كشفت دراسة أمريكية حديثة عن أن زيادة معدل استهلاك اللحوم الحمراء المطبوخة والمصنعة بصفة مستمرة يرفع من معدلات الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، وجاء هذا فى الوقت الذى تعد فيه اللحوم الحمراء من الوجبات الأساسية التى لا يكاد يخلو منها بيت من بيوت، بالإضافة إلى أنه القوام الرئيسى المطاعم ومحلات تقديم الوجبات السريعة، وبالأخص اللحوم المصنعة.
وأكدت الدراسة فى الوقت نفسه بأن استبدال اللحوم الحمراء بمصادر بروتين أخرى مثل الأسماك والدواجن والبقوليات قد يكون له دور كبير فى الحد من معدلات هذه الوفيات.
وجاءت هذه النتائج فى دراسة حديثة نشرت بدورية “Archives of
internal Medicine”، ونشرت على الموقع الإلكترونى للدورية فى الثانى عشر من شهر مارس الجارى، وأجراها باحثون بكلية الصحة العامة فى جامعة هارفارد، أعرق وأقدم الجامعات فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وشملت الأبحاث إجراء دراستين، الأولى أجريت على حوالى ٣٨٠٠٠ رجل لا تزيد أعمارهم عن ٢٢ عاما، والثانية أجريت على حوالى ٨٤٠٠٠ سيدة أقل من ٢٨ عاما، وقصد الباحثون اختيار أشخاص ذوى أعمار صغيره، وذلك لأن احتمال إصابتهم بالأمراض المزمنة ضئيل جدا، وقام جميع المشاركين بملء استبيانات تتضمن أنواع الأطعمة التى يأكلونها بشكل دورى، يتكرر كل أربعة أعوام، بالإضافة إلى تسجيل حالتهم الصحية.
وكشف الباحثون عن حدوث ٢٤٠٠٠ حالة وفاة بين المشاركين فى الدراسة، توفى حوالى ٦٠٠٠ شخص منهم نتيجة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى ٩٥٠٠ حالة تقريبا توفيت نتيجة الإصابة بالسرطان.
وارتبط تناول اللحوم الحمراء بصفة عامة، وخصوصا اللحوم المصنعة منها بزيادة عدد حالات الوفيات، حيث أشارت الدراسة إلى أن تناول اللحوم الحمراء غير المصنعة مرة واحدة يوميا بصفة مستمرة كان له الأثر فى رفع خطر حدوث الوفاة بنسبة ١٣%، بينما ارتفعت نسبة الوفاة عند تناول اللحوم المصنعة مرة واحدة على الأقل فى اليوم إلى ٢٠%.
وأرجعت الدراسة النتائج السابقة إلى أن اللحوم الحمراء وخصوصا المصنعة منها تحتوى على مكونات ترفع من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل الدهون المشبعة والصوديوم وهيم الحديد والنتريت، بالإضافة إلى عدد لا بأس به من المواد المسرطنة التى تنتج خلال طهى اللحمة.