ضياع 30طفلا يوميا والفوضى سيدة الموقف
تسجل مراكز حراسة الشواطئ التابعة للدرك الوطني، 30 حالة ضياع أطفال في يوم واحد على امتداد الشواطئ، لتبلغ أرقاما قياسية في أيام العطل بوصولها إلى 50 حالة، يسجلها كل مركز في ظرف يوم واحد، ولحسن الحظ فإن الانتشار المحكم لأصحاب البذلة الخضراء حال دون استغلال عصابات الاختطاف والمتاجرة بالأطفال، فرصة ضياع هؤلاء وتنفيذ خططها الإجرامية.
*
لينة، لؤي وأيمن.. هي حالات لأطفال تقل أعمارهم عن 6 سنوات ضاعوا في ظرف 5 دقائق في شاطئ خلوفي 1 بزرالدة بالعاصمة، وتم إعادتهم إلى أهاليهم بعد أن تم العثور عليهم من طرف رجال الدرك الذين جُندوا في إطار ما يعرف بمخطط "دلفين".
*
*
3 حالات ضياع أطفال خلال 5 دقائق
*
عقارب الساعة كانت تشير إلى الرابعة والنصف بعد الظهر، وجهتنا شواطئ زرالدة رفقة عناصر كتيبة الدرك، أين حضرنا في ظرف 5 دقائق عمليات تبليغ الأهالي عن ضياع فلذات أكبادهم في مراكز حراسة الشواطئ بشاطئ خلوفي 1 و2 ، وكانت الحالة الأولى التي نجح عناصر الفرقة الإقليمية للدرك في العثور عليها هي الطفلة "لينة" التي ضاعت بعد انشغال والدتها بإغلاق السيارة وتفريغ اللوازم المستعملة في الشاطئ، حيث تسللت لينة صاحبة الخمس سنوات متجهة نحو الشاطئ للسباحة واللعب تحت أمواج البحر، وعندما نادتها والدتها ولم ترد، بحثت عليها، لكنها تتفاجأ بعدم وجودها، فانطلقت في جميع الاتجاهات بحثا عنها، وزادت حسرتها وقلقلها عندما اقترب منها المصطافون، كل واحد يؤكد رؤية الصغيرة في مكان معين، وفي تلك الأثناء اقتربت من مركز الحراسة التابع للدرك والمتواجد بشاطئ خلوفي 1، أين قامت العناصر بالبحث عنها والاتصال بمركز الحراسة الثاني المتواجد في شاطئ خلوفي 2، ليتم العثور عليها من طرف أصحاب البذلة الخضراء، لتتنفس الأم الصعداء.
*
ولم تمر دقيقتان، وفي الشاطئ نفسه، تكرر السيناريو مع أب كان يجري في جميع الاتجاهات وهو يبحث عن ابنه "أيمن" الضائع وسط المصطافين، إلا أنه لحسن الحظ، فأيمن يعرف رقم هاتف والده، حيث قدمه لعناصر الدرك المتواجدين في عين المكان وقاموا بالاتصال به.
*
كانت الحالة الثالثة التي حضرناها في شاطئ خلوفي 1 بزرالدة، هي حالة الطفل "لؤي"، الذي حضر إلى الشاطئ رفقة أهله قادمين من منطقة الحمدانية بولاية المدية، حيث تم العثور عليه من طرف عناصر الدرك الوطني، ولم يكفّ عن البكاء والصراخ بأعلى صوته إلى أن حضر والده وأخوه إلى عين المكان بعد ضياع دام أزيد من 4 ساعات.
*
*
المجرمون أمام سد منيع من النسور الخضراء
*
الزائر لشواطئ العاصمة يشعر بالارتياح والطمأنينية، مباشرة بعد أن تطأ قدماه الشاطئ الذي وقع عليه الاختيار، حيث يصادف انتشار أزيد من 3000 دركي في كل جانب في إطار مخطط "دلفين"، كلفوا بالسهر على ضمان وسلامة المصطافين، مع تشديد الخناق على بؤر الإجرام، الأمر الذي ساهم في تخفيض حالات الاعتداءات والسرقات بالشواطئ والمساحات العامة التي تقصدها العائلات خلال هذا الفصل، في حين كثفت دوريات الدرك الوطني من وحداتها المتنقلة لمراقبة الحركات المشبوهة عبر الشواطئ.
*
وفي هذا السياق، حاولنا معرفة مدى تطبيق "مخطط دلفين"، في الميدان تقربنا من عدد من المصطافين بشاطئ "خلوفي 1" و"خلوفي 2" وكذا شاطئ "بالمبيش" ومنتجع سيدي فرج، الذين أكدوا لنا أن الاصطياف والشواطئ بحضور أصحاب البذلة الخضراء أعطى انطباعا أمنيا محكما بعد أن عاد الأمن إلى كل الشواطئ التي كانت في السابق حكرا على فئة معينة، ويقول العربي الذي حضر رفقة عائلته إلى الشاطئ، انه يشعر بالاطمئنان عندما يجد أعوان الدرك بزيهم يمشطون الشاطئ، ويفتشون جميع النقاط المحيطة به، فمحترفو السرقة وجدوا أنفسهم أمام حزام منيع يصعب اختراقه بسهولة، بعد أن كانوا في السابق يطبقون قوانينهم الخاصة.
*
*
كاميرات مراقبة وأجهزة رادار لضمان صيف آمن
*
في حدود الساعة السابعة والنصف مساء، رافقنا عناصر الدرك الوطني إلى بعض الحواجز الخاصة بتنظيم حركة المرور، حيث أكد لنا النقيب تريكي عبد الرحمان، نائب قائد كتيبة زرالدة، أن وحدات سلاح الدرك أسندت لها في إطار "مخطط دلفين"، مهمة تأمين حركة المرور، وتنظيمها، خاصة خلال أيام العطل و مراقبة مداخل ومخارج الشواطئ وكذا حماية المصطافين وممتلكاتهم، قمع نشاط البائعين غير الشرعيين على طول محاور الطرقات، تنظيم مداهمات في أماكن الإجرام واللصوصية، مع السهر على توفير الأمن وسط المحيطات الحضرية الكبرى.
*
وبالنظر إلى تزامن شهر رمضان الكريم مع موسم الاصطياف هذه السنة، فقد تقرر تمديد نشاط المخطط إلى نهاية الشهر الكريم بنفس المهام، مع إضافة نقاط مراقبة قرب المساجد والأسواق الشعبية وبالمناطق التي تعرف ازدحاما كبيرا، مؤكدا أن العاصمة عموما وزرالدة خصوصا باعتبارها وجهة العديد من العائلات والمصطافين زودت بأكبر عدد من كاميرات المراقبة والرادارات على مستوى إقليم الدائرة، مما جعل الجريمة فيها نسبة المحجوزات والمخالفات تنخفض مقارنة بما سجل خلال نفس الفترة من السنة الماضية، والسبب راجع حسب محدثنا إلى فطنة أعوان الدرك ودرجة الوعي التي انتشرت بين المصطافين، الذين أصبحوا لا يتوانون في الكشف والتبليغ عن المخالفات، كما أن الشباب والأزواج الذين كانوا متعودين على احتكار عدد من الشواطئ، وجدوا اليوم من ينهيهم عن ذلك ويعاقب المخالفين.