طرائف عربـية
أبو دلامة والمهدي
كان لأبي دلامة بغل أعجف محطم هرم، فدخل يوماً على المهدي وبين يديه سلمة الوصيف، فقال للمهدي: إني جعلت للخليفة مهراً ليس لأحد مثله، أحببت أن أهديه لك، فإن أحببت تشرفني بقبوله
فأمر المهدي بإدخال المهر، فلما رآه قال لأبي دلامة: ويحك! ألم تزعم أنه مهر؟ فقال:أو ليس سلمة هذا تسميه وصيفاً وله ثمانون سنة؟ فإذا كان سلمة وصيفاً فهذا مهر
.فجعل المهدي يضحك، وسلمة يشتم أبي دلامة
يتمنى الخسارة فيربح
كان ابن الجصاص اوسع الناس دنيا وله من المال مالا ينتهي الى عده ولايوقف على حده وبلغ من جده انه قال تمنيت ان اخسر مرة فقيل لي اشتر التمر من الكوفة وبعه في البصرة وكانت بها نخيل كثيرة وتمرها متوفر بكثرة وكانت الكوفة قليلة التمر ففعلت ذلك فاتفق ان نخل البصرة لم يحمل في هذا العام فربح ربحاً واسعاً
طفيليون
قال أحد الطفيليين: قدمت يوماً من بغداد، فمررت بباب قوم عندهم وليمة، وإذا بصاحب الدار يدخل ويضع سلماً فكلما رأى إنساناً لا يعرفه قال: اصعد يا أخي فصعدت إلى غرفة مفروشة حتى وافيت فيها ثلاثة عشر طفيلياً، ثم رفع السلم، ووضعت الموائد، فبقي أصحابي قد تحيروا وقالوا: ما مر بنا مثل هذا قط، قلت:يا فتيان ما صناعتكم؟ قالوا: التطفل، قلت: فما عندكم في هذا الأمر الذي وقعنا فيه، قالوا: ما عندنا فيه حيلة، قلت:فإذا احتلت لكم حتى تأكلوا وتنزلوا، تُقِرّون أني أعلمكم بهذه الصناعة؟ قالوا: من تكون بالله عليك؟ قلت: أنا ابن درّاج، قالوا: قد أقررنا لك قبل أن تحتال لنا
قال: فجئت إلى صاحب الدار، فاطلعت عليه والناس يأكلون، وقلت: يا صاحب الدار، قال: مالك؟ قلت: أيما أحب إليك: تصعد إلينا بخوان (طبق) كبير، نأكل وننزل، أو أرمي بنفسي الآن، فيخرج من دارك قتيل، ويصير عرسك مأتماً؟
وجعلت أريه كأني أرمي بنفسي، فصاح وقال: اصبر، ويلك لا تفعل، وجعل يقول: هذا مجنون. وأصعدوا إلينا خواناً، فأكلنا ونزلنا
له النار ولي الدار
مات احد المجوس وكان عليه دين كثير فقال بعض غرمائه لولده : لو بعت دارك ووفيت بها دين والدك فقال الولد اذا انا بعت داري وقضيت بها عن ابي دينه فهل يدخل الجنة؟ فقالوا: لا قال الولد فدعه في النار وانا في الدار
لك دينار
كان للخليفة علي بن ابي طالب رضي الله عنه بديهة حاضرة في قسمة المواريث : جاءت اليه امراة وشكت اليه ان اخاها مات عن ستمائة دينار ولم يقسم لها من ميراثه غير دينار واحد فقال لها لعله ترك زوجة وابنتين واما واثنى عشر اخا وانت فقالت نعم فقال لك من الميراث دينار واحد فقط
متفرقات
جاء رجل إلى أبي حنيفة فقال له: إذا نزعت ثيابي ودخلت النهر أغتسل،فإلى القبلة أتوجه أم إلى غيرها؟ فقال له: الأفضل أن يكون وجهك تجاه ثيابك لئلا تسرق
قال بعضهم: بتّ عند رجل من أهل الكوفة الموسرين ، وله صبيان نيام ،فرأيته في الليل يقوم فيقلبهم من جنب إلى جنب، فلما أصبحنا سألته عن ذلك: فقال هؤلاء الصبيان يأكلون وينامون علىاليسار ، فيسهل هضم الطعام ويصبحون جياعاً، فأن أقلبهم من اليسار إلى اليمين لئلا ينهضم ما أكلوه سريعاً
طبخ بعض البخلاء قدراً من الطعام، وجلس يأكل مع زوجته فقال: ما أطيب هذا الطعام لولا كثرة الزحام! فقالت امرأته: وأي زحام و ما ثمّ إلا أنا وأنت، فقال : كنت أحب أن أكون أنا والقدر