الرسول صلى الله عليه وسلم يحدد احداثيات، وقبلة مسجد صنعاء:
وقبل أربعة عشر قرناً من الزمان حدد الروسل صلى الله عليه وسلم إحداثيات مسجد صنعاء فحدد الرسول صلى الله عليه وسلم موقع المسجد ومكانه، وحدد الزاوية الصحيحة بالنسبة لمكة، كما حدد القبلة الدقيقة للكعبة.
مسجد صنعاء وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ببنائه:
أولاً : ما جاء في كتب الحديث:
روى الطبراني في المعجم الأوسط (8) فقال: قال وبر بن يحنس الخزاعي قال لي رسول الله : (إذا بنيت مسجد صنعاء فاجعله عن يمين جبل يقال له ضين).
قال الهيثمي(9) : رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن، وقد رواه ابن السكن، وابن مندة كما نقله الحافظ في الإصابة(10).
فقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (فاجعله عن يمين جبل يقال له ضين) يحدد زاوية ميل المسجد الدقيقة نحو الكعبة.
ثانياً: ما جاء في كتب التاريخ:
قال الحافظ الرازي(11) في كتابه (تاريخ صنعاء).
أن رسول الله (أمر وبر بن يُحنس الأنصاري حين أرسله إلى صنعاء والياً عليها فقال: (ادعهم إلى الإيمان فإن اطاعوا لك به فاشرع الصلاة فإذا أطاعوا لك بها فمر ببناء المسجد لهم في بستان باذان من الصخرة التي في أصل غمدان واستقبل به الجبل الذي يقال له ضين).
فلما ألقى اليهم وبر هذه الصفة من النبي صلى الله عليه وسلم: (في المسجد قدِم أبان بن سعيد فأسس المسجد على هذه الصفة في بستان باذان في أصل الصخرة واستقبل به ضيناً).
وقال الرازي : كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم(إلى وبر يبني حائط باذان مسجداً ويجعله من الصخرة إلى موضع جدره ويستقبل بقبلته ضيناً).
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم(فمر ببناء المسجد لهم في بستان باذان من الصخرة التي في أصل غمدان) وما جاء في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى وبر (يبني حائط باذان مسجداً ويجعله من الصخرة إلى موضع جدره) هو تحديد دقيق لموضع المسجد ومكانه.
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (واستقبل به الجبل الذي يقال له ضين) وقوله أيضاً: (واستقبل به ضيناً) هو تحديد دقيق لجهة القبلة.
مسجد صنعاء وموقعه اليوم:
أولاً: لقد حافظ أهل اليمن قديماً وحديثاً على موقع المسجد الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يبني فيه وذلك بالحفاظ على معالم حدوده التي حدَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم لبنائه مثل الصخرة الململمة احد حدّي المسجد كما مرّ ذكره انفاً وموقعه اليوم بين ساريتين من سواري المسجد تسمى أحدهما (المسمورة) والأخرى(المنقورة) وبعض أهل اليمن يغالون في تعظيم مسجد صنعاء فلا يقبلون اليمين من الخصم عند التنازع الشديد إلا عند المسمورة والمنقورة. أي في المسجد الذي وصفه رسول الله عليه وسلم وبيّن حدوده.
ثانياً: كل توسعة وقعت للمسجد لم يتأثر بها مسجدها القديم الذي حدّه رسول الله صلى الله عليه وسلم بل كانت عن يمينه وشماله وأمامه ويفصل بينهما ساحة واسعة في الوسط وقد ذكر ذلك الرازي في كتابه تاريخ صنعاء .
ثالثاً : وهذه بعض الصور من المسجد:
[img]http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1177471536clip_17.jpg[/
img]http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1177471509clip_16.jpg
ساحة المسجد من الأعلى المسمورة ـ الحد الأيسر
http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1177471566clip_18.jpg
الصخرة الململمة المذكورة في الحديث المسجد الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم ببنائه
http://www.quran-m.com/firas/ar_photo/1177471638clip_20.jpg
لمحراب من الداخل ـ وسط المسجد المنقورة ـ الحد الأيمن
المحراب من الخارج ـ المستقبل به ضين جبل ضين المأمور باستقباله في الحديث
برنامج غوغل إرث(Google Earth) :
إن برنامج غوغل إرث ـ والموجود على شبكة الإنترنت ـ يوفر لجميع مشتركي الشبكة الوصول إلى معظم المواقع على الأرض ـ دول أو مدن أو قرى ـ مع تعيين هذه المواقع وتقريبها وتوضيحها وذلك عبر صور ثلاثية الأبعاء التقطت من الأقمار الصناعية والطائرات وهي صور حقيقية لها وذلك بحسب ما ورد على موقع البرنامج على شبكة الإنترنت (12).
