بحث عن النظام البيئي – بحث دراسي جاهز حول النظام البيئي ومكوناته
يقتصر وجود اشكال الحياة المختلفة في كوكبنا ألارض غلى الغلاف الجوي, وهو غلاف سطحي يشمل التربة الى عمق عدة امتار, والبحار
والمحيطات والمياه العذبة والغلاف الجوي. فلو تصورنا أن الكرة الارضية أصبحت حبة التفاح, فان الغلاف الحيوي لن يزيد سمكه عن
القشرة الرقيقة لحبة التفاح هذه, ورغم ذلك فان هذا الغلاف الحيوي يشكل بيئة معقدة ومتنوعةالى درجة تصعب معها دراسته كوحدة واحدة.
ولتسهيل دراسته يقسم الى بيئات أصغر متميزة عن بعضها, وتعرف هذه الوحدات الصغيرة بالنظم البيئية, فما هو المقصود بالنظام البيئي؟
تعرف كل من الغابة والبحيرة والصحراء بالنظام البيئي, وهو مجموعة الظروف الطبيعية في منطقة معينة بما في ذلك جميع الكائنات الحية
التي تعيش فيها. وقد يكون النظام البيئي كبيرا جدا كالمحيط أو صغيرا كجذع متعفن لشجرة في ارض الغابة.
مكونات النظام البيئي
تقسم مكونات النظام البيئي الى مجموعتين:
أ. مكونات غير حية (العوامل الطبيعية):
وهي مجموعة من العوامل غير الحية التي تؤثر في حياة الكائنات الحية, وتحدد نوعيتها وأماكن وجودها, كما تحدد نوعية العلاقات بين الكائنات الحية.
ويمكن تقسيم العوامل الطبيعية الى ثلاثة انواع:
1. العوامل الجوية: ومنها الضوء والحرارة والرطوبة والرياح والضغط والغازات.
2. عوامل التربة: وتشمل تركيب التربةوموقعها ونسبة الرطوبة, والمواد العضوية وغير العضوية
فيها. وتلعب هذه العوامل دورا في تحديد نوعية الكائنات الحية التي تعيش فيها أو عليها.
3. العوامل المائية: وتشمل الماء العذب والماء المالح في البيئات المائية, والمحتوى المائي للوسط
اليابس
ب. مكونات حية ( العوامل الحيوية):
وهي جميع الأحياء في النظام البيئي. ويشمل ذلك أنواعا مختلفة من الحيوانات والنباتات
والكائنات الدقيقة والانسان. ويطلق على مجموعة الكائنات الحية التي تعيش في نظام بيئي وترتبط
فيما بينها بعلاقات متبادلة اسم “المجتمع الحيوي” . ففي نظام بيئي كبحيره مثلا فان مجموعة
الكائنات الحية التي تعيش في البحيرة, وترتبط فيما بينها بعلاقات غذائية تسمى مجتمعا حيويا.
مكونات النظام البيئي
يتكون النظام البيئي من العناصر التالية:
1. العناصر غير الحية كالماء والهواء والتربة والمعادن.
2. العناصر الحية المنتجة كالكائنات الحية النباتية والتي تصنع غذائها بنفسها من عناصر غير حية.
3. العناصر الحية المستهلكة كالحيوانات العشبية واللاحمة والإنسان.
4. المحللات (Decomposers) وهي التي تقوم بتحليل المواد العضوية الى مواد يسهل امتصاصها وتتضمن البكتيريا والفطريات.
أما مكونات الغلاف الحيوي للبيئة فتقسم الى قسمين:
1- العناصر غير الحية للبيئة: وهي مكونة من ثلاثة أغلفة:
أ ) الغلاف المائي: حيث تشكل المياه النسبة العظمى من هذا الغلاف، والتي توجد في المحيطات والبحار والبحيرات والأنهار والمياه الجوفية وعلى شكل جليد وتقدر بحوالي 1.5 بليون كم3 يشكل الماء المالح 95-97% منها، في حين أن الماء العذب يشكل 3-5% فقط. ومع أن كمية المياه العذبة الموجودة محدودة فإن هناك تزايد مستمر في استهلاك المياه نتيجة للزيادة في عدد السكان والزيادة في الاستهلاك الزراعي والصناعي.
