مشي بخفة ورشاقة لا تكاد تشعر به رغم أنه يتواجد في كل مكان وتحت أي ظرف، ورغم حالة الاشمئزاز التي تنتابنا عندما نراه لبشاعة منظره
وعيشه في أقذر المناطق، إلا أنه يقوم بتنظيف نفسه عند ملامسته أجسامنا (ربما يحمل لنا من المشاعر نفس ما نَكِنّ له)، هذه الصفات وغيرها
كثير يتميز بها الصرصور الذي تسارع بقتله حين تراه بلا رحمة ولا هوادة، رغم أنه أسهم في إنقاذ حياة كثير من البشر فهو مصدر للمضادات الحيوية؛
فمن دماغه فقط تمكّن علماء بريطانيون من استخلاص تسعة جزيئات قادرة على قتل البكتيريا التي تقاوم أغلبية المضادات الحيوية المتوافرة،
ومن دمه الأبيض استخلصت مادة (بيديرين) للقضاء على الخلايا السرطانية ومنع انتشارها.
في اليابان نجحوا في توظيف الصرصور الأمريكي المسمّى (بيربلانيتا أميريكانا) في أخطر مهنة على وجه الأرض، وزودوه بميكرفونات
وكاميرات دقيقة، ويتم التحكم في حركته في جميع الاتجاهات عن بُعد بواسطة رقاقة معدنية مزروعة في ظهره وموصولة بدماغه بعد
إزالة أجنحته وقرنَي الاستشعار؛ كي لا يكون حر التصرف ويقوم بمهمة التجسس على أكمل وجه، ويمكن استخدامه في حالة الكوارث
للبحث عن الضحايا تحت الحطام ونقل الحدث بالصوت والصورة من أماكن يستحيل للإنسان الوصول إليها، وتم اختيار الصراصير بالذات لصلابتها
المدهشة ومقاومتها العالية للسموم والإشعاعات، خصوصا النووية؛ فهي أحد ثلاثة مخلوقات يمكن أن تقاوم الأشعة النووية مثل (شجرة الجوز) التي
حرص الروس على زراعتها حول المفاعلات النووية؛ لقدرتها العجيبة على امتصاص الإشعاع النووي (تستطيع امتصاص 53 في المائة من الإشعاع)،
ونتيجة لذلك لاحظوا أن حجم ثمرة الجوز تضاعف وأصبح في حجم الأناناس، كما أن الأسماك لا تتأثر به؛ لاحتوائها على
نسبة عالية من مادة اليود التي تعكس الأشعة، بينما الإنسان قد يموت أو يتشوّه في لحظات.
إذاً الحياة في حاجة إلى الصراصير... لذا فكّر ألف مرة قبل القضاء عليها، ولا تنسَ أن ألذ وجبة بالنسبة للصراصير رموش عينَي الإنسان
وهو نائم أو ميت .. تفقّد رموشك كل صباح ... أما آخر ما توصلت إليه نساء شرق آسيا الشهيرات بالعناية ببشراتهن قناع عبارة عن عجينة طرية
من الصراصير بعد خلطها بالخلاط لمنح البشرة الشباب والنعومة الدائمة!!