أسنان الإبل
تبدأ الأسنان اللبنية في الظهور عقب الولادة، وأول ما يُشق منها ثنايا الفك السفلي في فترة ما بعد الولادة وحتى عُمر أسبوعين. ثم يظهر الرباعيان في الفترة من أسبوعين حتى أربعة أسابيع. وخلال الفترة السابقة تبدأ في الظهور على التوالي ضروس المقدمة الثلاثة العليا، وكذلك ضرسا المقدمة للفك السفلي. ثم يبدأ قارحا الفك السفلي في الظهور في الفترة من شهر ونصف حتى شهرين. بعد ذلك تظهر أنياب الفك العلوي والسفلي، وكذلك قواطع الفك العلوي في الفترة من شهرين حتى أربعة أشهر. وتكتمل الأسنان اللبنية في عمر ستة أشهر، ويصل عددها، على الفكين العلوي والسفلي، 22، توزيعهما كالآتي: في الفك العلوي قاطعان ونابان وستة ضروس، وفى الفك السفلي ستة قواطع ونابان وأربعة ضروس.
وتبدأ الأسنان الدائمة في الفترة من عمر سنة حتى خمسة عشر شهراً، بظهور الضرس الأول الدائم من ضروس المؤخرة في الفكين العلوي والسفلي. ويليه الضرس الثاني من عمر سنتين ونصف، حتى ثلاث سنوات.
وتتبدل الثنايا للفك السفلي إلى أسنان دائمة، من عمر أربعة سنوات ونصف حتى خمس سنوات. ثم يبدأ الضرس الثالث من ضروس المؤخرة الدائمين في الفكين العلوي والسفلي في الظهور. كما يتبدل ضرسا المقدمة الثاني والثالث في الفك العلوي، والثاني في الفك السفلي، من عمر خمس سنوات حتى خمس سنوات ونصف.
يبدأ الرباعيان للفك السفلي في التبديل اعتباراً من عمر خمس سنوات ونصف حتى ست سنوات. كما يتبدل النابان والقارحان للفكين العلوي والسفلي من عمر ست سنوات ونصف حتى سبع سنوات، وكذلك الضرس الأول من ضروس المقدمة للفكين العلوي والسفلي، من عمر سبع سنوات حتى سبع سنوات ونصف. لتكتمل بذلك المجموعة الدائمة للأسنان عند عمر سبع سنوات ونصف حيث يكون عددها على الفكين العلوي والسفلي 34 منها قاطعان ونابان وأثنى عشر ضرساً في الفك العلوي وستة قواطع ونابان وعشرة ضروس في الفك السفلي.
التناسل في الإبل
يصل الذكر إلى مرحلة النضج عند عمر ثلاثة أعوام، ولكن قدرته التناسلية لا تكتمل إلاّ عند بلوغه ستة أعوام من العمر، حيث يمكنه أن يضرب خمسين ناقة في الموسم. ويظل الذكر قادراً على التناسل بكفاءة حتى يبلغ من العمر عشرين عاماً.
تنضج الأنثى عند عمر ثلاث سنوات ولكن يُفضل عدم ضِربها قبل أربع سنوات من العمر، حتى يكتمل نموها جسمانياً.
ويكتسب الجمل خلال موسم التزاوج سلوكاً غاية في الشراسة والعدوانية، ويميل إلى الاعتداء والعنف ولا يمكن قيادته بالسهولة المعتادة ويقرض على أسنانه ويتجشأ وتميل رقبته للخلف وتخرج الرغاوي من فمه. وقد يصاب الجمل بالإسهال ويمتنع عن الطعام ويفقد كثيراً من وزنه. ومن العلامات المهمة في هذه الفترة وجود إفرازات كثيرة بنية اللون لها رائحة نتنة مميزة تسيل على جانبي الوجه، وتنتجها غدد خاصة Poll Glands، أعلى الرأس. وكثيراً ما يحك الجمل رأسه فيما يحيط به من أشياء، تاركاً عليها بصمته المميزة لتجذب إليه الإناث طلباً للتزاوج. وعندما تشتد به الرغبة يُخرج الجمل من جانب فمه ما يشبه كرة لحمية حمراء منتفخة بالهواء في حجم رأس الرجل تقريباً تُسمى الهدارة، ويقول العامة إن الجمل "ضارب القلة Gulla أو Dulaa".