تطبيق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على برنامج غوغل إرث (Google Earth).
أولاً: ذكرنا فيما سبق أن برنامج غوغل إرث نستطيع من خلاله أن نرى أجزاء واسعة من الأرض مع تحديد كل جزء وتقريبه وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدّد في الحديث موضعين (موقع مسجد صنعاء ـ وجبل ضين) وهاذين الموضعين هما من ضمن المواضع التي تم تغطيتها بالأقمار الصناعية في برنامج غوغل إرث، وهذه صورتين لهما من البرنامج.
صورة عبر الأقمار الصناعية لجبل ضين في عمران وفي قمته معسكر صغير صورة عبر الأقمار الصناعية للجامع الكبير في صنعاء
ثانياً: لو أنّا أخرجنا خطّاً مستقيماً من وسط المسجد ـ الموقع الذي حدده رسول الله صلى الله عليه وسلم لبنائه ـ كما في الصورة أدناه:
ثم أنطلقنا به على استقامته حتى نمرّ به من قمّة جبل ضين كما في الصورة التالية:
ثم أرسلناه أيضا على استقامته خطاً واحداً منطلقاً من قبلة مسجد صنعاء الذي وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم والمحدّد الآن بالمسمورة والمنقورة مارّاً هذا الخط بقمة جبل ضين فإنّا سنجد أنه يصل إلى مكة أولاً ثم يستقرّ في جدار الكعبة متوسِّطاً ما بين الركن والحجر الأسود انظر إلى الصورة التالية:
وعند الإرتفاع إلى أعلى نجد الخط على هذا النحو:
فتكون النتيجة هكذا خط مستقيم من قبلة المسجد الذي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ببنائه ماراً بقمّة جبل ضين ليصل إلى وسط الكعبة المشرفة.
وجه الإعجاز في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
· لا يستطيع إنسان أن يرسم خطاً مستقيماً على السطح الكروي للأرض بين مدينتين متباعدتين إلا إذا توفرت له الخرائط الدقيقة المأخوذة بالطائرات والأقمار الصناعية وآلات التصوير الدقيقة، وعلم بخطوط الطول والعرض للكرة الأرضية وعرف إرتفاع المدن عن سطح البحر، ولم يتيسر كل هذا للإنسان إلا بعد أربعة عشر قرناً من زمن الرسول صلى الله عليه وسلم لكن الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل ألف وأربع مائة عام حدد خطاً مستقيماً بين مسجد صنعاء وجبل ضين والكعبة عندما حدد أوصاف المسجد الذي أمر ببنائه في صنعاء.
النتيجة خط مستقيم من المسجد الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم ببنائه ماراً بقمة جبل ضين ليصل إلى وسط الكعبة المشرفة
· فحدد الموضع والمكان بقوله: (فمر ببناء المسجد لهم في بستان باذان من الصخرة التي في أصل غمدان) فيما كتبه عليه الصلاة والسلام لوبر بن يحنس بأن (يبني حائط باذان مسجداً ويجعله من الصخرة إلى موضع جدره).
· وحدد عليه الصلاة والسلام زاوية ميل مسجد صنعاء من جبل ضين والكعبة بقوله صلى الله عليه وسلم (فأجعله عن يمين جبل يقال له ضين).
· وحدد الجهة الدقيقة للكعبة باستعمال معلم واضح لأهل صنعاء (القديمة ) هو جبل ضين.
· وجاءت الطائرات والصواريخ والأقمار الصناعية تصور الأرض بمدنها وجبالها وبحارها فقدمت لنا صورة حقيقة للأماكن الثلاثة التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد صنعاء، جبل ضين الكعبة ـ فإذا بها تقع على خط مستقيم رغم بعد المسافة وكروية الأرض وعدم توفّر الشروط والوسائل العلمية زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
· وكل ذلك تم بعبارة سهلة وعلامة واضحة جلية وعمل متقن دقيق.
· وعليه الصلاة والسلام لم يزر اليمن ولا رأى جبل ضين، ولا شاهد بستان باذان ولا الصخرة الململمة ولا يعلم الناس في زمنه المسافة التي تفصل بين مكة وصنعاء.
· كل ما سبق يشهد أن ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم ليس في مقدور بشر في عصره وحتى بعد عصره بقرون طويلة وإنما هو الوحي والعلم الإلاهي وصدق الله القائل: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى).