...::غـربة أسير::...
قضبانُ سجنٍ احتوت قلبَ أسيرٍ عن وطنهِ أصبحَ بعيد...
في الشتاتِ هناكـَ يحلمُ بغدٍ أفضلٍ يُقدّمُ لوطنِهِ الجديد..
فالزنزانةُ يحكمها أشخاصٌ قلوبُهم أقسى من قسوةِ الحديد
لكنّ قلبُهُ ينبضُ كلَ يومٍ مع آخِرِ نبضاتِ المجاهِد الشهيد..
وينفتحُ حباً بمجيءِ طفلٍ آخَرَ باتَ وليد..
غُربةٌ قد كوَت جدرانَ قلبِهِ الذي بأبناءِ وطنِهِ يفتخرُ لُيصبحَ سعيد...
فهو بالرغمِ من بُعدِهِ إلا أنّ روحَهُ تدنو كلَ يومٍ من أرضِ وطنِهِ ليشعرَ أنه معهم ومنهم قريب..
وما زالت أشعةُ أملٍ تُضيءُ عتمةَ غُربتَهُ لتُبشرَ بُقربِ اليوم الوعيد..
يومِ النصرِ والفخرِ الأكيد..
إلا أنّ أشلاءَ الشهداءِ تُدمي القلوبَ باستثناءِ قلبِ الغاصبِ العنيد..
فهوَ يُدمّرُ قلبَ الأسيرِ الذي يكونُ محاصراً بينَ حيطانِ الأسـرِ ويُعاملُ معاملةَ العبيد..
الدموعُ قد جفّت من البكاءِ والغُربَةُ جَعَلتهُ كالعميد..
فكيفَ لقلبٍ محروقٍ أن يتحملَ الغُربةَ القاسية كقسوةِ الحديد؟!!
فروحُ الأسيرِ قد تعبت وجعلَتُهُ بالشتاتِ وحيد..
لكن روحَ الشهـادةِ وبالرغمِ من أوجاعهِ جعلت قلبهُ من الداخلِ سعيد
فما أجملَ أن يرى الأسيرُ أبناءَ وطنهِ عُشّاقٌ للشهادةِ ويقفونَ بوجه المحتل العنيد..
ويثبتوا له أنهُ قد اقتربَ يومُ الوعيد..
يومُ العودةِ للبلادِ والرجوعُ بروحِ وطنٍ جديد..
فمهما قَسَوتِ يا غُربةُ على نفسِ الأسيرِ إلا أنه سيعودُ يوماً لبلادهِ وهو في أعالي النصرِ سعيد..