هو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا
بعد أن عصى العبد ربه , خرج من بيته باحثاً عن الرزق ....
فنظر إلى الأرض فإذا بها تتصدع جفافاً بعد أن كانت خصبة ......
وإلى الزرع الأخضر فإذا هو هشيماً بعد أن كان كاسياً للأرض حلة بهية .....
وإذ بالأشجار تتساقط أوراقها وأغصانها تتحطم بعد أن جفت وضمرت .....
فانطلق يبحث ويبحث عن الماء فلم يجد ....
خارت قواه ؛ لم تعد تحمله قدماه .....
سقط على الأرض وشفتيه متيبسة .....
لا ماء فيروي عطشه , ولا ظل فيلتحف به من لهيب الشمس ....
فأنصت إلى قلبه الذي يئن أنين الباكي المتحشرج .....
ولم يزل على تلكم الحال حتى رق قلبه .....
وانهملت العبرات من عينيه .....
أف لك يا ذنوب , أف لك يا ذنوب، ما أقبح آثارك !! أحرمتني من رزق ربي بعد أن أنعم علي؟؟
حينها تذكر قول الله تعالى:" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من
رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم"
فسكت هنيهة...
ثم رفع كفيه إلى السماء أن: يا رب, يا رب , يا رب .....
ولم يزل يدعو ويتضرع حتى أظلته غمامة الخير .....
لا عجب !!!
فقد قبله الله من التائبين .....
فأمطرت السماء بوابل العطاء .....
رحمه من ربه الجواد المعطاء .....
ولم تزل الأرض تروى بالغيث حتى رآها تهتز وتربو .....
نعم
بهذا قد عاد عرق الحياة ينبض...
لما تاب العبد وأناب .......
منقول