السلام عليكم ورحمه الله وبركاته :
بسم الله الرحمن الرحيم :
الكذب داء عظيم يعد من قبائح الذنوب وفواحش العيوب وقد جعل من آيات النفاق وعلاماته، ويعد
صاحبه منافيا للايمان، ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أبغض الخلق اليه الكذب، فالكذب
والايمان لا يتفقان الا وأحدهما بحساب الآخر والكذب ريبة ومفسدة على صاحبه.
والتشبه بالكفرة منهي عنه في ديننا بل أمرنا بمخالفتهم، ولأن المشابهة ولو ظاهرا لها علاقة
بالباطن كما ترشد الى ذلك الأدلة القرآنية والنبوية وحسبنا قوله صلى الله عليه وسلم: "الا ان في
الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" .
ومن أعظم الخطر في المشابهة مع الكافرين أن يكون الأمر عندهم متعلقا بأمر اعتقادي.
ومن صور التقليد الأعمى ما يعرف بكذبة ( افريل )، وكم رأينا وسمعنا لهذه الكذبة من عواقب
سيئة وحقد وضغائن وتقاطع وتدابر بين الناس ،وكم جرت هذه الكذبة على الناس من ويلات بين
الاخوة وبين أهل البيت ،وكم ......بسبب هذا التقليد المتبع من عهد قديم في معظم الدول
الأوروبية.
ومن أشهر ما حدث في أوروبا في أول افريل أن جريدة "ايفننج ستار" الانجليزية أعلنت في 31
مارس سنة 1846م أن غدا -أول افريل- سيقام معرض حمير عام في غرفة الزراعة لمدينة
اسلنجتون من البلاد الانجليزية فهرع الناس لمشاهدة تلك الحيوانات واحتشدوا احتشادا عظيما،
وظلوا ينتظرون، فلما أعياهم الانتظار سألوا عن وقت عرض الحمير فلم يجدوا شيئا فعلموا أنهم
انما جاؤوا يستعرضون أنفسهم فكأنهم هم الحمير!!! وان تعجب فعجب ما يزعمه بعض الناس في
هذه الكذبة عندما يحبكونها، حيث يقولون هذه "كذبة افريل" ، وكأنهم يستحلون هذا الكذب والعياذ
بالله من ذلك، ونحن نعلم أن الكذب لا يجوز ولو على سبيل المداعبة ، والنبي صلى الله عليه وسلم
يقول : "ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له".
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه يمزح ولكنه لا يقول في مزاحه الا حقا وهذا المزاح الذي
كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه تطييب لنفس الصحابة، وتوثيق للمحبة، وزيادة في
الألفة، وتجديد للنشاط والمثابرة، ويرشد إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "والذي نفسي بيده
لو تداومون على ما تكونون عندي من الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا
حنظلة ساعة وساعة" ، ثلاث مرات.
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ...
هــمــ الحنين ــس