بحث حول منظمة أوبك – بحث دراسي شامل عن منظمة اوبك
تمثل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) تجمعا أنشئ بغرض ضمان حقوق الدول المنتجة في صناعة النفط التي كانت تخضع وقتها للاحتكارات العالمية.
والسياسة المعلنة حاليا للمنظمة التي تضم 11 دولة عضوة هو إبقاء أسعار خام النفط في نطاق يتراوح بين 22 دولارا و28 دولارا للبرميل.
ولكي يتحقق ذلك، تتحكم الدول في كمية النفط الخام التي تصدرها وتتجنب إغراق أو التضييق على السوق الدولي.
وقد أنشئت أوبك في بغداد عام 1960 وتشكل صادرات أعضائها ما يزيد عن نصف صادرات العالم من الخام.
لكن موازنة سوق النفط ليست من السهولة بمكان وهو ما بدا واضحا في موجات الارتفاع الحاد في الأسعار منذ إنشاء أوبك وحتى الآن. صقور وحمائم
وأحد أسباب ذلك هو أن أعضاء أوبك قد لا تتفق مصالحهم بالضرورة وغالبا ما يصعب التوصل إلى إجماع على سياسة المنظمة.
عندما يهبط سعر النفط يحدث ذلك ضررا حقيقيا. على تلك الدول أن تطعم وتوفر الرفاهية لشعوبها، كما هو الحال في الدول الغربية
توني سكانلون
وغالبا ما ترى الدول ذات احتياطات النفط الصغيرة نسبيا أو الدول ذات التعداد السكاني الكبير والموارد القليلة، مثل إيران ونيجيريا، على أنها “صقور” تضغط نحو رفع الأسعار.
وفي المقابل فإن دولا منتجة مثل المملكة العربية السعودية والكويت، التي تمتلك احتياطات هائلة مع قلة تعداد سكانها، تخشى أن يؤدي ارتفاع الأسعار إلى تعجيل التغير التكنولوجي وإلى تطوير ترسبات جديدة قد تقلل من قيمة النفط في أراضيهم.
وعادة ما تركز الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، على الكويت والمملكة العربية السعودية عندما تحاول دفع أوبك لرفع أو تثبيت الإنتاج لضمان استقرار الأسعار.
كما أن الحاجة للحفاظ على علاقات طيبة مع الدول الأعضاء الأخرى ومع الولايات المتحدة والدول المستهلكة الأخرى عادة ما تكون جزءا من المعادلة.
كما أن هناك خلافات مستمرة بشأن ما إذا كانت الدول الأعضاء تلتزم بالفعل بحصصها المتفق عليها. هل هو جشع؟
وغالبا ما يصور الغرب أوبك على أنها اتحاد منتجين يتسم بالجشع وغير جدير بالثقة وأنه يحاول التلاعب في سعر النفط.
تاريخ أوبك
1960 – تأسست بعضوية كل من إيران والعراق والكويت والمملكة العربية السعودية وفنزويلا
1965 – انتقل مقرها من سويسرا إلى فيينا في النمسا
1973 – أحدثت أسعار النفط المرتفعة أزمة في الاقتصاد العالمي
1990 – أشعل غضب العراق من تجاوز الكويت حصتها في الإنتاج حرب الخليج الأولى
1998 – سعر برميل النفط يهوي إلى عشرة دولارات
2000 – أوبك تخفض الإنتاج لتعزيز الأسعار
2001 – أوبك تضغط على الدول المصدرة للنفط غير الأعضاء فيها لكي تقلل إنتاجها
لكن كثيرا مما تسمى “بالدول الغنية بالنفط” قد تكون فقيرة فيما عداه. وغالبا ما يكون النفط هو السلعة الوحيدة التي يصدرونها مما يجعلهم عرضة لتذبذب أسعار النفط العالمية.
وعندما هوى سعر برميل النفط في عام 1998 إلى عشرة دولارات تضررت اقتصادات هذه الدول بشدة.
ويقول توني سكانلان من المعهد البريطاني لاقتصاديات الطاقة “في الولايات المتحدة ينظر إلى أوبك على أنها تكتل احتكاري ولذا فهي شيء يتعين القضاء عليه – وهي ليست طريقة مفيدة في التفكير بشأنها.”
وأضاف “الشيء الوحيد الذي تشترك في جميع دول أوبك هو اعتمادهم المطلق على منتج واحد – النفط.”
ويرى سكانلان أن دول أوبك لا يمكنها تحمل معاملة النفط “كمجرد سلعة أخرى”.
ويقول “عندما يهبط سعر النفط يحدث ذلك ضررا حقيقيا. على تلك الدول أن تطعم وتوفر الرفاهية لشعوبها، كما هو الحال في الدول الغربية.” بحث عن الاستقرار
ويعود جزء من انعدام ثقة دول العالم الصناعية في أوبك إلى أزمة النفط في عام 1973 التي أحدثت أزمة في الاقتصاد العالمي.
كما أشارت أصابع اللوم الغربية إلى أوبك عندما ارتفعت أسعار النفط بشدة في النصف الثاني من عام 2000 مما أثار احتجاجات بشأن أسعار الوقود في أغلب دول أوروبا.
وفي العام الحالي أصبحت أوبك مرة أخرى محل تمحيص دقيق بعد أن بلغ سعر النفط في الولايات المتحدة مستويات قياسية مدفوعا بارتفاع الطلب والمخاوف من أن تؤدي الاضطرابات في العراق والتشدد المسلح الذي يروج له تنظيم القاعدة إلى تعطيل الإمدادات من الشرق الأوسط.
لكن الغرب بدأ ينتبه تدريجيا إلى حقيقة أن أوبك كانت تحاول في الأعوام الأخيرة ضمان استقرار السوق من خلال آلية لإبقاء سعر النفط في نطاق محدد.
كما أن الدول المستهلكة أصبحت أيضا أقل اعتمادا على أوبك في الحصول على النفط بعد دخول مصادر أخرى إلى السوق وخاصة روسيا.