وتلد الناقة حواراً واحداً بعد فترة حمل تراوح بين 370 إلى 440 يوماً. ومن علامات الولادة في الناقة ظهور تورم في حيائها وضرعها قبل 5 ـ 10 أيام من الولادة. ومع اقتراب موعد الولادة (قبل 5 ساعات) يلاحظ حدوث اضطراب وعدم استقرار مع الامتناع عن الطعام وتكرار الرقود والنهوض لتتخذ الناقة في النهاية وضع الولادة. وعادة تتم الولادة بسرعة إذا ما كان وضع الجنين طبيعياً. وتنهض الناقة سريعاً عقب الولادة حيث يُقطع الحبل السُري المتصل بالمولود تلقائياً.
ويكون جسم الحوار مغطى بوبر كثيف، ويستطيع الحوار أن يجرى بعد سويعات من ولادته. وترضع الناقة حوارها لمدة 15 شهراً صور الجمال ، وقد يعيش الحوار في كنف أمه العديد من السنوات ما لم يتم فصله عنها. ويبدأ تعليم الحوار الاستجابة للأوامر في عمر سنة تقريباً، حيث يُعَوّد على بعض الأعمال الخفيفة.
ويمكن للجمال العربية وحيدة السنام التزاوج مع الجمال البكتيري ذات السنامين دون اعتبارات علم التصنيف. وتاريخياً يرجع تهجين هذين النوعين إلى حوالي 2200 سنة ق. م. ومعظم الدراسات العلمية الحديثة على هذا النوع من التهجين، بدأت في جنوب روسيا وتركيا وشمال إيران وأفغانستان
رعاية الإبل
تبدأ رعاية الإبل في مرحلة مبكرة بتعليم الصغار عدم الخوف، والاستجابة للمعاملة الطيبة. وعقب الفطام يبدأ تدريب الإبل، ويُسمى "العِساف". ويفضل استعمال حبل الرأس عند عمر سنتين، من أجل تعويدها على طاعة الأوامر، خاصة الرقود والنهوض. ثم يلي ذلك التدريب على الركوب عند عمر 3 سنوات. ويراعى في هذه الحالة تثبيت الأقدام بعقل الأرجل الأمامية بالحبال، لمنع النهوض الفجائي.
سُقيا الإبل
لا تحتاج الإبل لشرب الماء بصفة مستمرة كباقي الحيوانات. فيكفي عرضها على مياه الشرب مرة كل ثلاثة أيام في فصل الصيف حيث تشتد الحرارة، إضافة إلى أكل العلائق الجافة، فتشرب بمتوسط من 40 إلى 50 لتراً من الماء. أمّا في فصل الشتاء، حيث البرسيم والعلائق الخضراء، فيكفي عرضها على مياه الشرب بمتوسط 20 ـ 35 لتراً من الماء. ويُراعى أن تكون أحواض السقي الخاصة بالإبل نظيفة، خالية من الريم أو الطحالب الخضراء، حتى لا تسبب اضطراب بالجهاز الهضمي للحيوانات. ويستحب أن يترك للإبل الوقت الكافي أثناء عرضها على مياه الشرب حتى تأخذ كفايتها من الماء (من 15 إلى 30 دقيقة). ومن المستحسن عرض الجمال على مياه الشرب قبل القيام إلى أي مهمة، وسقيها مرتين خلال 48 ساعة قبل القيام بالمأمورية. ويفضل عدم السماح للإبل بالشرب من مياه الأنهار أو البحيرات أو البرك حتى لا تتعرض للأمراض. كما يفضل السماح للجمال المريضة بالشرب يومياً في أماكن العزل ومن أحواض خاصة بها، ولا يجوز أن تشرب من أحواض السقي الخاصة بالجمال السليمة.
ومع مراعاة السماح للجمال بالسقي مرة واحدة، وتناول كميات كبيرة عقب العطش الشديد لفترة طويلة، فإنه يلزم عدم عرض الجمال على مياه الشرب بعد تناول العلائق مباشرة، بل يفضل مرور فترة من الوقت تصل إلى 3 ـ 5 ساعات من تناول العلائق، حتى يتجنب إصابة الجمال باضطرابات الجهاز الهضمي من تلبك معوي ونفاخ. ويفضل سقي الإبل في فترة الظهيرة.
