أطلق شباب جزائريون غاضبون على وزارة الثقافة وسياستها الإنفاقية على المهرجانات الغنائية بشكل عام ومهرجاني "جيملة" و "تيمقاد" على وجه خاص، حملة شعبية على فايسبوك ضد "زيارة فنانات الفسق إلى الجزائر"، وعلى رأسهن إليسا، لأن "الجزائريين والشباب أولى بالأموال التي تصرف عليهن من أجل إفساد المجتمع"، مهددين بتصعيد الاحتجاج والقيام بتحركات ميدانية قد تمتد إلى الرشق بالأحذية والطماطم لإفشال المهرجانين المذكورين.
* وحذر ناشطون في الحملة التي جاءت بعد أشهر من أخرى شنها شباب مغاربة ضد مهرجان موازين، كل الفنانين بما فيهم الشاب خالد وكاظم الساهر، لكن بالأخص من سموهن بـ"فنانات الفسق" وفي مقدمتهن إليسا، من أنه "غير مرحب بهم وعليهم تحمل مسؤولية ومخاطر حضورهم"، ودعوا الدولة لوضع حد لعبث المهرجانات الغنائية، مطالبين بحقهم في ما يصرف فيها من أموال، ومعتبرين أنفسهم أحق بها وأولى "لأننا أصبحنا أفقر شعب في أغنى دولة".
*
واتهمت الحملة السلطات العمومية ووزارة الثقافة بالتحديد بإهدار المال العام المملوك للشعب الجزائري و"تبذيره في مهرجانات تفسد الهوية والممتلكات على فنانات ساقطات فاسقات، يتعرين أكثر مما يغنين، في وقت يرزح فيه الشعب تحت أبشع أنواع الفقر"، وقال ناشطوها أن "ملايير الدينارات" التي تستنزفها تلك المهرجانات الغنائية من الخزينة العمومية حري وواجب على الدولة أن تنفقها على مواطنيها المساكين الذين تنهش كرامتهم البطالة ويقتات كثير منهم من المزابل، وعلى الأعداد المخيفة من الشباب الحراﭪ الضائع الذي يلقي نفسه ويتخذ سبيله في البحر هربا ويموت كل يوما غرقا، وكذا الأطفال المتسربين من المدارس الذين باتت تضج الشوارع بهم وتحتضن ضياعهم، متسائلين كم من مدرسة يمكن بناؤها بتلك الأموال في كثير من القرى الجزائرية النائية، حيث يضطر التلاميذ إلى قطع مسافات بعيدة على الأقدام من أجل نيل قسط بائس أصلا من التعليم.
*
وتعرضت وزيرة الثقافة خليدة تومي لهجوم ضار ومركز من قبل الشباب، حيث وصفوها بـ "الراعي الرسمي لصرف أموال الفقراء على الفنانين"، وقالوا بأنها لا تمثلهم ولا تمثل الشعب، متهمين إياها بفقدان العلاقة مع ثقافة الجزائريين، وبالمبالغة في تنظيم مهرجانات مستنزفة للأموال ومكرسة لثقافة كرنفالية أبرز معالمها الغناء والرقص.
*
وكشف شباب من بين أعضاء الصفحة عن جاهزيتهم للتحرك الاحتجاجي الميداني ضد "فنانات الفسق"، غير أن النقاش احتدم بينهم حول كيفيته وأشكاله، حيث رافع البعض لصالح القيام بحركات احتجاجية حضارية، من مثل الدعوة إلى مظاهرة أو اعتصام أمام وزارة الثقافة، وتوقيع عرائض ترفع إلى السلطات، ودعوة أئمة المساجد للتحذير من مفاسد المهرجانات وتبذير الأموال عليها، وتعبئة وتوعية الشبان والمراهقين، خاصة من منطقتي باتنة وسطيف بغرض المقاطعة، في حين نادى شباب آخرون بتحركات أكثر جذرية، على شاكلة، "التخطيط لتنصيب كتيبة من المندسين تتسلل داخل حفلات فنانات الفسق وتقوم برشقهن بالطماطم والأحذية وكل ما تطاله اليد.
*
ونجحت الحملة التي حملت اسم "ضد زيارة مطربات الفسق للجزائر.. نحن أولى بهذه الأموال" في استقطاب أعداد هائلة من المشتركين، وأخذ معدل الانضمام إليها منحى تصاعديا سريعا رغم حداثة إنشائها، حيث ناهز الألف مشترك في وقت قياسي، وبذلك سيكون على ضيوف طبعتي هذا العام من مهرجاني جيملة وتيمقاد، خاصة منهم الفنانات، المحاذرة من خطر تعرض أجواء خشبتهن إلى اختراق الطماطم والأحذية، في حال مضى شباب الحملة في تجسيد تهديداتهم، وهو أيضا ما سيضع منظمي المهرجانين أمام تحدي أمني مضاعف.