انتشرت بضواحي الدواودة واسطاوالي وشواطئ زرالدة وتيبازة، وحتى في المدن الكبرى، شبكات من البطالين تحولوا إلى باعة متجولين للآيس كريم في الشواطئ والمنتزهات وحتى في المدن والطرق السريعة، يحملون معهم مبردات مملوءة بالمثلجات والآيس كريم طلبا لـ"الخبزة"، في حين لجأ أصحاب المحلات إلى عرض ماكنات الآيس كريم ومبرد المثلجات بألوانها الزاهية تحت أشعة الشمس على الرصيف أو عند مدخل المحل، بغرض إثارة شهية الزبائن واستقطاب أكبر عدد منهم...
*
هذه المادة المثلّجة... قد تتحول بمجرد ارتفاع درجة حرارتها قليلا إلى عش لتكاثر الجراثيم، تؤدي إلى إصابة المستهلك بالأمراض والسموم الميكروبية والنزلات المعوية السالمونيلية، الدسنتاريا المعوية، "الباسيلية" بالإضافة إلى العدوى بفيروس الكبد الوبائي... بحسب ما أكده الدكتور مصطفى زبدي رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك، ومحيطه، لولاية الجزائر العاصمة في اتصال مع الشروق اليومي".
*
استهلاك مثلجات تعرضت للذوبان عدة مرات
*
إن رؤية "الآيس كريم" بأشكاله الزاهية وأنواعه المغرية معروضاً في برادات الكثير من الأسواق التجارية...، غنية جداً بالمواد الغذائية التي تساعد على نمو وتكاثر الميكروبات فيها، والتي قد يكون مصدرها الأواني والماكينات المستخدمة في صناعته، وكذلك الأتربة المحيطة بالمحل التجاري الذي يبيعه، وكذلك قد تكون أواني التعليب والتعبئة غير النظيفة.
*
كما تحولت المحلات وقاعات الشاي والمطاعم في المدن الكبرى وعلى شواطئ البحر وفي الشوارع والطرقات إلى بيع الآيس كريم للزبائن، في واجهة المحلات، وتصفف فوقها العلب والملاعق، ويخزن الآيس كريم المعلب كذلك في الثلاجة ويوضع عند مدخل المحل، لإثارة شهية الزبائن واستقطابهم، مما يؤدي إلى تعرضه لأشعة الشمس التي تتسبب في ذوبانه عدة مرات في اليوم وفي كل مرة يقوم صاحب المحل بإعادة تجميده، وبيعه للزبائن، حتى لا يتسبب في خسائر له.
*
وقال الدكتور مصطفى زبدي، رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك، ومحيطه، لولاية الجزائر العاصمة، إن "أحد أهم أسباب التسممات التي تنجر عن الآيس كريم هو استعمال نفس المغرفة لملء أكواب الآيس كريم طوال اليوم دون تعقيمها أو تنظيفها، بل يقوم الباعة بغطسها داخل إناء من الماء طيلة النهار وكلما جاء زبون يشتري الآيس كريم يستعملها للغرف من الثلاجة ثم يعيده لإناء الماء، بالإضافة إلى عدم تطهير ماكنة تحضير المثلجات. ويتسبب الإخلال باحترام تخزين وعرض المثلجات في درجة الحرارة المثلى للمحافظة عليها، والمحددة بأقل من 18 درجة على أقصى تقدير وبدون حد أدنى، في سرعة تكاثر الجراثيم وتتضاعف المكروبات عشر مرات إذا ما انتقلت درجة حرارة المادة من 4 إلى 9 درجات، وتتضاعف بمائة مرة إذا انتقلت درجة حرارتها من 9 إلى 15 درجة ومع ذلك، لا تفقد خصائصها الطبيعية وتحافظ على ذوقها، وتبقى متماسكة كما تحافظ على لونها رغم تشبعها بالجراثيم، إلا أنها تصبح غير قابلة للاستهلاك، دون أن يتفطن المستهلك لذلك"، مضيفا "لتفادي حالة تسمم عموما، لابد من أن تكون المادة المستعملة غير ملوثة، وأن تكون التجهيزات والأدوات نظيفة".
*
علما أن الآيس كريم يتكون في المتوسط من حوالي 12 بالمائة دهن حليب، وحوالي 11 بالمائة، جوامد حليب غير دهنية، و15 بالمائة سكر وحوالي 0.3 بالمائة مواد مثبتة للقوام كالجيلاتين ومواد استحلاب، وقد تضاف منكهات وملونات طبيعية أو مصنعة.
*
وأوضح المتحدث أن "التشريع الجزائري أخذ بعين الاعتبار الشروط الصحية الضرورية لضمان سلامة المنتوج الغذائي في جميع مراحله حتى يصل للمستهلك خاليا من الأخطار، وذلك من خلال المرسوم التنفيذي رقم 91 / 53 المؤرخ في 23 / 02 / 1991 حيث وضع ضوابط لكل مرحلة من مراحل التحضير، ويمكن مطابقة المادة 22 منه، على المثلجات، فهي تنص أنه يجب أن تخزن الأغذية القابلة للتلف والأغذية المجمدة في غرف تبريد حسب الشروط المنصوص عليها، وأن تعرض للبيع في واجهات زجاجية مبردة".
*
وأردف أيضا، أنه برأيه "المثلجات المحضرة من طرف بعض التجار الموسميين غير خاضعة للرقابة ومعرضة للتلوث بعدة عوامل، سواء أثناء التحضير أو خلال عرضها للبيع".
*
وأكد الدكتور مصطفى زبدي أن "هناك شيئا مهما يغفل عنه بعض باعة المثلجات، فرغم اجتهادهم في الحفاظ على المادة الحساسة في درجة حرارة ملائمة وتفانيهم في توفير جميع شروط النظافة، إلا أنهم وبدون إدراك يتغافلون عن مغرفة المثلجات التي بعد كل مرة يقومون بشطفها في إناء يحتوي على ماء دافئ لتسهيل عملية الاغتراف، وهي عملية بحد ذاتها خطيرة وتجعل من الإناء عشا حقيقيا لتكاثر الجراثيم".
*
كما حذر رئيس الجمعية العائلات الجزائرية المقبلة على رحلات سياحية خارج تراب الوطن، سواء في أوربا أو في بلدان مجاورة، الحذر والحيطة من محلات المثلجات التي تبيع المثلجات، فقد يستعمل البائع ملعقة واحدة للاغتراف من جميع أنواع المثلجات بما فيها المثلجات المصنوعة بالكحوليات.