"هَلَّ الهلالُ فكيفَ ضلَّ السَّاري *** وعلامَ تبقى حَيْرةُ المحتار
وتنفسَ الصبحُ الوضيءُ فلا تسل *** عن فرحة الأغصان والأشجار
غَنَّت فمكة وجهها متألقٌ *** أملاً ووجهُ طغاتها متوارِ
أوما ترى البطحاء تفتح قلبها *** فرحاً بمقدم سيد الأبرار
ماذا يقول حراء في الزمن الذي *** غلبت عليه شطارة الشُطَّار
طِبْ يا حراءُ فلليتيم حكاية *** نسجت ومنكَ بدايةُ المشوار
طِبْ يا حِراءُ فأنت أولُ بقعةٍ *** في الأرض سوف تفيض بالأسرار
وتساءل الكفار حين بدت لهم *** في ظلمةِ الأهواءِ شمعةُ ساري
من ذلك الآتي يمد لليلنا قبساً *** سيكشفُ عن خبايا الدار
من ذلك الآتي يزلزل ملكنا *** ويرى عبيد القوم كالأحرار
هذا محمد يا قريشُ كأنَّكم *** لم تعرفوه بعفةٍ ووقار
هذا الأمين أتجهلون نقاءه *** وصفاءه ووفاءه للجار
يا سيد الأبرار حبك لوحةٌ *** في خاطري صداحةُ الأطيار
يا سيد الأبرار أمتك التي *** حررتها من قبضة الأشرار
يا سيد الأبرار أمتك التوت في *** عصرنا ومضت مع التيار
شربت كؤوس الذُل حين تعلقت *** بثقافةٍ مسمومةُ الأفكار
إني أراها وهي تسحبُ ثوبها *** مخدوعة في قبضة السمسار
إني أراها تستطيبُ خضوعها *** وتلينُ للرهبان والأحبار
سَلْ أيها المخدوع طيبة عندما *** بلغت مداها ناقة المختار
سل عن حنين الجذع في محرابه *** وعن الحصى في لحظة استغفار
سل صُحبة الصديق وهو أنيسه *** في دربه ورفيقه في الغار
سل حمزة الأسد الهصورَ فعنده *** خبرٌ عن الجنات والأنهار
سل وجه حنظلةَ الغسيل فربما *** أفضى إليك الوجه بالأسرار
سل مصعباً لما تقاصرَ ثوبه *** عن جسمه ومضى بنصفِ إزار
سل في رياض الجنة ابن رواحة *** واسأل جناحي جعفر الطيار
سل كل من رفعوا شعارَ عقيدةٍ *** وبها اغتنوا عن رفع كل شعار
سلهم عن الحب الصحيح ووصفه *** فلسوف تسمع صَادِقَ الأخبار
حُبُّ الرسولِ تمسك بشريعة *** غراء في الإعلان والإسرار
حب الرسول تعلق بصفاته *** وتخلق بخلائق الأطهار
إحياء سنته إقامة شرعه في *** الأرض دفع الشك بالإقرار
إحياء سنته حقيقة حبه في *** القلب في الكلمات في الأفكار
فرجاؤنا ودعاؤنا ويقيننا *** وولاؤنا للواحد القهار
والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد