بحث عن المستثنى – بحث دراسي جاهز عن الإستثناء
مفهوم الاستثناء
إخراج اسم يقع بعد أداة استثناء من الحكم أو المعنى المفهوم قبل الأداة .
فالمستثنى اسم يذكر بعد أداة من أدوات الاستثناء ومخالفا ما قبل الأداة في الحكم مثل :
برأ القاضي المتهمين إلا متهما . فالاسم الواقع بعد أداة الاستثناء “متهما ” هو الذي أخرج من الحكم السابق للأداة وهو البراءة , وهو المستثنى من حكم البراءة .
أركان الاستثناء
وهي مكونات جملة الاستثناء , التي تتشكل من :
المستثنى “متهماً” والمستثنى منه ” المتهمين ” ومن الأداة ” إلا ” ومن الحكم العام وهو “البراءة ” في الجملة السابقة
أدوات الاستثناء
أشهرها ثماني هي : إلا , غير , سوى , ما عدا ، ما خلا ، حاشا , ليس , لا يكون .
أنواع الاستثناء
الأول : الاستثناء المتصل :
وهو ما كان فيه المستثنى من نفس نوع السمتثنى منه مثل :
ظهرت النجوم إلا نجمةً . هاجرت الطيور إلا الدوريًَ .
قلمت الأشجار إلا ثلاثةَ أشجار . عرفت المدعويين إلا واحداً .
عرفت المدعويين إلا واحداً
عرف : فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلم (تُ) والضمير في محل رفع فاعل
المدعوين : مفعول به منصوب علامته الياء لأنه جمع مذكر سالم
إلا : أداة استثناء حرف مبني على السكون
واحداً : مستثنى منصوب علامته تنوين الفتح
تعاملت مع المصارف إلا مصرفين
تعاملت : فعل وفاعل
مع المصارف : شبه جملة جار ومجرور
إلا : حرف مبني على السكون
مصرفين : مستثنى منصوب علامته الياء لأنه مثنى
والثاني : الاستثناء المنقطع
وهو ما كان فيه المستثنى من غير جنس المستثنى منه مثل : رجع الصيادون إلا شباكَهم ، فالمستثنى ” الشباك ” من غير جنس المستثنى منه ” الصيادون ” وإنما هو من لوازمهم وأدواتهم .
رجع الصيادون إلا شباكَهم
رجع : فعل ماض مبني على الفتح
الصيادون : فاعل مرفوع علامته الواو
لا : حرف مبني على السكون
شباك : مستثنى منصوب علامته الفتحة وهو مضاف
هم : في محل جر بالإضافة
ومثل : حضر الضيوف إلا سياراتِهم
وعاد الطيارون إلا الطائراتِ
وهنالك من يضيف إلى هذين النوعين : الاستثناء المتصل والمنقطع نوعا ثالثا يسمونه الاستثناء المفرًغ , وهو ليس من باب الاستثناء ولا رابط بينه وبين أسلوب الاستثناء , لعدم وجود مستثنى منه ولا مستثنى , وقد توهموا الاستثناء لوجود إحدى أدواته في الجملة وهي (إلا) التي تدل على الحصر . مثل : ما انتصر إلا الحقُ , وما ساعدت إلا محمدا وما التقيت إلا بزيدٍ . حيث تعرب الأسماء بعد أداة الحصر على أنها فاعل , ومفعول به , واسم مجرور وكأن أداة الحصر لا وجود لها .
حكم المستثنى (وجوب نصب المستثنى)
1- أن تكون جملة الاستثناء تامة موجبة , مثل :
نزل اللاعبون إلى الساحة إلا حاميَ المرمى
ردد المنشدون النشيد ما خلا سعيداً
ساومت البائعين ما عدا البقالَ
غردت الطيور ما حاشا الحسونَ
في الأمثلة السابقة نلاحظ أن المستثنى كان منصوبا فيها جميعها , وذلك لأن الجملة مثبته – غير منفية – وأن الاستثناء تام حيث كان المستثنى منه موجودا , ويسمى هذا النوع الاستثناء التام الموجب .
2- أن تكَون جملة الاستثناء تامة – وجود المستثنى – منفية شريطة أن يتقدم المستثنى على المستثنى منه مثل
ما جاء إلا علياً أحدٌ
مثل قول الشاعر :
ما لي إلا آلَ أحمدَ شيعةٌ ومالي إلا مذهبَ الحق مذهب
3- أن يكون المستثنى منه من غير جنس المستثنى منه – في الاستثناء المنقطع – سواء أكانت الجملة مثبتة أم منفية . نقول :
عاد الحصادون إلا مناجلَهم
صعد الركاب إلى الطائرة إلا حقائبَهَم
وهكذا نلاحظ أن نصب المستثنى واجب في الحالات التالية :
1- إذا كان الاستثناء تاما مثبتا
2- إذا كان الاستثناء تاما مثبتا أو منفيا , وتقدم المستثنى على المستثنى منه .
3- في الاستثناء المنقطع سواء أكانت جملة الاستثناء تامة مثبتة , أم كانت منفية
جواز النصب واتباع المستثنى للمستثنى منه “إبداله منه”
لم يحضر المسؤولون إلا المحافظَ , المحافظُ
حيث يعرب المحافظ على أنه مستثنى منصوب, أو بدل مرفوع من “المسؤولون
ما صدقت الخطباءَ إلا خطيباً ، خطيبا
خطيبا : مستثنى منصوب أو بدل من مفعول به منصوب (الخطباء)
ما تعاملت مع مكاتب السفر عدا مكتبا ، مكتبٍ
مكتبا : مستثنى منصوب أو بدل من اسم مجرور- مكاتب -لعلنا نلاحظ ان المستثنى كان في الجمل السابقة منصوبا وجاز معه إعراب آخر هو البدل من الاسم السابق له (المستثنى منه). والسبب في ذلك هو كون الاستثناء تاما – لوجود المستثنى منه في الجمل – أولا , ولكونه غير مثبت – منفيا – ثانيا .
لذا يجوز نصب المستثنى أو إبداله من المستثنى منه عندما تكون جملة الاستثناء تامة ومنفية. هذا ويعامل النهي والاستفهام الإنكاري – الذي لا يحتمل إجابة – معاملة النفي .
نقول في النهي :
لا يجلس أحدٌ إلا الناجحَ أو الناجحُ
لا : حرف نهي مبني على السكون
أحد : فاعل مرفوع
إلا : أداة استثناء مبنية على السكون
الناجحَ : مستثنى منصوب
الناجحُ : بدل من أحد مرفوع – لأن الجملة واقعة في أسلوب النهي
وفي الاستفهام الإنكاري نقول :
من ينكر فصل الوحدة إلا المكابرَ , المكابرُ
المكابرَ : مستثنى منصوب
المكابرُ : بدل مرفوع من الفاعل المستتر في الفعل (ينكر )
هذا وقد يكون النفي بغير أدوات النفي ، وإنما يفهم ذلك من المعنى .
مثل : فني الجسمُ إلا العظمَ , العظمُ ، لأن معنى فني لم يبق
ومثل :قوله تعالى”ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون”، لأن معنى يأبى
“لا يرضى” ، إلا أن يتم = إلا اتمامَ
جواز نصب المستثنى وجره مع الأدوات عدا , خلا ,حاشا والتي يعتبرها النحويون حروف جر.
نقول : قطفت الأزهار عدا الوردَ ، الوردِ
زينت الغرفَ خلا غرفةً , غرفةٍ
زرت مدارس الحي حاشا مدرسةً , مدرسةٍ
أدوات الاستثناء
إلا : وهي أداة استثناء في جملة الاستثناء , وأداة حصر في غير ذلك ، مثل :
ما فاز إلا المجدُ
ما قرأت إلا مقدمةَ الكتاب
ما تعاملت إلا بالدينارِ
غير وسوى : وهما في الاستثناء اسمان يعربان إعراب المستثنى ويحملان على (إلا) – يعنيان معنى إلا – ويثبت لهما الإعراب الذي يكون للاسم بعد إلا في الاستثناء –المستثنى- . ففي الاستثناء التام المثبت ، نقول :
فهم التلاميذ القاعدة غيرَ سميرٍ
فهم التلاميذ : فعل وفاعل
القاعدة : مفعول به
غير : مستثنى منصوب علامته الفتحة وهو مضاف
سمير : مضاف إليه مجرور
ركب المسافرون الطائرة سوى صالحٍ
ركب المسافرون : فعل وفاعل .
