الغابات هي الأراضي المشجرة ذات الجمال الطبيعي والتنويع الحيوي وهي في حد ذاتها أحد المصادر الطبيعية المهمة، و الغابات في نظر الإنسان هي مكان للتنزه ومصدر لمواد الإنشاء والبناء. تعتبر الغابات هي أحد المصادر الطبيعية المتجددة إذا ما تمت إدارتها بشكل سليم. لكن قام الإنسان عبر التاريخ بتدمير الغابات من خلال حرقها أو إزالتها للأغراض الزراعية وغيرها.
تعتبر الغابات ذات أهمية من الناحية البيئية, وتتمثل أهميتها البيئية في تأثيرها على المناخ، فوجود الغابات في منطقة يجعلها أكثر اعتدالا في درجة الحرارة وأكثر رطوبة من المناطق الخالية من الغابات. كذلك تحتوي الغابات على الأصول الوراثية للنباتات، وتعتبر مراكز التنوع الحيوي وموطنا لكثير من الحيوانات خصوصا النادرة منها، مثل الحشرات المضيئة والحيوانات المفترسة والطيور، بالإضافة إلى قيامها بعملية التمثيل الضوئي حيث تعمل على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو وإعطاء الأكسجين، كذلك تعمل على امتصاص كميات كبيرة من الملوثات الهوائية المختلفة من الجو. فقطع الأشجار في هذه الغابات لا يهدد الغطاء النباتي فقط ، بل الإنسان والحيوانات التي تعيش فيها أيضا.
تقدر مساحة الغابات في العالم، وبحسب تقديرات منظمة الأغذية والزراعة (FAO) لعام 1999 بحوالي 3454 مليون هكتار وتشغل حوالي 6،26% من مساحة اليابسة. وتتوزع هذه المساحة بين البلدان المتقدمة، التي تمتلك ما مساحته 1493 مليون هكتارا، والبلدان النامية والتي تمتلك حوالي 1961 مليون هكتار، وبذلك توجد النسبة الأكثر من الغابات في البلدان النامية 77،56%، أما الدول المتقدمة فنسبتها 23،43% وتتفاوت نسبة توزع الغابات بين الدول والقارات، وتأتي أميركا اللاتينية ودول الكاريبي في مقدمة دول العالم حيث تحتوي على 950 مليون هكتار، أما بقية قارات ودول العالم فتتفاوت المساحة والنسبة فيما بينها. وتشير دراسات الـفاو إلى أن 60% من غابات العالم موجودة في 7 دول هي: روسيا الاتحادية، البرازيل، كندا، الولايات المتحدة، الصين، أندونيسيا وزائير، وأن استزراع الغابات في الوقت الحالي يشهد تزايدا واهتماما لاسيما منذ عام 1980 وحتى الوقت الحالي.
ولكي تكون الغابة رئة حقيقية سليمة وتقوم بدورها البيولوجي على أكمل وجه يجب أن تتعامل مع هواء الشهيق والزفير والغازات الأخرى، وهذا ما تقوم به الغابات فعلا، فقد أوضحت القياسات أن كيلو متر مربع واحد من غابة استوائية يطلق في اليوم الواحد حوالي عشرة أطنان من الأكسجين، ويمكن لنا أن نتصور مدى نقاء الهواء الجوي في مناطق الغابات الاستوائية حيث يطلق الكيلومتر المربع الواحد حوالي 3650 طنا من غاز الأكسجين في السنة الواحدة. أما في غابات المناطق المعتدلة فتتراوح كمية الأكسجين المنطلقة إلى الجو من 1 الى 3 أطنان في اليوم الواحد من الأكسجين، ولو بدت هذه الأرقام قليلة مقارنة مع الغابة الاستوائية. ولكن الأثر البيئي الإيجابي الذي تتركه الغابة لا يتوقف على كمية الأكسجين المنطلقة إلى الجو إذا ما قورنت الغابة بمناطق الرعي مثلا، أو الطافيات النباتية في المحيطات المائية أو مناطق زراعة المحاصيل الحقلية، ولكن تضاف للغابات ميزة انخفاض درجات الحرارة في محيطها الحيوي، الأمر الذي يعطي لعمل هذه الرئة الرائعة بعدا ثالثا فيزيائيا وبيولوجيا غير امتصاص غاز الكربون وإطلاق غاز الأكسجين، وهذا البعد يجعل الغابات أكثر فاعلية بيئية ويجعل ملايين السكان يتجهون إليها صيفا وشتاء لاستنشاق الهواء العليل.
