حذر سكان الأحياء المجاورة لخط الترامواي الرابط بين برج الكيفان وحي زرهوني مختار بالعاصمة، من خطره على حياة الأطفال وكبار السن، وطالبوا، قبل يومين من وضعه تحت الخدمة، بإنجاز معبر لمرور الراجلين وخفض سعر التذكرة من موقف إلى آخر.
لا يرحب سكان حيي الجرف ورابية الطاهر كثيرا بوضع خط الترامواي حيز الخدمة هذا الأحد 8 ماي 2011. ووقفت ''الخبر''، أمس، على حالة من الاستياء والتخوف الكبير من طرف الأولياء والتجار والأطفال الذين يعبرون الطريق وخط الترامواي عشرات المرات يوميا بين المدرسة وملعب كرة القدم والمنزل.
كانت الساعة تشير إلى حدود الحادية عشرة والنصف صباحا، عندما كانت المصالح التقنية للمؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري لمدينة الجزائر وضواحيها، تجري تجارب سير قاطرات الترامواي، كما كان العمال يحاولون مسابقة الزمن من أجل إتمام بقية الأشغال الخاصة بتبليط الأرصفة وتعبيد الطرقات وتجهيز محطات التوقف.
تقول السيدة فهيمة، التي كانت برفقة ابنتها الصغيرة، بنبرة حادة: ''منذ أن بدأت تجارب سير الترامواي وأنا أعيش في رعب كبير ولا أأتمن على ابنتي، حيث أتوجه معها إلى المدرسة يوميا''.
وترى السيدة بأن ''غياب الحراسة أمر مقلق، كما أن الحركة التي ستدب في خطوط الترامواي ستزيد من الخطر''.
أما أحد الشباب الذي كان يقف وهو يتأمل في الترامواي، فقال: ''إن التسعيرة المفروضة والمحددة بـ20 دينارا مبالغ فيها، خصوصا أن الفاصل الزمني بين نقطة وأخرى لا يتعدى الدقيقتين، ويجب أن تطبق تسعيرة مدروسة حسب المسافة''.
ويتابع المتحدث الذي يقطن في حي الجرف بباب الزوار، قائلا: ''أنا متخوف كثيرا من المشاكل التي ستقع مع تشغيل الترامواي، ويجب أن تفرض الرقابة وينجز معبر علوي للمارة لحمايتهم''.
ويتفق التلاميذ الذين تزامن وجودنا في عين المكان مع خروجهم من إكمالية ''لالة فاطمة نسومر'' مع الكبار، حيث يقول الطفل مهدي: ''أنا أقطع خط الترامواي والطريق يوميا لأتوجه إلى البيت أو الإكمالية، وأمي أصبحت تخاف عليّ كثيرا ولا تتوقف عن طلب الحيطة والحذر''. وببراءته يقول الطفل كمال: ''...لا أريد أن تصعقني الكهرباء أو يدهسني الترامواي يوما ما''.
من جهتهم، يتحدث عدد من الشباب البطال بكل من باب الزوار وحي الموز عن عدم قبول ملفات عملهم على مستوى المؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري لمدينة الجزائر وضواحيها، حيث يقول عصام: ''لقد أودعت ملفا منذ سنة لأعمل كقابض على مستوى شباك الدفع، لكن من دون جدوى، ولهذا فلا حاجة لنا بالترامواي، لأنه لم يفتح لنا فرص العمل''.
ويقول عدد من الشباب والتجار إن ''الترامواي يشكل خطرا على كبار السن والأطفال، في وقت لا توجد إشارات مرورية كافية للتحذير من خطره''.