من أين تأتي الحمم؟ وهل هناك اختلاف بين الصهارة والحمم؟
من أين تأتي الحمم؟ لتبسيط الإجابة، الصهارة هي عبارة عن صخور منصهرة وهو ما يحدث دائما في الأعماق ولكي تنصهر أي مادة صخرية هناك معايير ثلاثة كبيرة تتدخل في الأمر:
١- درجة الحرارة ويحدث ذلك على مستوى المناطق الحارة من الكرة الرضية (كهاواي وجزيرة رييونيون Reunion الخ) حيث يحدث تدفق كبير للحرارة التي تصل إلى السطح فتسمح بانصهار المواد الباطنية (أي يحدث انصهار جزئي لبطانة الأرض).
انخفاض الضغط وذلك يحدث على مستوى خطوط الضغط الجوي المحيطية حيث تكون القشرة الأرضية رقيقة جدا وشبه غير موجودة،حيث لا يتعرض باطن الأرض لأي ضغط وهنا أيضا يحدث انصهار جزئي.
تتدفق السوائل التي تساعد على الانصهار، فوجود سوائل كبخار الماء (أو في الأغلب يكون ماء في حالته الحرجة مما يسمح كذلك بحدوث انصهار جزئي وهو ما يحدث في مناطق التقاء الصفائح التكتونية (كاليابان والانطيل والإنديز)، حيث تفقد كل طبقة من طبقات الأرض ماءها في عمق يصل إلى مئات الكيلومترات فتسهل هذه المياه عملية انصهار المواد التي تحتويها الطبقة السطحية، وغالبا ما تتجمع عدة معايير مختلفة معا، على سبيل المثال قد يوجد ايسلندا وافار Afarعلي خط جوي فوق نقطة ساخنة، وهنا يحدث تدفق للحرارة أو للسوائل، أو يحدث تخفيف أو إبطال للضغط، أو انصهار جزئي فلا ينصهر باطن الأرض كله فقط جزء صغير يتراوح بين ٥ و٢٥ % وعصارة هذا الانصهار هو الذي يكون المنصهر.
هل يختلف المنصهر عن الحمم؟ نعم يوجد اختلاف لأن الحمم تسيل على سطح الأرض حيث يوجد الأكسيجين المتوفر في الجو فيسخنه وينتج عنه تفاعلات للأكسدة فعالة جدا وغالبا ما نلاحظ ارتفاعاً في درجات الحرارة كبير عند فوهة البركان خاصة في المكان الذي تتصل فيه الحمم بأكسيجين الهواء أي حيث تصبح تفاعلات الأكسدة الناشرة للحرارة ممكنة.
إن الحمم الصهارة هي عبارة عن صخور مذابة ناتجة من انصهار الصخور الساخنة، عامة نحن نتكلم عن الحمم للإشارة إلى سيلان الحمم التي تقذف من فوهة البركان، والحمم هي عبارة عن منصهر تمكن من الفوران والوصول إلى سطح الأرض وبذلك يفقد جزءاً كبيراً من محتواه الغازي.
من أين يأتي الحمم؟ وهنا علينا استبدال لفظ "منصهر" بلفظ "حمم"، أساسا يكون مصدره انصهار الصخور الأرضية التي توجد في أعماق بعيدة بداخل الأرض، والذي نطلق عليه اسم باطن الأرض وهو عادة ساخن جدا وصلب وفي الحقيقة إلى حد ما دبق عجيني كما هو حال الجليد الذي ينزلق في الأودية المرتفعة لجبال الألب، ولكن حين يبرد سطح الأرض ينتاب باطن الأرض حركات امتزاج واختلاط كبيرة تحمل طبقات أكثر حرارة أي أقل كثافة نحو السطح، انظر ما يحدث في إناء به خليط البشاميل الذي يسخن على نار هادئة أثناء فورانها تحمل المادة معها حرارة نحو السطح وفي نفس الوقت فهو يتعرض لعملية إبطال للضغط عنيفة جدا، هذه المادة هي عبارة عن صخرة جميلة خضراء اللون تسمى بالبريدوتيت (صخر فوق قاعدي يتكون من الأوليفين والبيروكسين) وهي مادة لا تفقد ما يكفي من حرارتها مقارنة لتأثير إبطال الضغط الذي تتعرض إليه، وهكذا تبدأ بالذوبان تدريجيا، وهذا يحدث على عمق قليل لا يتعدى ١٠٠ كم من السطح، وتصل سرعة صعود هذه المادة التي تنصهر إلى ١٠سم في العام أي حوالي ١٠٠ كم في مليون عام، والسائل الذي ينتج من ذلك ويطلق عليه اسم المنصهر يكون أقل كثافة من الصخرة المحيطة ويبدأ بالتجمع بالرشح في قلب مادة الترابط كلما اقترب على بعد الـ ٥٠ كم الأخيرة من السطح، وآلية تكوين الصهارة نفسها تكون أكبر في الكمية من الصهارة الناتجة عنها (تصل إلى حوالي ٢٥ إلى ٣٠ كم٣ في السنة. وهو ينتج في الشقوق بمنتصف المحيط، وتحت المناطق الحارة (كجزر هاواي ورييونيون Reunion)، وتلك الآلية تكون أكثر تعقيدا فيما يتعلق ببراكين التقاء الصفائح التكتونية، وكما هو الحال بحزام النار الذي يحيط بالمحيط الهادي، فهو يتسبب في ارتفاع في درجة الرطوبة من خلال قشرة المحيط التي تكون تسيلات في باطن الأرض وتحملها إلى باطن الأرض المجاور الساخن مما يتسبب في انخفاض درجة حرارة الانصهار، ومن هنا تكون الصهارة الناتجة مختلفة تماما عن تلك التي تتكون في المناطق الحارة وبالتالي تنتج مظاهر بركانية مختلفة، وهذا ما يشرح ببساطة الفرق بين "البراكين الحمراء" والبراكين الرمادية" فالقلب يسمى بالنواة وهو يتكون في أول الأمر من الحديد السائل والذي يكون في غاية السيولة والذي يتحول نتيجة للضغط في مركز الأرض لصورته الصلبة.