الطائرة : مفعول به منصوب
سوى : مستثنى منصوب علامته الفتحة المقدرة على آخره وهو مضاف
صالح : مضاف إليه .
لعلنا نلاحظ أن إعراب غير وسوى في الجملتين السابقتين كان كإعراب الاسم الذي يأتي بعد إلا – المستثنى – ولذا أعربت كل واحدة على أنها مستثنى منصوب وفي الوقت نفسه كانت كلتاهما مضافتين والاسم الواقع بعدهما , كان مضافا إليه مجروراً .
أما في الاستثناء التام المنفي , فنقول :
ما أتم الدورانَ حول المضمار أحد غيرَ , غيرُ لاعبٍ
غير : مستثنى منصوب
غير : بدل مرفوع
ما صدقت أحداً غيرَ ، غيرَ عادلٍ
غير : مستثنى منصوب
غير : بدل منصوب
ما وثقت بتاجر سوى ، عبيدٍ
سوى : مستثنى منصوب
سوى : بدل مجرور
ما كتبت من الرسالة سوى فصلين
سوى : مستثنى منصوب
سوى : بدل مجرور
نلاحظ أن غير وسوى في الاستثناء التام المنفي تعربان مستثنى منصوب أو تعربان على البدلية من المستثنى منه ، ويكون الاسم الواقع بعدهما مجروراً بالإضافة
أما في غير أسلوب الاستثناء فتعربان وفق موقعهما من الجملة مثل :
ما احتُرمَ غيرُ العاملِ
غير : نائب فاعل مرفوع
ما انتقدت سوى المقصرِ
سوى : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على آخرها .
ما أعطيت غيرَ المحتاجِ
غير : مفعول به منصوب
ما مررت بغيرِ عاملٍ
غير : اسم مجرور بغير
الأدوات : خلا , عدا , حاشا ويكون المستثنى بعدهما إما منصوبا أو مجروراً باعتبار أن هذه الأدوات حروف جر .
ما خلا و ماعدا – ويمنع جل النحويين استعمال (ما) مع (حاشا) ويكون المستثنى بعدهما إما منصوبا على الاستثناء أو منصوبا على أنه مفعول به .
وهنالك أداتان هما ليس ولا يكون ولا تعتبران في الاستثناء فعلين , إنما تعتبر كل واحدة أداة ترادف معنى (إلا )
نقول : سافر القوم ليس الأميرَ
سافر القوم : فعل وفاعل
ليس : أداة استثناء مبنية على الفتح بمعنى (إلا)
الأمير : مستثنى منصوب علامته الفتحة
انسحب الجنود لا يكونُ القائدَ
انسحب الجنود : فعل وفاعل
لا يكون : أداة استثناء بمعنى (إلا)
القائد : مستثنى منصوب علامته الفتحة
شبه الاستثناء لاسيما وبيدَ
لا سيما كلمة مركبة من لا النافية للجنس ومن (سيًَ) التي تعني (مثلَ) ومثناها سيان . وتستعمل لاسيما لترجيح ما بعدها على ما قبلها .
نقول : أحب الأزهار ولاسيما النرجسِ , حيث رجحت حب النرجس على غيره من الأزهار .
وحكم إعراب الاسم الواقع بعدها – إن كان نكرة – جاز رفعه ونصبه وجره . مثل :
كل كريم محبوب ولا سيما كريمٌ مثلُك
كل : مبتدأ مرفوع علامته الفتحة وهو مضاف
كريم : مضاف إليه مجرور علامته تنوين الكسر
محبوب : خبر مرفوع
لا : نافية للجنس حرف مبني على السكون
سيَُ : اسم لا النافية للجنس منصوب بالفتحة لأنه مضاف
ما : زائدة
كريم : خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هو .
مثل : نعت مرفوع , وهو مضاف ك : في محل جر بالإضافة
ولا سيما كريمٍ مثلكِ
كريم : مضاف اليه مجرور
مثل : نعت لمجرور
ولاسيما كريماً مثلك
كريما : تمييز منصوب
مثل : نعت لمنصوب
أما (بيدَ) فهي دائما منصوبة على الاستثناء , ولا تقع إلا في استثناء منقطع , وتكون مضافه إلى المصدر المؤول بأن المشبه بالفعل مثل إنه لكثير المال
بيدَ أنه بخيل = بيدَ بُخْلِهِ