورة دورية. واحتوت الصفحة الثالثة على أخبار محلية وثقافية، وموضوعات تشغل الرأي العام. أما الصفحة الرابعة والأخيرة، فكانت تحتوي على أقوال الصحف والإعلانات. كما نشرت الجريدة في هذه الصفحة وغيرها من الصفحات، مقتطفات من صحف البلدان المجاورة. وقد درجت الجرائد العربية في العهد العثماني على أن تنشر شروط الاشتراك واسم المحرر وعنوان الإدارة، وغيرها من المعلومات باللغة الفرنسية. فقد كانت تلك اللغة منتشرة في تلك الفترة في بلدان الشرق الاوسط. وقد اختفت الفرنسية بعد الاحتلال البريطاني، وكانت جريدة فلسطين هي الوحيدة التي استمرت لعدة سنوات في طبع اسم الصفحة " La Palestine" بالفرنسية تحت الاسم العربي.