تخلف ظاهرة الدفيئات وراءها فيضانات وكوارث وأمطار حامضية وغبار وزوابع غبارية وكوارث بيئية متعددة. وللأشجار دور كبير في درء أخطار هذه الظاهرة، فمن المعروف أن الغطاء النباتي بشكل عام والأشجار بشكل خاص تمتاز بقدرة كبيرة على ترسيب الغبار والأجزاء المعلقة في الهواء على أوراقها، وتبين من الدراسات أن كمية الغبار المتراكمة حول جذوع الأشجار الكبيرة تزيد من 5 إلى 10 مرات عن الكمية المترسبة في الأراضي غير المشجرة، ويترسب حوالي تسعة أطنان حول جذوع أشجار لكل هكتار من الغابة مما يؤدي إلى خفض نسبة الغبار بحوالي 30 إلى 40% في جو الغابة عن الحقول المجاورة. ويعود ذلك إلى كبر مساحة المسطح الورقي (Lifearea) الذي يتراوح بين 50 إلى 150 ألف متر مربع/هكتار. كما بينت الملاحظات الميدانية أن بعض الأنواع أكثر قدرة على ترسيب الغبار. وأثبتت الأبحاث ترسيب حوالي 5،2 طن غبار/هكتار/سنة على أشجار البتولا، و30 طن/هكتار/سنة على أشجار السرو، و50 طن/هكتار/سنة على أشجار الصنوبر، وأكثر من 50 طن/هكتار/سنة في غابة زان كثيفة (1994 F.A.O.).
دور الأشجار في درء أخطار الغازات
للأشجار دور هام في تنقية جو المدن من غاز ثاني أكسيد الكربون وبعض الغازات الأخرى، وفيما يلي دور الأشجار في درء أخطار الغازات:
• يقوم الهكتار الواحد من الغابات بامتصاص الغبار وتصفية حوالي 18 مليون متر مكعب من الهواء سنويا.
• يمكن لهكتار واحد من الغابات امتصاص ما بين 220 إلى 280 كلغ من غاز ثاني أكسيد الكربون وإطلاق ما بين 180 إلى 240 كلغ من غاز الأكسجين.
• يحتجز هكتار واحد من غابة اللاركس Larix أكثر من 70 كلغ من غاز ثاني أكسيد الكبريت وهكتار واحد من غابة الصنوبر الحرجي P. Sylvestris أكثر من 26 كلغ من غاز ثاني أكسيد الكبريت.
• ينتج هكتار واحد من غابة اللزاب Juniperus 30 كلغ من الزيوت الطيارة المضادة للجراثيم التي تنظف جو الغابة من الأحياء الدقيقة.
• تفرز أوراق جنس الصنوبر Pinus موادا وزيوتا طيارة تنقي الجو من الجراثيم وتقضي حتى على جراثيم السل، لذلك ينصح بزراعتها في المصحات.
• تقضي مفرزات أشجار الشوح Abies على نسب كبيرة من جراثيم المكورات العنقودية.
• من المعروف أن التنفس والرياضة داخل الغابة ينعش الأعصاب ويريحها ويعطي الجسم راحة وخاصة غابات الأرز Cedrus التي يتكون تحت مظلتها نسب كبيرة من غاز الأوزون O3.
• تفرك أشجار الآس والحور والجوز والعرعر والزيزفون والكينا موادا مضادة للبكتيريا والفيروسات ومثبطة لنشاطها.
• تفرز غابات الكينا Eucalyptus موادا طاردة للبعوض.
• تخفض الأجزاء الخضراء عدد الملوثات الصلبة للهواء حول المدن والمناطق الصناعية بنسبة 100 إلى 1000 مرة ويمكن أن تحتجز من 40 إلى 80% من الجزئيات المعلقة.
• تساعد الغابات والأشجار الكثيفة على الحد من سرعة الرياح التي تثير الغبار مما يؤدي إلى تناقص التلوث بحدود من 30 إلى 40%.
• تمتص أنواع الصنوبر والقيقب Acer والتفاح Malus والسنديان أكاسيد النيتروجين Nox وتؤدي إلى تنظيف الجو من حوالي 50% من غاز ثاني أكسيد النيتروجين السام.
• يمتص كيلوغرام من الغابات ما وزنه 120 كلغ من غاز أول أكسيد الكربون السام.
• تساهم الأشجار بالحد من تركيز غاز SO2 في الهواء الجوي وتمتصه بكميات متفاوتة تتراوح بين 10 إلى 18 كلغ لكل كيلو غرام من الأوراق الجافة.
