بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها أخذت علاقة الجارتين الأوربيتين، ألمانيا وفرنسا، في التحسن. فبعد مرور خمس سنوات فحسب على انتهاء تلك الحرب راوضت وزير الخارجية الفرنسي السابق روبرت شومان فكرة بناء علاقات وثيقة بين ألمانيا وفرنسا.
وكانت هذه الفكرة غير معقولة آنذاك كون أن فرنسا وألمانيا عدوتين تقليديتين قامتا باجتياز حروب طاحنة عبر العصور.
وأدى اجتياح ألمانيا الهتلرية فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية إلى تواجد حالة من عدم الثقة المتبادلة، كان التفكير حتى في مجرد تجاوزها ضربا من ضروب المستحيل.
ولكن مساعي شومان تكللت بالنجاح. والدليل على ذلك الكلمة التي ألقاها الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول في سبتمبر/أيلول عام 1962 في بون وترديده عبارات: "تحيا بون. تحيا ألمانيا. تحيا الصداقة الألمانية الفرنسية."
وبعد مرور بضعة أشهر على ذلك صدق المستشار الاتحادي السابق كونراد أديناور والرئيس ديغول في الـ 22 من شهر يناير/كانون الثاني 1963 على معاهدة الصداقة الفرنسية الألمانية، أو ما يعرف بإتفاقية الإليزية.
و اتفق الجانبان على العمل الوثيق في كل المجالات السياسية ـ وبصفة خاصة السياسة الخارجية والأمنية والدفاعية، والسياسة الاقتصادية والمالية.
وقد أخذت اللقاءات الدورية للقمة الألمانية الفرنسية شكل مجلس وزراء ألماني فرنسي.