تحية وأشادة
تمهيد:هذا النص مقتبس من خطبة للإمام عبد الحميد بن باديس ألقاها بمناسبة الاحتفال بإحياء ذكرى البشير صفر احد علماء تونس و رجالها المخلصين
أيها الإخوان الكرام ،
أيها الأخوات الكريمات،
إني أحمل تحيات الأمة الجزائرية إلى شقيقتها الأمة التونسية ومشاركة الجزائر لتونس في هذه الذكرى الطيبة وهذا الحفل الكريم، كما أقدم مشاركتي الخاصة
وإني أظن الروابط عديدة بين تونس والجزائر، بل المغرب العربي بصفة عامة ،كالروابط العلمية والروابط السياسية .
وأنا شخصيا أصرح بان كراريس "البشير صفر" الصغيرة الحجم الغزيرة العلم هي التي كان لها الفضل في اطلاعي على تاريخ أمتي وقومي والتي زرعت في صدري هذه الروح التي انتهت بي اليوم لان أكون جنديا من جنود الجزائر.
وهذه الذكرى التي تقام اليوم إنما تقام لرجل واحد كان سببا في حياة أمة والقصد منها هو اعتراف بالجميل وهو من أعظم مظاهر الكمال الإنساني، والشكر كما لا يخفاكم سبب في المزيد عند الله عز وجل ،وعند عباده.
وطالما وصفت الأمم الشرقية بكفران النعم ، وعدم تقديرها لعظمائها . وها نحن نقيم الدليل بهذه الذكرى وأمثالها على أننا من الشاكرين للنعم لا للكافرين بها!
إن لهذا السيد العظيم البشير صفر نواحي جديدة بالتنويه، إنه رجل بني أخده من العلوم باللغات الأجنبية على ثقافة إسلامية عربية ، وبذلك استطاع أن يخدم أمته وأن يحتل قلبها.
إن هذا الرجل العظيم نقدمه لأبنائنا لينحوا نحوه ويقتفوا أثره لنصل إلى سعادة البشرية كلها لاسعادة الشمال الإفريقي أو تونس فقط.
عبد الحميد بن باديس بتصرف
صاحب النص:
الشيخ عبد الحميد بن باديس {1889-1940} ولد بقسنطينة وتعلم بها ثم ارتحل إلى الزيتونة وتعلم بها . أسس جمعية العلمـاء المسلمين سنة 1931
من آثاره: تفسير القرآن الكريم في دروس استغرقت ثلاثاً وعشرين سنة.كما شرح موطأ الإمام مالك ، مقالات وخطوب ورسائل ، تراجم لبعض الشخصيات الإسلامية ،بعض المقطوعات الشعرية.
التعريف بالبشير صفر:
محمد البشير ابن مصطفى صفر من أصل تركي توفي سنة1917
ولد بتونس وتعلم فيها وفي 1874 دخل المدرسة بالصادقية فكان مثالا للذكاء والتحصيل ثم سافر إلى باريس سنة1880 ضمن بعثة طلابية وفي سنة1888 أسندت إليه مهمة التدريس بالصادقية اسس جمعية الخلدونية سنة1887 أنشا صحيفة الحاضرة ، قيل انه كان أبا للنهضة التونسية