موازنة الكربون
إن الأراضي الزراعية والغابات كما يصنفها العلماء هي إحدى الوسائل الناجحة لإعادة توازن كربون الأرض، فالغابات والنباتات الخضراء هي بالوعة الكربون وإليها وحدها يعود امتصاص الكربون من الغلاف الجوي بكميات هائلة.
وهنا يمكن أن نفهم الدور التوازني الذي تلعبه الغابة، فبالرغم من أنها من المتضررين جراء ظاهرة الدفيئة الزجاجية إلا أنها تقوم بامتصاص نسبة كبيرة من غاز الكربون بالجو محدثة بذلك توازن ديناميكي في نسبة الغازات الموجودة في الغلاف الجوي، ولهذا السبب إضافة إلى أسباب اقتصادية أخرى ركز العالم على التوسع في زراعة الغابات وصيانتها وحمايتها. لذلك اتجهت الدراسات العلمية إلى الغابات وقدرت ساندرا بوستل من معهد مراقبة البيئة العالمية إمكانية مساحة 130 مليون هكتار من الغابات لامتصاص 660 مليون طن من الكربون كل عام وأطلق على الاقتراح اسم «بنك الكربون» حيث تستطيع هذه المساحة من الغابات والتي تعادل ضعف مساحة فرنسا أن تمتص هذه الكميات الهائلة من الكربون لمدة ثلاثين سنة لحين نضج أشجار الغابة، وهذه المساحة من الغابات إضافة لامتصاصها الكربون فإنها تؤمن احتياجات العالم الثالث من الخشب ويمكنها أن تعيد الأراضي المتدهورة إلى حالتها الطبيعية. ويرجع سبب التوسع في إنتاجية الغابات وصيانتها إلى ارتفاع حرارة الأرض بسبب غازات الدفيئة الزجاجية.
ويعتبر أعظم المشروعات التطبيقية في هذا المجال ذلك الذي طبق في غواتيمالا لامتصاص وموازنة 387 ألف طن من الكربون ينتظر أن تنطلق سنويا من محطة طاقة تدار بالفحم، لذلك تقرر زراعة 12 ألف هكتار بالأشجار وزراعة 60 ألف هكتار أخرى بالغابات المحصولية (والتي تجمع بين الغابات والمحاصيل الزراعية المحصودة) وتبلغ تكلفة المشروع 3،16 مليون دولار، تشترك فيه 40 ألف أسرة ترعى نحو 52 مليون شجرة تقريبا.
لقد أقر علماء البيئة والمناخ برخص وفعالية هذه التكنولوجيا الحيوية والتي ليس بمقدورها موازنة جميع الانبعاثات الغازية ولكن عمليا ومقارنة مع طرق أخرى تعتبر الأرخص والأكثر فاعلية حيث يقدر مخططو المشاريع الغاباتية أن التكلفة السنوية المتوقعة تقل عن 3 دولارات سنويا لموازنة وامتصاص طن واحد من الكربون وفي تقديرات أخرى وصلت إلى 16 دولار لكل طن من الكربون يمكن تفاديه.
ويمكن تخفيض التكاليف عندما تقوم البلدان بمشاريع مماثلة فلا تحتاج إلى شراء الأراضي. وهناك الكثير من الأسر التي ستساهم في مشروع التقنية الخضراء لامتصاص الكربون من خلال خدمتها الذاتية في حقول تعود ملكيتها لهم ونفعها العام للمناخ والبيئة.
إن مشروع استزراع الغابات لا يوفر للبيئة توازن الكربون فحسب، بل يوفر لها كميات إضافية من الأكسجين النقي التي تنطلق من الأشجار بحسب كفاءتها كما يوفر للسكان مصادر رزق وفرص عمل أخرى. ويمكن تطبيق مشروع غواتيمالا في بلدان أخرى، ويشابه هذا المشروع تقريبا مشروع الحزام الأخضر الكويتي واقتراح زرع مليون نخلة في الكويت، فمن شأن مشروع الحزام الأخضر ومشروع المليون نخلة أن يوازن كميات كبيرة من الكربون المنطلق إلى الجو.
