بيان الاتحاد الإسلامي لتركمان العراق بمناسبة يوم السيادة الوطنية
الاتحاد الإسلامي لتركمان العراق
بفضل التضحيات السخية لشعبنا العراقي بمختلف مكوناته وبوحدة قواه السياسية الغيورة وبجهود حكومته الوطنية الشرعية المنتخبة تعززت السيادة وبدأ العد التنازلي للخروج النهائي للقوات الأجنبية والأمريكية من البلد وصولا إلى الاستقلال الناجز.
إن 30 من حزيران يعد يوما خالدا لا ينسى وتاريخا لا يمحى من ذاكرة العراقيين حيث تواصلت أحداث ومناسبات ماضيهم بمواقف في حاضرهم وذلك بتزامن ذكرى ثورة العشرين مع استكمال انسحاب القوات الأمريكية من جميع المدن العراقية والشروع بتنفيذ الجدول الزمني للخروج النهائي لهذه القوات بنهاية عام 2011.
وان هذا اليوم مناسبة سعيدة للعراقيين حيث إنتصرت إرادتهم الحرة وأكدوا قدرتهم على حماية تجربتهم الديمقراطية وشغفهم بالحرية وتطلعهم الى الانعتاق من الارتهان للأجنبي والثقة العالية بأنفسهم وبقياداتهم.
إن هذا المنجز الوطني التاريخي قد تحقق بتظافر جهود العراقيين كافة بقواهم السياسية ومؤسساتهم الدستورية ومنظمات المجتمع المدني فهم جميعا فيه شركاء كل حسب دوره وان حماية هذا المنجز من واجبهم ومسؤولياتهم بلا استثناء او تنصل.
إن شعبنا في 30 حزيران قد طوى صفحة ومرحلة عصيبة وحرجة من تاريخه المعاصر كابد فيها ظروفا ومحنا وتحمل معاناة وذاق المرارة وتوالت عليه المأساة تلو المأساة من أجل تثبيت أسس دولته العادلة ونظامه السياسي الديمقراطي, وفي مواجهة التحدي الإرهابي من جبهة عريضة حيث تكالبت عليه كل الموتورين من أتباع النظام البائد وجماعات التكفير والقتل على الهوية والمرتزقة المأجورين, وهو إذ يودع تلك المرحلة بكل ألامها و
أمالها يستقبل مرحلة جديدة ويفتح صفحة أخرى عنوانها الوفاء لهذا الشعب بتوفير الخدمات الضرورية ومسلتزمات الحياة الكريمة للمواطنين وتحديث البنى التحتية والقيام بحملة إعمار شاملة في كافة المحافظات والوصول الى الطبقات المحرومة والمستضعفة. .
إن يوم 30 حزيران قد ميز بين مسارين مسار الاصطفاف الوطني والتحرير والتخلص من تبعات التواجد الأجنبي ومسار التخريب والتدمير والقتل, كما وأنهى دعوات أدعياء المقاومة والمتاجرين بشعاراتها.
إن المهمة الوطنية اليوم هي تعزيز الثقة بالأجهزة الأمنية وتوفير الدعم والإسناد لها حتى تتمكن من القيام بواجباتها الوطنية في التصدي للإرهاب وحماية المواطيين والحفاظ على التجربة الديمقراطية, وان التشكيك بقدرة هذه الأجهزة خطأ وخطيئة لا تقل أثارها المدمرة عن تسيس الملف الأمني عبر التعاطي معها وفق أجندات حزبية ضيقة.
وان التركمان في العراق يشاركون الشعب ابتهاجه بهذا اليوم الأغر, ويشيدون بالمواقف الشجاعة لحكومة الوحدة الوطنية التي استطاعت أن تصنع هذا اليوم المجيد في تاريخ وطننا الحبيب, وهم سند للكل الخيرين والشرفاء من اجل حماية وحدة هذا البلد وصيانة استقلاله وحفظ سيادته وقد دفعوا ضريبة ذلك غاليا وسخيا من دمائهم وأشلاء ضحاياهم في كافة مدنهم ومناطقهم وان مجزرة الإرهابية في مدينة تازة خورماتو المنكوبة خير دليل وشاهد على ذلك.
إن الاتحاد الإسلامي لتركمان العراق إذ يهنيء الشعب العراقي بكافة مكوناته بهذه المناسبة الوطنية ويدعو إلى تمتين الوحدة الوطنية والسياسية وتوسيع مسارات المصالحة الوطنية ودائرة المشاركة السياسية على أساس الديمقراطية واحترام خيارات الشعب والإلتزام بالدستور والثوابت الوطنية.
المكتب السياسي
الاتحاد الإسلامي لتركمان العراق