من انواع مادة الشمة القذرة
كتب - محمد البدراني المخدرات.. دقائق لذة موهومة.. وسنوات من
الضياع تعددت الأصناف.. واختلفت التركيبات ولكن النهاية مأساة إنسان، وتشرد
أسرة.. وضياع مستقبل. تجار الموت يتفنون في تركيبتها وإطلاق المسميات
ويزينون للمخدوعين آثارها.. نصحبكم في سلسلة تعريفية بأكثر المخدرات شيوعاً
ونعرض في كل أسبوع نوع المخدر وعلامات تعاطيه وآثاره المدمرة .
ومن ذلك الشمة وهي عبارة عن نبته تجفف وتطحن وتكون على شكل مسحوق أصفر
مائل إلى الخضار يحتوي على التبغ المخلوط بمادة بلورية بيضاء وينتشر
استعمالها عن طريق المضغ في بعض البلاد العربية وكذلك في أمريكا والسويد.
والشمة مشهورة بقذارتها ورائحتها النافذة الكريهة، وتستعمل بوضعها في
تجويف الفم أو بين الشفة السفلي واللثة بهدف استحلاب المادة الفعالة فيها
وهي النيكوتين، ويسعد على امتصاص هذه المادة من أغشية الفم وجود مادة قلوية
ومسحوق وكربونات الصودا المائية، حيث إن مسحوق الشمة يستعمل بدون تدخين
فقد أطلق عليها في بعض الدول اسم التدخين بدون دخان (Smokelss smoking)
وتعد إصابات الفم من أخطر ما ينجم عن استعمال الشمة، حيث تسبب تغييراً في
لون الأغشية المخاطية المبطنة للفم من حدوث اصابات تعتبر نذيراً للاصابة
بسرطان الفم.
وقد انتشر في السنوات الأخيرة عدد من أنواع الشمة منها:
الهندية والمعروفة باسم أفضل (Afzal) وتعرف أيضاً بالتمباك الهندي،
فيخلط مع الجير «الكلس» ويمزج بقليل من الماء حيث يقوم الجير مع الماء
بتحرير النكوتين الذي له التأثير كمنبه ثم توضع هذه العجينة بين الشفة
السفلية والأسنان حيث يمتص النيكوتين عن طريق الأغيشة المخاطية المبطنة
للفم ويصل إلى الدم والدماغ ويؤثر على أجزاء الجسم المختلفة، ولكن تأثير
النكيوتين أقوى من السجائر حيث إنه يمتص كاملاً من الفم. وهناك الشمة
الأفغانية وتعرف باسم المسوار وهي عبارة عن مسحوق أوراق التبغ حيث يوضح
كمية قليلة منه بين الشفة والأسنان ويمتص النيكوتين عن طريق الأشغية
المخاطية. كما أن هناك نوعاً يسمى بالسفة السودانية وتتكون من مسحوق أوراق
التبغ مخلوطة مع العطرون الذي يتكون من كربونات الصوديوم (رماد الصودا)
ويدخل في الصناعات الكيميائية مثل صناعة الزجاج والصابون وصناعة الصودا
الكاوية والدباغة. وتحتوي السفة السودانية أيضاً على بيكربونات الصوديوم
والماء وتخلط جميعاً وتوجد على هيئة عجينة ويؤخذ جزء منها بين الشفة
السفلية والأسنان وتمتص عن طريق الأغشية المخاطية ومن أنواع الشمة القذرة
الشمة اليمنية والتي تتكون من
أوراق التبغ المسحوقة مع مسحوق بيكربونات الصوديوم التي تقوم بواسطة
اللعاب على تحرير النيكوتين الذي يمتص عن طريق الأغشية وتعطي الشمة اليمنية
نفس التأثير التي تعطية الأنواع السابقة.
وقد أكدت الدراسات التي أجريت على الشمة أنها تحتوي على مود سامة
ومسرطنة وتسبب سرطان الفم، بدءاً من الشفة ومروراً باللسان والبلعوم
وإنتهاء بالحنجرة، كما أنها تحتوي على الفلاتكسين الذي يعد المسبب الرئيس
لسرطان الكبد.
وتحتوي مادة الشمة على مطفرات وراِثية تسبب مرض السرطان، وأن نسبة عالية
جداً من مرضى سرطان الفم كانوا يتعاطون هذه المادة، ونظراً لأن أنواع
الشمة تحتوي على مركب النيكوتين السام كاملاً فقد دلت الدراسات التي عملت
عليها على أنها من أعداء الأسنان واللثة واللسان، حيث تشقق ميناء الأسنان
مع العلم أنها أقوى شيء في جسم الإنسان، وتشقق الأسنان يكون عاملاً مساعداً
على دخول الفطريات والبكتيريا والميكروبات بمختلف أنواعها مما يؤدي إلى
تقرح اللثة وهذا المرض شائع بين مستعملي الشمة. وتسبب بؤراً صديدية تكون
سببا في انتشار الميكروب إلى الجسم كله وبالأخص الكلى والقلب والجهاز
الهضمي وتكون البؤر الصديدية سبباً رئيسياً للحمى الروماتيزمية التي تصيب
القلب والكلى والمفاصل.
ولها تأثير قوي على اللسان كون الطبيعي فيه مكسو بملايين الحليمات
المسؤولة عن الذوق ونتيجة لتعرض هذه الحليمات للمواد السامة الموجودة في
الشمة فإنها تستطيل حتى تكون مثل الشعر الكثيف المجعد، ولا شك أن لهذا
تأثيراً على تذوق الأشياء كما أنه يؤدي إلى الغثيان في بعض الأحيان. وأورام
سرطانية، وابيضاض اللثة، ويؤدي استحلاب الشمة لفترات إلى ارتفاع ضغط الدم
وزيادة النبض والدوخة وسرعة ضربات القلب.
وأغلب أنواع الشمة المتداولة في أوساط الشباب مغشوش، ومخلوطة بمواد ضارة
مثل الزجاج، والتراب، وبعض الفضلات الحيوانية وغيرها، وهذا بحد ذاته ضرر
إضافة للمواد السامة الموجودة أصلا في هذا المسحوق.
وللشمة أسماء عامية منها: البردقان، الباسنجة والنشوق، والسعوط، والمضغة
والسفة، والغبراء، والحمراء، والصفراء ولها أدوات عند الاستخدام تسمى
المبزق: وهو عبارة عن إناء أو علبة فارغة مملوء بالتراب حتى ربعه أو نصفه
لكي يبزق فيه المتبردق.. وهناك مصطلح معروف لمن يتعاطون الشمة يعرف بالبزقة
هي خليط اللعاب وبواقي الشمة التي لم تمصها العروق والتي يقوم المتبردق
ببزقها من فمه.