محمد علي أحمد عزت العابد (1867-1939):. ولد محمد على بيك العابد حياته (1867 - 1939م) حكمه (1932 - 1936م)
هو محمد علي بن أحمد عزت بن محيي الدين أبو الهول بن عمر بن عبد القادر العابد،ولد في دمشق عام 1867م.
نشأ محمد العابد في دمشق، وتعلم في دمشق وفي بيروت، وبعد أن نال شهادتها انتقل إلى الأستانة لاحقاً بأسرته، فدخل مدرسة غلطة سراي، ثم أُرسل إلى باريس فدخل كلية الحقوق ونال شهادتها.
عاد إلى الأستانة فعُين في قلم المستشار القضائي لوزارة الخارجية.
ثم درس أصول الفقه الإسلامي بعدما درس الفقه الروماني والتشريع الأوروبي، وظل يتدرج في مناصب وزارة الخارجية بفضل نفوذ والده وقربه من السلطان حتى عُين سنة 1908م وزيراً مفوضاً للدولة العثمانية في واشنطن، فقصدها مع زوجته وأولاده.
لم تطل إقامة محمد علي العابد في واشنطن، بل اضطر أن يغادرها على أثر إعلان الدستور العثماني يوم 23 تموز عام 1908م، وفرار والده من الأستانة بباخرة خاصة خوفاً من فتك الشعب به، وشعر محمد علي وهو في واشنطن بما شعر به والده من الخوف من الأستانة فغادرها سراً، ومنها قصد كاليفورنيا وركب البحر متخفياً وانضم إلى والده وظلا يتنقلان مع أسرتيهما بين سويسرا وفرنسا وإنكلترا حتى وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، فقدما مصر وفيها توفي والده، انتقل محمد علي إلى دمشق في صيف 1920م بعدما تم للفرنسيين الاستيلاء عليها ولما أنشأ الجنرال غورو الاتحاد السوري سنة 1922م عينه وزير مالية له، فظل في هذا المنصب نحو سنة ثم غادره لإلغائه.
أجاد العابد عدا لغته العربية اللغتين التركية والفرنسية إجادة تامة وهو محيط بتاريخ الأدب الفرنسي وبالعلوم الاقتصادية فلا يكاد يفوته الإطلاع على شيء، يكتب في جميع هذه العلوم تقريباً.
هو كذلك ملم بالإنجليزية والفارسية ويستطيع التفاهم بهما.
انتخب محمد علي العابد في 30 نيسان 1932م نائباً عن دمشق بصفته مرشحا توافقيا للكتلة الوطنية وفي يوم 11 حزيران من السنة نفسها انتخب رئيساً للجمهورية السورية وقد ساهم بالدور الأكبر في عقد أتفاقية الأستقلال وأنهاء الأنتداب الفرنسي، كما ساهم في تحقيق وحدة التراب السوري من خلال محاربة النزعة الأنفصالية لدى الأقليات الدرزية والعلوية.
ظل محمد علي العابد رئيساً للجمهورية السورية حتى عام 1936م، حيث استقال ثم غادر سوريا إلى باريس خشية تعرضه للأغتيال من قبل التيارات الأنفصالية وأعداء أتفاقية الجلاء، وتوفي في عام 1939م فنقل جثمانه إلى دمشق.
ويوجد شارع راقٍ باسمه ب دمشق بقرب شارع الحمراء يمتاز بوجود بعض الأبنية ذات الطراز المعماري الفرنسي من مخلفات الانتداب.
وقد استمر في منصبه رئيساً للجمهورية السورية أربع سنوات وست أشهر وعشرة أيام.