المحيط المتجمد الشمالي ويسمى ابضا المحيط الشمالي وبالأنجليزي (Arctic Ocean)اي محيط أركتيك، يقع في نصف الكرة الأرضية الشمالي ومعظمها في القطب الشمالي، هو أصغر واقل عمقا من بين المحيطات الخمسة. بالرغم من اعتراف المنظمة الهيدروغرافية الدولية (IHO) به كمحيط، إلا ان بعض علماء المحيطات يسمونه "البحر الأبيض المتوسط القطبي" أو ببساطة "البحر القطبي"، وتصنيفه باعتباره واحدا من البحار المتوسطة للمحيط الأطلسي. بدلا من ذلك، يمكن أن ينظر إلى المحيط المتجمد الشمالي كالجزء الشمالي الأقصى من المحيط العالمي مجتمعة.
المحيط المتجمد الشمالي محاط تماما بكل من أوراسيا وأمريكا الشمالية، مغطى جزئيا من الجليد البحري على مدار السنة (و غلبية الموسم فصل الشتاء). درجة الحرارة والملوحة في المحيط المتجمد الشمالي تتفاوت موسميا كذوبان الغطاء الجليدي وتجمده؛ متوسط الملوحة فيه هي الأدنى من بين المحيطات الخمس، وذلك بسبب قلة التبخر، التدفق الكثير للمياه العذبة من الأنهار والجداول، والاتصال المحدود لأختلاط مياهه مع مياه المحيطات المحيطة المرتفعة الملوحة. قلص الصيف حجم الجليد إلى 50 ٪ ويستخدم مركز البيانات الوطني للجليد والثلج الأمريكي (NSIDC) بيانات الاقمار الصناعية لتوفير سجل يومي لمعدل ذوبان الغطاء الجليدي للمحيط المتجمد الشمالي ومقارنة مع المتوسط الزمني تحديدا للسنوات الماضية.
التاريخ
ربما بدأ استكشاف المحيط الشمالي مع الجهود الرامية إلى إنشاء طريق بحري شمالي بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ على طول ساحل سيبيريا في روسيا. خلال الألفية الأولى كان للفايكنج حدود بحث واسعة النطاق في المحيط الشمالي بحثا عن الفراء والعاج، كان السكان الروسيين يبحثون عن طرق للتجارة على طول ساحل البحر الأسود في أوائل القرن 11، وجاءت فكرة إنشاء طريق بحر الشمال عام 1525 بواسطة الدبلوماسي الروسي ديمتري جيراسيموف، وبحلول القرن 17 أصبح الطريق سالكا من أرخانجيلسك شرقا حتى مصب نهر ينسي.
رغم التاريخ الأوروبي الكبير ،فإنه لا تزال مناطق كثيرة في القطب الشمالي غير مستكشفة. سٌجلت رحلة لبايثاس مرسيليا عام 325 قبل الميلاد شمالا إلى أرض أسماه "إيشاتي ثول"، حيث تغرب الشمس فقط ثلاث ساعات يوميا، وقد حلت المواد الصلبة محل الماء "حيث لا يمكن لأحد المشي ولا الأبحار". وقد وصف تفكك الجليد البحري المعروف اليوم باسم "جبال الجليد العائمة"، أو "كتل الجليد bergy bits ". قد تكون "ثول" هذه هي ايسلندا، رغم أن المقترح ان تكون النرويج.
كان علماء الخرائط الأوائل غير متأكدين حيال رسم خرائط المنطقة المحيطة بالقطب الشمالي كأراضي (كما في خريطة 1507 لجوهانس رويش ، أو خريطة 1595 لجاراردوس مركاتور ) أو كمياه (كما هو الحال معخريطة العالم لعام 1507 لمارتن فالدسميلر). إن سبب رغبة التجار الأوروبيين الشديدة للمرور شمالا هو الوصول لـ"كاثاي" (الصين قديما)، ويذكر راسمو الخرائط لعام 1723 مثل جوهان هومان العرض الواسع لـ"البحار الشمالية - Oceanus Septentrionalis" عند الطرف الشمالي لخرائطهم.
فقط جزر صغيرة تم أكتشافتها من قبل بعض البعثات لأختراق ما وراء الدائرة القطبية الشمالية في هذا العصر، مثل نوفايا زيمليا (القرن 11) وسبيتسبيرجين (1596)، بسبب ما يحيط هذه الجزر من كتل جليدية فإن حدودها الشمالية ليست واضحة. يميل صناع الخرائط الملاحية بتحفظ أكثر من بعض رسامي الخرائط الخياليين، الذين يميلون لترك المنطقة فارغة، مع رسم كتل السواحل المعروفة فقط.
إن هذا النقص في معرفة ما يكمن شمال حاجز الجليد المتحرك أدى إلى ظهور عدد من التخمينات. ميثولوجيا "البحر القطبي المفتوح " عند الشعوب الإنجليزية والأوروبية ما تزال ثابتة، وقد حصل جون بارو (السكرتير الثاني القديم للبحرية البريطانية ) على الترقية لأستكشاف منطقة القطب الشمالي من عام 1818 حتي 1845 للبحث عن ذلك.
في الولايات المتحدة في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، ادعى كل من المستكشفين اليشع كين واسحق إسرائيل هايز على بلوغ هذه المنطقة بعيد المنال من الماء. في اواخر هذا القرن، أضاف المؤلف البارز ماثيو فونتين موري وصف البحار القطبية إلى كتابه (الجغرافيا الطبيعية للبحر) (1883). ومع ذلك فإن جميع المستكشفين الذين سافروا أقرب وأقرب إلى القطب وضحو أن الغطاء الجليدي للقطب سميكا جدا، ومستمر على مدار السنة.
كان فريتيوف نانسين أول من قام برحلة بحرية لعبور المحيط المتجمد الشمالي في عام 1896. وكان أول عبور لسطح المحيط بقيادة والي هربرت عام 1969 بواسطة التزلج بالكلاب من الاسكا إلى سفالبارد مع الدعم الجوي.
منذ عام 1937، محطة الجليد العائمة المأهولة السوفياتية والروسية رصدت المحيط المتجمد الشمالي على نطاق واسع. ,وأقامت المستوطنات العلمية على الجليد.