عاد البريطانيون إلى السلطة في بورما بعد هزيمة
اليابان. غير أن الرابطة كانت قد أصبحت حزباً سياسيًا قويًا يهدد سيطرة
البريطانيين الذين لم يتمكنوا من حكم البلاد دون مساندة منها، فقرروا عام
1947م تعيين رئيس الرابطة أونج سان رئيسًا لوزراء الحكومة البورمية، لكنه
اغتيل قبل استقلال بورما. وأصبح نائب رئيس الرابطة نو- يو رئيسًا للحزب،
فعينه البريطانيون رئيسًا للوزراء. ونالت بورما استقلالها الكامل في 4
يناير 1948م.
ثار بعض الشيوعيين ضد الحكومة عام 1948م، كما حاربت
الحكومة الجديدة أيضًا مجموعات عرقية مختلفة، إلا أن قيادة يونو نالت تأييد
معظم البورميين، فأحرزت الرابطة نصرًا كبيرًا في الانتخابات التي جرت عامي
1951م و 1956م، على الرغم من استمرار الثوار من الشيوعيين والمجموعات
العرقية في محاربة الحكومة.
في عام 1958م، حدث انشقاق بين مؤيدي يونو وجناح آخر في
الرابطة، مما هدد بإقحام بورما في حرب أهلية. على أثر ذلك كلف يونو الجنرال
ني ون بتشكيل حكومة عسكرية مؤقتة، فأعاد ني وِن النظام وحقق النمو
الاقتصادي، وحكم ني وِن حتى إجراء الانتخابات عام 1960م، وحقق جناحه نصرًا
ساحقًا، وأصبح رئيسًا للوزراء مرة أخرى، غير أنه أخفق في السيطرة على
النزاعات السياسية والعرقية. وفي محاولة للحفاظ على وحدة بورما، استولى ني
ون على الحكم دون إراقة دماء في مارس 1962م، وعلَّق الدستور وأقام مجلسًا
ثوريًا لحكم بورما.