الإبل في الأمثال العربية
ضرب العرب المثل بالإبل في مختلف المواقف، فمن ما يردده العرب حين لا يعنيهم الأمر "هذا أمر لا ناقة لي فيه ولا جمل". كما انتشر مثل عربي على لسان العامة في كثير من الأقطار العربية عن اعوجاج عنق الجمل فيقولون إن الجمل لا يرى اعوجاج رقبته. ويقصد به أن الإنسان لا يعرف عيوب نفسه. ويقول المصريون "لو رأى الجمل سنامه لحاول أن يتخلص منها على الفور" أي أن الإنسان لو رأى عيوب نفسه لمات منها خجلاً. كما يُضرب المثلُ بالجمل في الحقد، فيقال "أحْقَد من جَمَل" والهداية فيقال "أَهْدَى من جَمَل"
حَرِّك لها حوارَها تَحِنُّ
الحوار، ولد الناقة قبل أن يُفصَل عن أمّه. ورُويَ في قصة هذا المثل أن عمرو بن العاص قال لمعاوية حين أراد استنصار أهل الشام: اخرج لهم قميص عثمان بن عفّان، الذي قُتِل فيه، ففعل، فأقبل إليه أهل الشام يبكون، فعندها قال عمرو: "حرك لها حُوارَها تَحِنَُ".
يُضرب في تذكير الرجل ببعض أشجانه ليهتاج.
الإبل في القرآن والسنة
َمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ
ذُكرت الإبل في القرآن الكريم في عدد من الآيات. ففي معرض الحديث عن قدرته، ولأن دواب العرب كانت غالباً من الإبل، يقول الله سبحانه وتعالى:أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْآمراً عباده بالتأمل في مخلوقاته الدالة على قدرته العظيمة. ويقول سبحانه وتعالى:وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ ءَايَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌوالمقصود هنا ناقة صالح وكان قوم ثمود قد سألوا صالحاً أن يأتيهم بآية واقترحوا عليه بأن تخرج لهم من صخرة صماء، عينوها بأنفسهم يقال لها الكاتبة، ناقة عشراء تمخض فأخذ عليهم صالح العهود والمواثيق لئن أجابهم الله إلى سؤالهم ليؤمنن به وليتبعنه فلما أعطوه عهودهم قام صالح إلى صلاته داعيا الله عز وجل فتحركت الصخرة ثم انصدعت عن ناقة جوفاء وبراء يتحرك جنينها بين جنبيها، فعند ذلك آمن رئيسهم جندع بن عمرو ومن معه وأراد ابن عمه شهاب بن خليفة وكان من أشراف ثمود أن يسلم، فنهاه باقي الأشراف فأطاعهم، فقال في ذلك رجل من مؤمني ثمود يقال له مهوش بن عثمة بن الدميل:
وكانت عصبة من آل عمرو
إلى دين النبي دعوا شهابا
عزيز ثمــود كلهم جميعا
فهم بأن يجيب فلو أجابـا
لأصبـح صالح فينا عزيزا
وما عدلوا بصاحبهم ذؤابـا
ولكن الغواة من آل حجـر
تولوا بعـد رشدهم ذيابـا
ويذكر الله تعالى ما جعل لخلقه في الأنعام من المنافع بقوله عز وجلوَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ. حيث قرنها بالفلك، التي هي السفائن، لأنها سفن البر.
وقال تعالى:وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيم.
ويقول الله سبحانه وتعالى أيضاً:أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72) وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ.
وفى الصحيحين، عن أبى موسى الأشعري ـ رضى الله عنه ـ أن النبي ـ قال:تَعَاهَدُوا هَذَا الْقُرْآنَ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنْ الإِبِلِ فِي عُقُلِهَا.
وفيهما، عن ابن عمر رضى الله عنهما، أن النبي ـ قال:مَثَلُ الْقُرْآنِ مَثَلُ الإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ إِنْ تَعَاهَدَهَا صَاحِبُهَا بِعُقُلِهَا أَمْسَكَهَا عَلَيْهِ وَإِنْ أَطْلَقَ عُقُلَهَا ذَهَبَتْ.