يعود الاحتفال باليوم العالمي للأسرة إلى القرار الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993 باعتبار الخامس عشر من أيار يوما عالميا للأسرة.
وحث القرار كل الدول والهيئات الرسمية وغير الرسمية للعمل على رفع مستوى الأسرة وأفرادها ورفع مستواها المعيشي بما يتلاءم مع الأهداف التنموية الأمر الذي يكفل بأن تكون الأسرة وحدة فاعلة في التنمية الكلية.
فالأسرة هي الخلية الجماعية الطبيعية الأساسية للمجتمع، ولها حق التمتع بحماية ومساعدة المجتمعات والدول على أوسع نطاق ممكن. ويعد الاحتفال باليوم العالمي للأسرة فرصة لمراجعة وتقييم حالة الأسرة واحتياجاتها وتعزيز الجهود الرامية إلى التصدي للمشاكل التي تؤثر على وحدة وكيان الأسرة.
وتتنوع الأنظمة الأسرية تبعا لتنوع الثقافات، ففي البلاد العربية الأسرة النووية مكونة من الأب والأم والأطفال وهي النوع المهيمن.
فقد شهد المجتمع العربي تزايدا في أعداد الأسر النووية والأسر المكونة من أحد الوالدين مع الأطفال نتيجة لفقد أحد الوالدين بسبب الطلاق أو الترمل.
وفي المقابل، فقد تراجعت نسبة الأسر الممتدة بأنواعها التي تتكون من أفراد في أجيال عمرية مختلفة وتضم الوالدين وأبنائهما المتزوجين أو غير المتزوجين والجدين أو احدهما. ولكن على رغم هذا فإن الأسر ما تزال تحافظ على أواصر الصلة مع الأقارب، وعليه فإن القربى ما تزال العامل الرئيسي في الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
كما أن الأسرة التي ينتمي إليها الفرد هي الوحدة الاجتماعية الأكثر أهمية بالنسبة اليه فهو يعمل للحفاظ عليها لأنها مصدر الحماية والطعام والمأوى والدخل والسمعة والشرف.
أمّا في الغرب دفعت المجتمعات ثمن الحرية التي استخلصتها من براثن العصور الوسطى والرق والإقطاع وحياة الذل والمهانة التي عانت منها لمئات السنين .
فالمجتمع الغربي حصل على هذه الحرية بما قدمه من دماء وتضحيات وثورات سياسية واجتماعية وعلمية؛ إلا أن الإنسان الغربي كان ضيق الأفق ولم يفكر في أبعد من استخدام هذه الحرية ليروي غرائزه، وحينما تمتع الإنسان الغربي بالحرية الجنسية التامة أحجم عن الزواج، ومن ثم انهارت الأسرة، ولم يعد الزواج يتم إلا في إطار ضيق جدًا.
اعداد: اتيان طربيه