إن تفاؤل العلماء بالغابة والأشجار لا يقف عند حد معين، ولكن زراعة هذه الأعداد وهذه المساحات بالأشجار تتطلب مساندة جميع الجهات الحكومية والأهلية بشكل خاص لخدمة أشجار الغابة والمحافظة عليها حيث أصبحت التقنية الحيوية الخضراء هي الحل الأمثل لمواجهة الكميات المتزايدة من الغازات، وهذا ما يتطلب البحث عن الأراضي الكافية لاستزراعها وجمع الأموال اللازمة وحشد طاقة المؤسسات التنموية المختلفة لإنجاح هذا العمل، وتعبئة جهود المؤسسات الاجتماعية للمشاركة في تنمية التقنية الخضراء؛ لأن الأمر واقع في مأزق خطير خاصة بعد فشل مساعي مؤتمر تغير المناخ العالمي والذي عقد في هولندا في نوفمبر من سنة 2000، فالشواهد توحي أن معدل إزالة الغابات يتسارع وسوف تزداد كميات الكربون المنطلقة إلى الجو في المستقبل القريب جدا ما لم تحدث تغيرات إيجابية تحد من هذا التزايد.
ما هي قضايا الغابات؟
في القرن السابع عشر والثامن عشر تم تدمير جزء كبير جدا من الغابات المعتدلة في أوروبا وشمالا أمريكي. فعلا سبيل المثال دمر جزء كبير من غابات إنجلترا للاستفادة من خشبها في بناء السفن وللحصول على الطاقة وغيرها. لكن وبعد الاعتماد على الفحم الحجري والبترول كمصدر أساسي للطاقة واستخدام الإنسان للحديد على نطاق واسع في البناء، أدى كل هذا إلى تخفيف الضغط على الغابات. أن التطور في وسائل وأساليب الزراعة في أواخر النصف الثاني من القرن العشرين أدى إلى رفع كمية الإنتاج الزراعي مما أتاح المجال لإعادة تشجير بعض الأراضي الزراعية وإعادة تحويلها إلى غابات. ولحماية الغابات من الاستغلال التجاري قامت عدد من دول العالم بتخصيص أراض لزراعة الأشجار ليتم قطعها في المستقبل والاستفادة منها بدل الغابات. ففي أمريكا مثلا، معظم الأشجار التي يتم قطعها لأغراض تجارية كانت قد زرعت لهذا الغرض دون التعرض للغابات القديمة الطبيعية وفرض حماية عليها بتصنيفها محميات طبيعية.
إن عدم التخطيط في استغلال الغابات وما ينتج عنه من تدميرها يعتبر عاملاً مهماً في تدهور البيئة وتوجهها نحو الجفاف. وأكثر من هذا، تتقلص كمية الأوكسجين في الغلاف الجوي على مستوى العالم وتزداد كمية غاز ثاني أكسيد الكربون، كذلك ترتفع نسبة الغازات الضارة مثل أول أكسيد الكربون وأكاسيد النتروجين وثاني أكسيد الكبريت. إن زيادة كمية غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو تساهم بدرجة كبيرة في ظاهرة تغير المناخ العالمي أو ما يسمى بظاهرة الاحتباس الحراري، وما ينتج عنها من قلة الأمطار، وتراجع الموارد المائية، وانحسار الأراضي الزراعية في مناطق وزيادة الفيضانات في مناطق أخرى.
تغطي الغابات الاستوائية مساحة صغيرة جدا من سطح الأرض، ورغم صغر مساحتها نسبة إلى مساحة سطح الأرض، إلا أنها غنية بتنوعها الحيوي حيث يستوطن فيها أصناف عديدة من الأحياء وخصوصا النباتات المزهرة الحشرات. تقع هذه الغابات في بلدان تعاني من نمو سكاني سريع وطرق فلاحة غير متطورة وتسود فيها نظرية إزالة الغابات عن طريق حرقها من أجل استغلالها للزراعة.
كانت النار من أقدم الطرق التي استخدمها الإنسان في إزالة الغابات من أجل الزراعة، وما زالت تستخدم حتى الآن في الكثير من الدول النامية. في السنوات القليلة الماضية، كان لخروج بعض هذه الحرائق عن السيطرة السبب في أتلاف وتدمير مساحات واسعة من الغابات. وهذه مؤشرات خطرة ليس لأنها تهدد التنوع الحيوي فحسب، بل لما ينتج عنة من انبعاث كميات كبيرة جدا من غاز ثاني أكسد الكربون إلى الجو، حيث تساهم الغابات في ما معدلة 15 بالمائة من مجموع غاز ثاني أكسيد الكربون الذي ينتشر في الجو سنويا.
أن المخاوف من إزالة الغابات باتت أكثر جدية في الدول النامية. فعلا سبيل المثال ساهم قطع الأشجار في كثير من الدول الإفريقية بشكل كبير في انتشار التصحر، وأن الكثير من الدول النامية ما زالت مستمرة وبشكل كبير في قطع الغابات الاستوائية لأغراض زراعية وتجارية. حيث أنه في معظم الدول النامية والفقيرة خصوصا أفريقيا، يبقى الحطب هو مصدر الطاقة الرئيسي.
