:: ما هي آداب النصيحه::
ما هي آداب النصيحة _التي يجب التحلي بها عند النصح للآخرين..
من آداب النصيحة أن تكون خالصة لله ، لأنها تكون حينئذ أنفع . وأن يكون الباعث عليها الشفقة على المنصوح . وأن تكون سِراً فيما يكون في ذات الشخص ، ولا يُجهر به ، لأنها يكون حينئذ فضيحة لا نصيحة .
قال الإمام الشافعي :
تعمَّدني بنصحك في انفرادي = وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نـوع = من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي = فلا تجزع إذا لم تعط طاعـة
وأما ما كان عاماً فهو يحتاج إلى نُصح عام ، وهذا مما يغلط فيه كثير من الناس . من أنهم يظنون أن كل نُصح يكون سِراً . فإن الصحابة رضي الله عنهم أنكروا على الولاة في مجامِع الناس .
فقد أنكر عمارة بن رؤيبة رضي الله عنه على بشر بن مروان لما رآه على المنبر رافعاً يديه ، فقال عمارة : قبح الله هاتين اليدين ! لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا ، وأشار بإصبعه المسبحة . رواه مسلم .
وفي صحيح مسلم من طريق طارق بن شهاب قال : أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان ، فقام إليه رجل ، فقال : الصلاة قبل الخطبة ، فقال : قد تُرِك ما هنا لك ، فقال أبو سعيد : أما هذا فقد قضى ما عليه ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان .
وفي صحيح مسلم أيضا من طريق الحسن أن عائذ بن عمرو وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عبيد الله بن زياد ، فقال : أي بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن شرّ الرّعاء الحطمة ، فإياك أن تكون منهم ، فقال له : اجلس فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقال : وهل كانت لهم نخالة ؟! إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم !
وفعل السلف أكثر وأشهر من أن يُحصر في الإنكار العلني على الحكّام والولاة . وسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حافلة مليئة بالإنكار العلني على حُكّام عصره . والله تعالى أعلم .[/SIZE]
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد