يتغذّى النسر على جِيَف الحيوانات فقط. يتلاءم مبنى جسمه
لهذا الغرض جيدًا: منقاره كبير وقوي وحادّ ويمكنه تمزيق
الجيفة وفتح فتحة في جلدها ومن ثمّ تناول قطع اللحم منها.
رقبته طويلة وخالية من الريش، مما يمكّنه من الدخول إلى
الجيفة عبر الفتحات التي فتحها في جلد الجيفة دون أن تطاله
الأوساخ.
بما أنّ النسر لا يتغذّى على الفريسة الحية، فهو لا يحتاج
إلى مخالب حادّة، وفعلاً فإنّ مخالبه قصيرة مقارنةً بطيور
جارحة أخرى. الجناحان طويلان وواسعان وملاءما للطيران
الأنسيابي لمسافات بعيدة.
بسبب عدم وفرة الغذاء للنسر، فإنّ بإمكانه أكل كميات كبيرة
جدًا مرّة واحدة، لأنّه لا يمكنه ضمان إيجاد أكل في المرة
القادمة.
النسر طائر اجتماعي، فهو يحتضن البيض ويعيش في مساكن في
الجبال العالية، يصعب على المفترِسات الوصول إليها.
بما أنّ معظم طيران النسر هو انسيابي، فإنّه يحتاج إلى
هواء دافئ للطيران. في ساعات الصباح، عندما يكون الهواء
باردًا يقضي النسر عدة ساعات في العناية بريشه وتمشيطه
- تحضيرًا ليوم القتال. بعد تسخّن الهواء تخرج النسور
من الجبال التي نامت فيها ليلاً وتنتشر للبحث عن الغذاء،
في رحلة البحث هذه بإمكان النسور الابتعاد عشرات الكيلومترات
عن مساكنها! (بالضبط كشخص يسكن في القدس ويذهب للإفطار
في تل - أبيب!!)
تجد النسور الجيفة بواسطة حاسة بصرها المتطوّرة، فالنسر
أثناء طيرانه يمكنه مشاهدة جيفه في حقل مفتوح عن بُعد عدة
كيلومترات! عندما يرى النسر جيفة فإنّه يغوص إليها بسرعة
كبيرة، النسور الأخرى التي ترى ما يفعل صديقها تفهم أنّ هناك
غذاءً وتطير هي أيضًا إلى الجيفة.
تأكل النسور التي تصل إلى الجيفة بأولوية ثابتة: الكبار
أوّلاً ثم الصغار، أحيانًا تنشب معارك بينها فيما يتعلّق بأولوية
الأكل بين نسور من نفس السن ومتكافئين في القوة.
بعد الأكل تنظّف النسور نفسها من بقايا الطعام. في أوقات
متقاربة وبسبب الأكل الكثير لا تتمكّن النسور من الطيران،
وعليها الانتظار حتى في هضم الغذاء
قبل أن تتمكّن من الطيران ثانيةً.
العلاقة بين الزوجين لدى النسور تمتد طيلة الحياة، كما يبدو.
يبدأ الزوجان بالمغازلة في بداية الشتاء، عندما تقوم النسور
بتمشيط بعضها البعض وتقوم أيضًا بطيران استعراضي، أثناء هذا
الطيران الانسيابي تتلامس جناحيهما. عشّ النسور عبارة عن جمع من
الفروع القليلة والحشايا، تضع الأنثى بيضة واحدة فقط، ويشترك
الزوجان في حضنها. يفقس الفرخ بعد 55 يومًا من الحضن، تكون
عيناه مفتوحتان أثناء الفقس ومغطّى
بريش ناعم أبيض.
بعد أكثر من مئة يوم من العناية الكاملة يترك الفرخ العشّ ويبدأ
حياته المستقلة.