مناسبة اليوم العالمي لمحاربة داء الكلب
اليوم العالمي لداء الكلب
28 أيلول/سبتمبر
و قد تم اختيار هذا اليوم منذ 2007 من طرف المنظمة العالمية للصحة.
و يسلّط اليوم العالمي لداء الكلب الأضواء على الآثار الناجمة عن داء الكلب البشري والحيواني ويروّج لكيفية توقيه ووقف انتشاره بمكافحته في مستودعاته الحيوانية. وتشير تقارير التحالف من أجل مكافحة داء الكلب ومراكز الولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إلى أنّ داء الكلب يودي بحياة نحو 55000 نسمة كل عام، أي ما يناهز حالة وفاة واحدة في كل 10 دقائق.
وهناك لقاحات مأمونة وناجعة يمكن للأشخاص الذين تعرّضوا لعضّات الحيوانات الاستفادة منها، غير أنّ البلدان النامية لم تستخدمها حتى الآن إلاّ بنسبة قليلة نظراً لأسعارها الباهظة.
لكن رغم وجود لقاح ضده إلا أن العلاج الناجع غير متوفر لطبيعة العامل الممرض الذي هو من أصل فيروسي.
للتقريب أكثر عن الموضوع أترككم مع المعطيات التالية :
كلاب مجرمة :من أهم أسباب العدوى هي الكلاب الضالة:
إضافة إلى احتمال انتقال فيروس داء الكلب، الذي قد يحمله الحيوان، باعتباره المستودع الأول للمرض، الذي تسبب في وفاة 10 مغاربة في العام الماضي، حسب إحصائيات وزارة الصحة.
وذكر حسن الريش، دكتور بقسم الوبائيات بمعهد باستور، أن المعهد استقبل، خلال السنة الماضية، حوالي 4 آلاف شخص تعرضوا لعض كلاب من مختلف الأنواع بالدارالبيضاء، أكثرهم ضحايا هجوم الكلاب الضالة، التي تزايد انتشارها في المدينة أخيرا، مشكلا خطرا على حياة البيضاويين، بسبب احتمال نقلهم لفيروس داء الكلب، أو ما يسمى بالسعر أو "الجهل"، الذي يؤدي إلى الوفاة، مؤكدا أن سكان أنفا وحي المعاريف أكثر تعرضا لهذا الهجوم، حيث يبلغ عدد المصابين 744، يليهم سكان بن مسيك بـ 597 حالة، ومنطقة بوسكورة بـ 514، والبرنوصي بـ 432، والحي المحمدي بـ 420، ثم الحي الحسني بـ 406، فدرب سلطان بـ 301، وتأتي منطقتا عين الشق ومديونة في أسفل الترتيب، حيث يبلغ عدد المصابين بالتوالي 277شخصا، و177 مصابا. وتكلف محاربة مضاعفات عض الكلاب، المخصصة للمعهد فقط، حوالي 2 مليار سنتيم من مزانية الدولة.
وأوضح الدكتور، في تصريح لـ "المغربية"، أن في الآونة الأخيرة، استقبل المعهد حالات تعرضت لهجوم من طرف كلاب شرسة، أكثرها من نوع "البيت بول" وفصائله مثل الرد نوز والبلو نوز والبنك نوز، معتبرا أن هذه الحيوانات المعدة للقتال، التي تستعمل كلتا فكيها في العض مثل حيوان التمساح، يجب منعها نهائيا لما يمكن أن تحدثه من جروح خطيرة، كما قد تصيب الشخص بكسور وتمزق في العضلات يتطلب علاجها فترة زمنية طويلة وتكاليف باهضة الثمن، مبرزا أن التعرض لهجوم من طرف هذا النوع من الكلاب، قد يؤدي إلى الموت والإصابة بعاهة مستديمة. ونبه المسؤول عن مكافحة داء الكلب، على ضرورة تحمل السلطات مسؤوليتها لمنع تربية هذه الأصناف، التي تشكل خطرا على حياة الأشخاص.
وقال الريش إن معهد باستور المركز الوحيد بالمدينة، الذي يهتم بالأشخاص ضحايا "عض الكلاب" مختلف أنواع الحيوانات، وفي مقدمتها الكلاب والقطط، التي تعتبر المستودع الرئيسي لفيروس السعر بالمغرب، خوفا من احتمال إصابتها بالمرض، وبالتالي نقله إلى الإنسان، ما يؤدي إلى وفاته في حالة عدم تطعيمه في الأيام الموالية بلقاح ضد الداء القاتل، الذي يصيب الدماغ مباشرة.
وأوضح الدكتور قائلا "من العار، ونحن في سنة 2009، مازلنا عاجزين عن محاربة هذا الداء، الذي تمكنت دول كثيرة من القضاء عليه، مثل بريطانيا، حيث جرى القضاء على الفيروس نهائيا، أما في فرنسا فسجلت حالات قليلة عند حيوان الثعلب. وأضاف أن المغرب مازال بعيدا عن محاربة الفيروس بسبب عدم وعي السكان بخطورة الداء، وفي هذا المنحى، يسعى المركز، الذي يستقبل حالات طيلة أيام الأسبوع بما فيها أيام العطل، إلى تنظيم حملات تحسيسية بهذا المرض الفتاك، وتفسير طرق الوقاية منه وكيفية التعامل مع الضحية، خاصة في الأحياء الهامشية، حيث يتخوف السكان من اللجوء إلى المعهد بسبب تكلفة العلاج، التي أصبحت مجانية بفضل اتفاقية مع مجلس المدينة، ولا يطلب من المصاب سوى تقديم ورقة للتكفل من طرف مركز الحفظ الصحي، كما أن استعماله لوصفات من الطب التقليدي يحول دون استفادة الكثير من الأشخاص من العلاج، الذي يضمن نجاة الضحايا".