تغذية الإبل
تُكيف الإبل نفسها على تناول مختلف أنواع الغذاء، فهي تستطيع أن تتغذى على ما يقرب من 160 نوعاً من الأعشاب والحشائش، التي تنبت وتنمو برياً في الصحراء. والإبل لا تنتقي فقط الطعام الذي تأكله بل تنتقي أيضاً أجزاء معينة من النبات. ويمكن للإبل أن ترعى على مسافات قد تصل إلى 70 كيلومتراً، وتعيش على النباتات الصحراوية مثل الثمام، الثيموم، العوسج، السدر، العبل، السمر، الصخبر، والرمث والتي تعطي لبنها نكهة خاصة. كما أنها تستطيع تمييز النباتات الضارة، مثل نبات الهرم الذي يسبب الإسهال الشديد.
ولا بدّ للقعود أن يتغذى على لبن الأم، للاستفادة من لبن السرسوب بما يحتويه من عناصر ضرورية، ذات قيمة غذائية مرتفعة، وأجسام مضادة تحميه من الأمراض. وتميل الإبل ـ عامة ـ إلى الرعي قبل الشروق أو عند الغروب، ولا تميل إلى الرعي في الجو الحار. كما تميل إلى تناول الغذاء المخلوط بالملح، ويفضل إضافة هذا العنصر المهم إلى غذائها بمعدل 45 ـ 60 جراماً يومياً في غذاء الإبل التي تعمل عملاً شاقاً لأن إضافة الملح يقيها من الإصابة بمرض (تنكرز الجلد الوبائي).
ويُفضل عدم وضع العلائق الجافة للجمال، مثل الذرة الرفيعة أو الحبوب، بصفة خاصة إلاّ بعد غسلها بماء نظيف وتعرضها للشمس حتى تجف تماماً. ويراعى تنظيف المداود التي توضع بها العلائق من الأتربة والشوائب والأجسام الغريبة، وكذلك غربلة التبن جيداً قبل تقديمه للحيوان. كما يُستحسن أن تكون أوقات تقديم العلائق منتظمة وثابتة، خاصة في الأماكن المسوّرة كالثكنات العسكرية والاسطبلات. ومع التغذية السليمة قد يصل وزن الجمل إلى 500 كيلوجراماٍ.
ويلاحظ أن المعدة المركبة للجمل، لها القدرة على هضم كميات كبيرة من الحبوب نتيجة لقوة الجدران المبطنة للمعدة، وقوة انقباضها أثناء خلط الغذاء بالعصارات لإتمام عملية الهضم.
وتتميز الإبل بوجود شفتين ذات مرونة كبيرة، ولسان دائم الحركة، ووجود شق بالشفة العليا يساعده على التقاط الحشائش والأعشاب الجافة، التي تنمو في الصحراء بطريقة عشوائية، دون إصابته بجروح.
كي الإبل
تجرى عملية الكي إمّا للعلاج من إصابة مرضية، وإمّا بغرض التمييز (الوشم)، وُيعرف بالكي العربي.
ويجري الكي للعلاج بتسخين قطعة من الحديد على موقد لدرجة الاحمرار، ثم إلصاقها بالجزء المصاب من الحيوان، بغرض إحداث نوع من الالتهاب وقتل الميكروبات والجراثيم، التي قد توجد في مكان الإصابة. ثم التأثير على التهابات الأعصاب المنتشرة في هذه المنطقة عن طريق ما يقال في اللغة البدوية "قتل العصب"، لتخفيف الآلام الناتجة في هذه المنطقة. وهناك أنواع وأشكال مختلفة من الكي موزعة على بعض المناطق في الجسم، كالرأس، والرقبة، والقوائم الأمامية، والأفخاذ. والكي عند الحنجرة (الذرر) يدل على أن هذه الناقة أو الجمل كان مصاباً بمرض الجفار، أي السل. وكما يُستعمل الكي لعلاج اللهد، وهو ورم والتهاب في منطقة الكتف وجانبي السنام، نتيجة لاحتكاك السرج بالجلد. كما يكون أسفل الركبة في حالات الخلع والكسر، وكذلك يكون أعلى منطقة الخلخال (الرمانة) لعلاج حالات التواء المفصل أو تمزق الأربطة. والكي بجوار القرص (الوسادة القرنية للصدر) يدل على إصابة سابقة بمرض الصدر.
أمّا الكي العربي فيجري لاستحداث علامات ثابتة مميزة، ويكون عادة في مناطق الرأس أو الرقبة أو الصدر أو الفخذ. ويتم إحداث هذه العلامات للتعرف على الحيوان في حالة فقده.