إليك إليك خير الأنبياء
فخار الرسل يثبت بانتماء
فإنك شمسهم والكلّ طيف
وأين الطيف يبلغ من ذكاء
مقامك من وجود الكون سرٌ
به قضت المشيئة في ابتداء
وسمّاك الإله بنا رحيما
يؤيدك الكتاب من السماء
وكنت متمم الأخلاق فينا
فكان هداك دستور البناء
شعارك في المعاد لواء حمدٍ
فيا بشرى لنا في ذا اللواء
وموعدك الشفاعة تجتليها
وعُظم شفاعةٍ بعد الدعاء
------------------------------------------------------
أهلاً بخير نبيٍ شرّف العربا
من فيه ليل الأسى عنّا قد احتجبا
إنسان عين الورى نبراس سؤدده
فخر الحياة الذي نلنا به الأربا
ساد الأنام جميعاً في شريعته
مذ كوّن الدين والأخلاق والأدبا
والعُرب فيه قد اعتزت كرامتهم
والمجد قد هام في أخلاقه عجبا
والأرض قد فاخرت نجم السماء به
وبلبل الروض قد غنى به طربا
جئناك يا سيدي والقلب منكسرٌ
والدمع فاض على الرمضاء منسكبا
فاحنن علينا وجنبنا الردى كرماً
وعُد لنا مجدنا السامي الذي ذهبا
صلى عليك إله العرش ما طلعت
شمس النهار وما بدر الدجى غربا
--------------------------------------------------
أرى كلّ مدح للنبيّ مقصرا
وإن سطرت كلّ البرية أسطرا
فما أحدٌ يحصي فضائل أحمدٍ
وإن بالغ المثني عليه وأكثرا
إذا الله أثنى بالذي هو أهله
كفاه بذا فضلاً من الله أكبرا
وفي سورة الأحزاب صلى بنفسه
عليه فما مقدار ماتمدح الورى
-------------------------------------------------
إذا كنت في باب النبي فلاتخف
فذلك حصن والأمان له أُسّ
محمد باب الله فالزم رحابه
وإن عارضتك الجنّ ياخلّ والإنس
وإن كنت مشغول الفؤاد بحبه
صفوت وكم بالصفو تنبسط النفس
وإن ما رماك الدهر يوماً بوحشةٍ
فوقتك في كل الشؤون به أنس
تقرّب لأقوام يدينون دينه
فما يستوي الإشراق في الحق والطمس
أولئك أهل الله لُذ بجنابهم
وباعد أناسا قد تخبطهم مسّ
فإن محبّ الحق يأوي لأهله
وينأى به عن ضده الطبع والحس
أجل كل موجود يميل لشكله
بلا ريبةٍ والجنس يألفه الجنس
--------------------------------------------------
ألا يا حبيب الله يا خير شافع
ومن هو حقاً للأنام رسول
شفاء سقامي من علاك بنظرةٍ
فهل منك إنعام بها وقبول
على بابك العالي وقفت مؤملاً
وما خاب في باب النبي نزيل
طرقت الباب والآمال عندي
تسامت أن يكون لها مثيل
فلا تردد رحيم القلب واجبر
عبيداً ظنه فيكم جميل
فكم أرجو وآمل منك خيراً
وأسعى إنما زادي قليل
ولا تنظر لزادي إن رحلي
أبى إلاّ بربعكم يقيل
وحقق ما رجوت وشدّ حبلي
بحبلك رحمةً إني دخيل
سألتك والجليل يقول وحياً
فلا تنهر فأنت أبٌ كفيل
عليك صلاة ربك ما ترامى
على أعتابك العليا النزيل
--------------------------------------------------
إن جلّ ذنبي عن الغفران لي أملٌ
في الله يجعلني في خير معتصم
ألقي رجائي إذا عز المجير على
مفرّج الكرب في الدارين والغمم
إذا خفضت جناح الذل أسأله
عز الشفاعة لم أسأل سوى أمَم
وإن تقدّم ذو تقوى بصالحةٍ
قدّمتُ بين يديه عبرة الندم
لزمت باب أمير الأنبياء ومن
يُمسك بمفتاح باب الله يغتنم
محمدٌ صفوة الباري ورحمته
وبغية الله من خلقٍ ومن نسم
أسرى بك الله ليلاً إذ ملائكه
والرسل في المسجد الأقصى على قدم
لمّا خطرت به التفوا بسيدهم
كالشهب بالبدر أو كالجند بالعلم
صلى وراءك منهم كلّ ذي خطرٍ
ومن يفز بحبيب الله يأتمم
وقيل كل نبيٍ عند رتبته
ويا محمد هذا العرش فاستلم
يا أحمد الخير لي جاهٌ بتسميتي
وكيف لا يتسامى بالرسول سَمي
ذكرت باليتم في القرآن تكرمةً
وقيمة اللؤلؤ المكنون باليتم
يا رب أحسنت بدء العالمين به
فتمم الفضل وامنح حسن مختتم
والطف لأجل رسول العالمين بنا
ولا تزد قومه خسفاً ولاتسُم
---------------------------------------------------
بمحمدٍ دامت لنا الأفراح
وقلوبنا في ذكره ترتاح
فإذا تلونا ذكره وحديثه
دارت لنا بشرابه الأقداح
بجبينه نور كمصباحٍ بدا
للعالمين جبينه المصباح
حاز الجمال ونال يوسف بعضه
ملئت بمدح صفاته الألواح
نار الغرام بقلب عاشق حسنه
إن مات وجداً ما عليه جُناح
همنا به لمّا تلونا وصفه
ولنا بمدح صفاته الأرباح
-------------------------------------------------
بنور رسول الله أشرقت الدنى
ففي مدحه كلّ يجيء ويذهب
براه جلال الحق للخلق رحمةً
فكل الورى في برّه يتقلب
بدا مجده من قبل نشأة آدمٍ
وأسماؤه في اللوح من قبلُ تُكتب
بمبعثه كل النبيين بشرت
ولا مرسلٌ إلا له كان يخطب
بتوراة موسى نعته وصفاته
وإنجيل عيسى بالمدائح يُطنب
بعزته سُدنا على كل أمةٍ
وملتنا فيها النبيون ترغب
برياه طابت طيبة ونسيمها
فما المسك ما الكافور رياه أطيب
بجاهك أدركني إذا حوسب الورى
فإني عليكم ذلك اليوم أحسب
بمدحك أرجو الله يغفر زلتي
ولو كنت عبداً طول عمريَ أذنب
-----------------------------------------------------
بمدح المصطفى تحيا القلوب
وتُغتفر الخطايا والذنوب
نبيٌ كامل الأوصاف تمت
محاسنه فقيل له الحبيب
وصفت شمائلاً منه حِساناً
فما أدري أمدحٌ أم نسيب
يفرّج ذكره الكربات عنا
إذا نزلت بساحتنا الكروب
وأذكره وليل الخطب داجٍ
عليّ فتنجلي عني الكروب
مدائحه تزيد القلب شوقاً
إليه كأنها حليٌ وطيب
شريعته صراطٌ مستقيم
وليس يمَسنا فيها لغوب
وأرجو أن أعيش به سعيداً
وألقاه وليس عليّ حوب
ولي طرفٌ لمرآه مشوقٌ
ولي قلب لذكراه طروب
لجود المصطفى مُدت يدانا
وما مُدت له أيدٍ تخيب