وفي غياب علاج شاف للداء، ينصح الريش الأشخاص، الذين مسهم لعاب الكلاب، إما عن طريق العض أو الخدش، بالتلقيح خلال الأيام الموالية للإصابة، موضحا أن المعهد طور، أخيرا، "برتوكولا للعلاج"، إذ جرى تقليص عدد الحقن من 14 حقنة إلى 7 حقن، ثم إلى 4 حقن، بحيث يطعم المصاب بحقنتين في اليوم الأول، ثم بأخرى في اليوم السابع، وثالثة في اليوم 21، مبرزا أن المغرب أحرز تقدما في هذا المجال، إذ تبنى الجيل الثالث من العلاج، وهو آخر ما وصلت إليه الأبحاث الطبية، وأضاف أن بعض الحالات المصابة، كانت تتوقف عن تناول الحقن بسبب عدد الحصص، خاصة المصابون في الأحياء البعيدة والمناطق الهامشية للمدينة، ما يجبرهم على مضاعفة عدد مرات ذهابهم إلى المركز، وبالتالي تحمل مصاريف النقل، التي يتعذر على أغلبهم توفيرها، رغم أن المعهد يضمن العلاج المجاني. وتبلغ تكاليف العلاج حوالي 812 درهما، إذ يصل ثمن اللقاح إلى 448 درهما، أما الأمصال فيحدد ثمنها حسب الجرعة التي يتلقاها المصاب، والتي تتراوح بين 100 و364 درهما، حسب الوزن، إضافة إلى الأدوية التي تستعمل في حالة إصابة الضحية بمضاعفات، مثل التعفنات أو التهابات جلدية، أو تمزقات إثر التعرض لهجوم من طرف كلاب شرسة، مثل "بيت بول" و"سطاف"، و"روط ويلير"، و"مولوس"، و"بوربولس" و"بويربول".
وزاد الدكتور قائلا "بعض الأشخاص أصيبوا بداء الكلب، بسبب تجاهلهم لعضات خفيفة، اعتبروها لا تشكل خطرا على حياتهم، وهذا خطأ كبير، لأن فيروس داء الكلب ينتقل من الحيوان إلى الإنسان بمجرد وصول لعابه إلى دم الضحية، وقد تظهر أعراض المرض خلال 15 يوما من العضة، كما قد تتأخر لتظهر بعد 6 أشهر، حسب خطورة الهجوم، وحجم العضة وقربها من الدماغ، الذي يتأثر مباشرة بالفيروس، محدثا تشنجات وسيلان اللعاب، بالإضافة إلى قلق وشد عصبي، وتتطور الأعراض إلى شلل وغيبوبة، فالوفاة في جميع الحالات، جراء فشل تنفسي في أكثر الحالات، وإذا لم يستفد المصاب من عناية مركزة، فإنه يلقى حتفه خلال الأيام السبعة الأولى من إصابته، إذ بمجرد ظهور الأعراض, تكون النجاة فرصها قليلة والموت يكون مصيرا محتوما".
وأوضح المختص أن في حال تعرض البشر لحيوانات يشتبه في إصابتها بداء الكلب، يجب اتخاذ إجراءات عاجلة، من أجل تحديد تلك الحيوانات أو أسرها أو إبادتها بطرق إنسانية، كما يجري تحري الفيروس لدى الحيوانات التي أبيدت أو نفقت، وإرسال نتائج الفحوص إلى السلطات الصحية العمومية لتزويدها بما يلزم من معلومات عن الوضع الوبائي السائد في المنطقة، وهو العمل الذي يقوم به قسم خاص بمعهد باستور.
وشدد الريش على أن تكون الوقاية من داء الكلب البشري جهدا مجتمعيا يبذله المسؤولون البيطريون ومسؤولو وزارة الصحة، وهو الدور الذي يقوم به معهد باستور، على حد سواء، إضافة إلى دور الجماعات المحلية ووزارة الفلاحة المسؤولة عن مراقبة الحيوانات الضالة وجمعها في مراكز خاصة. وتعد جهود التخلص من ذلك الداء بالتركيز على تطعيم الكلاب بشكل جماعي جهودا لها ما يبررها من الناحية المالية، نظرا للتكاليف التي ستوفرها في المستقبل من خلال وضع حد للعلاجات ما بعد ضمان الوقائية التي توفر للناس.
وتتمثل أكثر الاستراتيجيات مردودية في مجال وقاية البشر من داء الكلب في التخلص من المرض بين الكلاب عن طريق تطعيمها. ويتسبب انعدام الوعي بفعالية هذا النهج الوقائي وجدواه في عرقلة التخلص من الحالات البشرية. ويمكن، كما لوحظ في عدة بلدان أن تؤدي عملية التخلص من المرض بين الكلاب إلى التخلص من أشكال انتقاله إلى البشر، وبالتالي التخلص النهائي من حالات داء السعر الإنساني. والجدير بالذكر أن الوقاية من داء الكلب البشري بمكافحة داء الكلب بين الكلاب الأليفة، من المرامي التي يمكن بلوغها في مناطق واسعة في المغرب.
.
الثلاثاء 27 سبتمبر 2011 - 9:33