السلام عليكم والرحمة والاكرام :
أنت جميلة! أنا متأكدة من هذا !
لكن الذي لست متأكدا منه خمسة أشياء :
الشيء الأول :
لست متأكدا هل أنت سعيدة بجمالك أم لا؟! أتدرين لماذا؟
لأن الجمال الباهر، والحسن الفائق ليس دليلا على السعادة والرضا النفسي بكل حال.
فهذه فتاة جميلة مضيئة كالقمر، لكنها قلقة متوترة، بسبب حبيبات صغيرات من حبوب الشباب على
وجنتيها، أرقتها وأقلقتها، وأفسدت الاستمتاع بجمالها، وتلك فتاة أخرى اذا أردت أن تجاملها قلت
أنها دميمة!، ومع ذلك فهي بنت فرحة ضاحكة مرحة، فجعلت جمال النفس وخفة الظل التي
وهبها الله، مقابلا للدمامة في المنظر، فذاقت الدميمة من السعادة والرضا النفسي، مالم تذقه
الجميلة! .
الشيء الثاني :
لست متأكدا هل أنت ممن تشغل نفسها بالمقارنة بينها وبين غيرها من الفتيات، (هذه أجمل مني!)
(وأنا أجمل من هذه ) .فاذا كنت كذلك فاني أدعوك أن تتركي هذه "المقارنة الغبية" وذلك لسبب
واضح بسيط وهو أن كل فتاة هي أجمل من بعض الفتيات، كما أن هناك من هو أجمل منها، وهذه
قسمة ربانية، فلا الجميلة جلبت لنفسها الجمال، ولا من هي دون ذلك جعلت نفسها كذلك، والفتاة
المتزنة تدرك أن عليها أن تتجمل في حدود ما أعطاها الله عز وجل، وتذكري أن الحياة لا تستقيم
بأن تكون كل نساء الدنيا في غاية الجمال، كما أنها لا تستقيم أن يكون كل الناس أغنياء، وهكذا.
الشيء الثالث:
لست متأكدا هل أنت ممن تشغل نفسها بمراقبة لون بشرتها، أو سعة فمها، أو شكل أسنانها.
فما لم يكن ثمة مشكلة في العمل وكفاءته، فلا تكترثي له، لأنه جزء من اختلاف النساء فيما بينهن،
وهذا الأمر لا ضابط له البتة ، فكم من فتاة جاءت للعيادة تبكي وتنوح بسبب أنفها الكبير جدا، الذي
يكاد يحجب عنها ضوء الشمس، كما تقول، اذا نظرت فاذا الأنف كبقية أنوف بني آدم، ليس كحبة
عنب طبعا، لكنه أيضا ليس كخرطوم الفيل!.
وهذه المشكلة تتكرر كثيرا في عيادات التجميل، الى درجة جراحي التجميل الغربيين، ترك
تخصصه واشتغل بالطب النفسي، وكتب في هذه نظرية نفسية مشهورة مؤداها أن الانسان هو
الذي يرسم الصورة التي يراها لنفسه، فاذا أوحت الفتاة الى نفسها أنها ناجحة مثلا أو أنها دميمة
أو أن شفتاها كبيرتان كطرف قرص البيتزا، فانها تقتنع بذلك حقا، وتعتقد أنه من الصواب
والحقيقة التي لا مفر منها، مع أن الأمر في الواقع ليس كذلك!. ثم اني أضيف أمرا آخر
اذ لا تجد الفتاة من نفسها ما تكره، الا وجدت فيها ما تحب، ولابد!..
ومعنى هذا أن الانسان كل مركب من مجموعة أشياء، وليس هو جزء واحد فقط، ولهذا فان الفتاة
اذا وجدت في جمالها وتقاسيم جسدها شيئا تكرهه، فلتبحث عما يعجبها من نفسها ولابد واحدة، اما
نفسا مرحة ضاحكة، أو روحا أريحية باذلة معطاءة، أو ذكاء وقادا أو كفاية مالية، أو أسرة
مستقرة، أو.. أو في أشياء كثيرة لا حصر لها..
وأضيف أمرا آخر أيضا: اذا ضاقت بالفتاة نفسها، بسبب ما تكره وجوده في جسمها فلتذكر نفسها
انه لم يكن لها يد في حداثة أصلا، ثم هو شيء غير قابل للتغيير فلماذا تشغلين بالك به؟ والحكمة
تقتضي أن نشغل أنفسنا فيما نقدر على تغييره، لا فيما سبق به القدر وجفت عليه الأقلام.
الشيء الرابع :
لست متأكدة هل أنت ممن يدرك أن لكل مناسبة ما يليق بها من الزينة والجمال، اذ ليس من
المعقول أن تقضي الفتاة زمنا طويلا في التزين والتجمل، في كل مرة تذهب فيها الى المدرسة أو
لزيارة صديقة أو للسوق. اذ لكل مناسبة ما يناسبها من اللباس ومن الوقت الذي ينفق في تجهيزه.
ان من خصائص الأنوثة الملازمة للبنت الاهتمام بمظهرها، وهندامها، ولباسها وشعرها ومشيتها،
وهذا الاهتمام لا تعاب به الفتاة بل هو من كمال أنوثتها، وليس من حقنا أن نصادر هذه الرغبة
منها، لكن الذي يهمنا هو أن يكون هذا الاهتمام بالزينة والجمال داخلاً في دائرة الاتزان ، الذي
ندندن حوله دائما..
انه أمر جوهري أن تفهم الفتاة قيمة الجمال، فليست قيمة الانسان في ثوبه وحذائه، هل سمعت فتاة
تستمد قيمتها من حذائها الذي تلبسه في رجليها؟
الشيء الخامس:
لست متأكدة هل أنت ممن يدرك أن التجمل والتزين لا يشمل الجلباب، وهو الذي تجعله النساء فوق
ملابسهن، ويسمى في بلاد كثيرة بالعباءة، اذ ليس ثمة جلباب جميل وآخر دون ذلك، وليس هناك
جلباب للسوق وآخر للمدرسة وثالث للمناسبات، فالحجاب بالجلباب مقصود ستر زينة الملابس
وستر زينة الجسم، فاذا كان الجلباب هو زينة في نفسه فقد قيمته وفقد الحكمة من تشريعه، واحتاج
هذا الجلباب الى جلباب آخر فوقه يستر زينته.ان الحجاب اعلان أن الفتاة أكرم من أن تكون ملتقى
أعين الشباب، وأنها لن تكون مصدرا لاثارة غرائزهم.وهو تأكيد على أن جمال الفتاة في أنوثتها،
والأنوثة تفقد قيمتها اذا كانت ، وما التبرج الا جزء من العهد الابليسي الذي قطعه ابليس على نفسه
بكشف عورات آدم عليه السلام وذريته.
عاد عليكم الباقي فمن لا دين له لا حياء له ...
وانا اقول الجمال جمال الروح أولا وآخرا واضفر بذات الدين تربت يداك ...
هــمــ الحنين ــس