ب) الغلاف الجوي: ويشمل الغازات والأبخرة، ومن أهم الغازات الأكسجين، والنيتروجين، وثاني أكسيد الكربون.
ج) اليابسة: حيث تمثل الأجزاء الصلبة والتربة جزء من هذا الغلاف كذلك تشمل المعادن.
2 – المكونات الحية للغلاف الحيوي للبيئة
وهي تشمل جميع الكائنات الحية التي تشترك في بعض الجوانب كالإحساس والحركة والنمو والتنفس. ومن هذه المكونات الإنسان والكائنات الحية الأولية كالطحالب والبكتيريا والفطريات ثم النباتات والحيوانات بأنواعها المختلفة.
إختلال التوازن البيئي
إن التفاعل بين مكونات البيئة عملية مستمرة تؤدي في النهاية الى إحتفاظ البيئة بتوازنها ما لم ينشأ إختلال نتيجة لتغير بعض الظروف الطبيعية كالحرارة والأمطار أو نتيجة لتغير الظروف الحيوية أو نتيجة لتدخل الإنسان المباشر في تغير ظروف البيئة.
فالتغير في الظروف الطبيعية يؤدي الى إختفاء بعض الكائنات الحية وظهور كائنات أخرى، مما يؤدي الى إختلال في التوازن والذي يأخذ فترة زمنية قد تطول أو تقصر حتى يحدث توازن جديد. وأكبر دليل على ذلك هو إختفاء الزواحف الضخمة نتيجة لإختلاف الظروف الطبيعية للبيئة في العصور الوسطى مما أدى الى انقراضها فاختلت البيئة ثم عادت الى حالة التوازن في إطار الظروف الجديدة بعد ذلك. كذلك فإن محاولات نقل كائنات حية من مكان الى آخر والقضاء على بعض الأحياء يؤدي الى إختلال في التوازن البيئي.
غير أن تدخل الإنسان المباشر في البيئة يعتبر السبب الرئيسي في إختلال التوازن البيئي، فتغير المعالم الطبيعية من تجفيف للبحيرات، وبناء السدود، وإقتلاع الغابات، وردم المستنقعات، واستخراج المعادن ومصادر الاحتراق، وفضلات الإنسان السائلة والصلبة والغازية، هذا بالإضافة الى إستخدام المبيدات والأسمدة كلها تؤدي الى إخلال بالتوازن البيئي، حيث أن هناك الكثير من الأوساط البيئية تهددها أخطار جسيمة تنذر بتدمير الحياة بأشكالها المختلفة على سطح الأرض، فالغلاف الغازي لا سيما في المدن والمناطق الصناعية تتعرض الى تلوث شديد، ونسمع بين فترة وأخرى عن تكون السحب السوداء والصفراء السامة والتي كانت السبب الرئيسي في موت العديد من الكائنات الحية وخصوصا الإنسان.
أضف الى ذلك ما يتعرض إليه الغلاف المائي من تلوث من خلال استنزاف الثروات المعدنية والغذائية هذا بالإضافة الى إلقاء الفضلات الصناعية والمياه العادمة ودفن النفايات الخطرة. أما اليابسة فحدث ولا حرج، فإلقاء النفايات والمياه العادمة وإقتلاع الغابات وتدمير الجبال وفتح الشوارع وازدياد أعداد وسائط النقل وغيرها الكثير أدى الى تدهور في خصوبة التربة وإنتشار الأمراض والأوبئة خصوصا المزمنة والتي تحدث بعد فترة زمنية من التعرض لها.
وبالرغم من تقدم الإنسان العلمي والتكنولوجي والذي كان من المفروض أن يستفيد منه لتحسين نوعية حياته والمحافظة على بيئته الطبيعية، فإنه أصبح ضحية لهذا التقدم التكنولوجي الذي أضر بالبيئة الطبيعية وجعلها في كثير من الأحيان غير ملائمة لحياته وذلك بسبب تجاهله للقوانين الطبيعية المنظمة للحياة. وعليه فإن المحافظة على البيئة وسلامة النظم البيئية وتوازنها أصبح اليوم يشكل الشغل الشاغل للإنسان المعاصر من أجل المحافظة على سلامة الجنس البشري من الفناء.