ما هو المجهول؟
أن الدراسات حول المعدل العالمي لإزالة الغابات متفاوتة بشكل كبير. من المعتقد أنه أكبر وأسرع عملية تدمير للغابات الاستوائية كانت في البرازيل، المكسيك، فنزويلا إندونيسيا، زائير، بوليفيا، تايلند، الفلبين، السلفادور، هندوراس، وبرغواي، لكن لا يوجد بيانات دقيقة حول هذا الموضوع. تستخدم الأقمار الصناعية حاليا في الحصول إلى بيانات أكثر دقّة حول مساحة الغابات في العالم. ومع هذا توجد حاليا بعض الخلافات حول درجة التصحر في العالم والأسباب الرئيسية له. أن الرعي الجائر وقطع الأشجار والنشاطات البشرية الأخرى هي أحد الأسباب الرئيسية لتفاقم مشكلة التصحر وانحسار الغابات.
بدأ يلاحظ حديثا ظهور الغابات في الولايات المتّحدة وفي أوروبا من جديد، لكن في المقابل ظهر هبوط في مستوى نمو الغابات في مناطق أخرى، ويرجح السبب في ذلك إلى ارتفاع درجة حموضة التربة نتيجة الأمطار الحمضية. ويسود القول الآن أن أحد الأسباب الرئيسية في تراجع نمو الغابات في بعض المناطق متعلق بعوامل مناخية، إذ أنه ظهر تحسن كبير على نمو بعض الغابات في مناطق أخرى على الرغم من أنها شهدت سابقا تراجع في النمو. وقد أظهرت الدراسات أن إعادة نمو الغابات في أوروبا قد شهد ارتفاعا ملحوظا خلال الثمانينات بنسبة أعلى حوالي خمسة وثلاثون بالمائة من العقود السابقة.
ما هي المخاطر والمعوقات؟
يجد الإنسان في الغابات العديد من المنافع، فهي تعتبر المخزن الرئيسي للكربون في الأرض لذلك فإن تدمير مساحات واسعة من هذه الغابات وخاصة عن طريق حرقها يضيف كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئات الأخرى إلى الجو. تعتبر الغابات الاستوائية من أغنى غابات العالم في تنوعها الحيوي، ولهذا فإن أي عملية تدمير وإزالة لهذه الغابات سوف يكون لها مردود سلبي على أصناف الكائنات الحية المستوطنة هناك وعلى التنوع الحيوي نفسه. ورغم هذا، فإن العديد من الدول النامية تقوم بتدمير غاباتها واستغلالها من أجل المنفعة البشرية دون الأخذ بعين الاعتبار قيمتها الطبيعية والحيوية والبيئية للمنطقة. ولم يثمر الاهتمام العالمي والجهود الدولية في المحافظة على الغابات على حث الدول النامية على وضع الاستراتيجيات وإعداد الخطط اللازمة للمحافظة عليها، إذ أنها تعتبر مصدر رزق لعدد لا يستهان به من السكان. أن الأبحاث الجارية والجهود المبذولة لإيجاد مصادر دخل بديلة من الغابات مثل استخراج المواد الطبية أو غيرها من المنتجات الرائجة. لم تنجح حتى الآن في منع تدمير وإزالة الغابات.
المبادئ الأساسية
إن علم الغابات ( silviculture) له تأريخ طويل يعود إلى العصور الرومانية القديمة. أما علم الغابات الحديث، فقد ظهر في أوروبا في أواسط الستينات من القرن السابع عشر حين حث ملك إنجلترا تشارلز الثاني الجمعية الملكية لعمل دراسة لإدارة الغابات للمحافظة على احتياطي البلاد من الخشب لبناء السفن الحربية. وقد انتقل علم الغابات من أوروبا إلى أميركا. فقد ذهب جيفورد بينتشوت، المدير الأول لخدمة الغابة في الولايات المتحدة، إلى أوروبا لدراسة الإدارة العلمية للغابات.
حاليا يوجد كتب ومراجع علمية متخصصة بعلم الغابات، كذلك يوجد العديد من كتب البيئة والأحياء التي تتطرق إلى علم الغابات من حيث ديناميكية النظام البيئي للغابات وتبين أنواع وأشكال الغابات وميزات كل نوع، كذلك عن دورة الغذاء خلال النظام البيئي للغابة وتأثير الغابات على بعضها البعض وغيرها من المواضيع الأخرى.