تعرف وكالات الخطوط الجوية الجزائرية أزمة في تذاكر الطيران نحو البقاع المقدسة، خلال شهري شعبان ورمضان المقبلين، في ظل الطلب المتزايد عليها مقابل محدودية المقاعد المتوفرة عبر 198 رحلة جوية حصة الجزائر من برنامج رحلات موسم عمرة شعبان ورمضان في حين استنجدت الوكالات السياحية في شرق البلاد بشركات طيران أجنبية بعد تأخر إفراج إدارة الجوية الجزائرية عن برنامج رحلاتها نحو البقاع المقدسة خلال الفترة القادمة في ظل الاضطرابات التي شهدتها هذه الأخيرة وتغيير أعلى هرم إدارتها.
*
أكد أمس، شريف مناصر رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية أن الوكالات الجهوية للخطوط الجوية الجزائرية لم تعلن لحد الساعة عن برنامج رحلاتها الجوية نحو البقاع المقدسة، خلال موسمي شعبان ورمضان ما دفع بالوكالات السياحية للاستنجاد بشركات طيران أجنبية تفاديا لموسم عمرة كارثي آخر، بسبب مشاكل برمجة الرحلات في آخر لحظة رغم رغبة الكثير من الوكالات والمعتمرين في الرحلات الجوية المباشرة مع الجوية الجزائرية تخفيفا عن المعتمرين عناء السفر والتغيير في مطارات العبور، خاصة وأن أغلب المعتمرين الجزائريين من فئة المسنين والمرضى، مرجعا حالة التأخير في الإعلان عن برنامج الرحلات نحو مطاري جدة والمدينة المنورة انطلاقا من مطارات شرق البلاد إلى الاضطرابات والإضرابات المتتالية التي شهدتها شركة الخطوط الجوية الجزائرية وتغيير رئيس مديرها العام ما يتطلب وقتا إضافيا لعودة الأمور إلى نصابها، إلا أن ذلك يمكن أن يؤثر سلبا على موسم عمرة رمضان.
*
كما اشتكى العديد من ممثلي الوكالات السياحية من محدودية تذاكر الطيران المتوفرة على مستوى الوكالات التجارية للجوية الجزائرية الخاصة بعمرة رمضان في ظل الطلب الكبير عليها رغم ارتفاع سعرها إلى 88 ألف دينار جزائري، حيث منح الطيران المدني السعودي 198 رحلة جوية مصنفة في خانة الرحلات الإضافية وتوفر 42 ألف مقعد في حين تجاوز حجم الطلب على تذاكر طيران عمرة رمضان 80 ألف راغب في أداء عمرة رمضان خلال هذه الصائفة لتزامن شهر الصيام مع العطلة الصيفية وفاوضت الخطوط الجوية الجزائرية الطيران المدني السعودي الجهة المكلفة بتنظيم برنامج رحلات العمرة وتنظيم حركة الطيران في الفضاء السعودي الذي يشهد ضغطا كبيرا خلال موسمي العمرة والحج، حيث برمجت خمس رحلات أسبوعيا لطائرات الجوية الجزائرية باتجاه مطار جدة السعودي مقابل ثلاث رحلات في الأسبوع باتجاه مطار المدينة المنورة بعد أن رفضت إدارة الطيران المدني السعودي طلب الجزائر منحها 79 رحلة إضافية باتجاه مطار المدينة المنورة واكتفائها بمنحها 42 رحلة إضافية نحو مطار جدة.
*
أما في الجانب الصحي، فقد استنفرت اللجنة الوطنية الطبية للحج والعمرة فرقا طبية مكونة من 8 إلى 12 طبيبا قصد مرافقة المعتمرين إلى البقاع المقدسة، على أن يقتصر دورهم على الجانب التحسيسي تفاديا لأي مضاعفات صحية أو إغماءات بسبب درجات الحرارة القياسية بالبقاع المقدسة، خاصة وأن موسم العمرة يتزامن هذه السنة مع أحرّ أشهر السنة.