الكاتب أبو عبد الله محمد حاج عيسى الجزائري
السؤال : أما بعد فأريد أن أسال عما جاء في إصدار من إصداراتكم تحمل عنوان "أخطاء في الطهارة" من سلسلة في طريق الاصلاح(40) في الخطأ رقم (8) الذي ذكرتم فيه "الزيادة على ثلاث غسلات في الوضوء" فهل هذا يعني أننا لو غسلنا أيدينا أكثر من ثلاث مرات فقد أسأنا، وما حكم إسباغ في الوضوء، السلام عليكم وبارك الله فيكم.
الجواب : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين أما بعد : فأما إسباغ الوضوء بمعنى تعميم الأعضاء الواجب غسلها بالماء وهو واجب ، وفي هذا المعنى جاء قول أبي هريرة رضي الله عنه أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ فَإِنَّ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ متفق عليه، وفي رواية أنه قال ذلك لما رأى بعض الناس تعجل في الوضوء وتركوا أعقابهم لم يمسها الماء. ومن الفقهاء من يطلقه على الزيادة على الواجب وعلى دلك الأعضاء وعلى هذا يكون مستحبا فقط.
وما ذكرته في المطوية اعتمادا على قول النبي صلى الله عليه وسلم :« هكذا الوضوء فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم » بعد أن توضأ ثلاثا (رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة) لا يعارض الإسباغ الواجب ولا المستحب ، وإذا كان الإسباغ الواجب أي تعميم العضو كاليد لا يحصل إلا بثلاث غرفات من الماء فإنها تعتبر غسلة واحدة لا ثلاث غسلات ، ومن أراد الإسباغ المستحب الكامل فقد يحتاج إلى تسع غرفات، وهذا ما أشرت إليه هناك بقولي :« ولا بد من التفريق بين الغرفات والغسلات ، فقد يغترف الواحد منا ثلاث غرفات من الماء ليغسل يده أو رجله مرة واحدة » والعلم عند الله تعالى.