ليس المال في نظر الإسلام غاية تقصد لذاتها ويتطاحن الناس عليها ، وإنما هي وسيلة لغاية .... وسيلة إلى مرضاة الله وخير الفرد والمنفعة العامة .
والرسول عليه الصلاة والسلام يقول :" تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار".
فإدا ظل الفرد الطريق وتحول المال في نظره إلى غاية ، وأصبح همه جمع المال من أي طريق وتكديسه ، والاستعلاء والتطاول على الناس به والتحكم بواسطته وممارسة الإساءة بالتقتير أو الإسراف –فقد انحرف انحرافا لا ترضاه شريعة الإسلام ، ومن ثم توضع أمامه النذر والقيود القانونية محذرة أو رادعة حاسمة على قدر انحرافه في التصرف.
يدعو الإسلام إلى أن يعمل كل إنسان بما يحفظ كيانه ويصون حياته وأن يشترك أبناء الأمة قاطبة في الإستمتاع بخيراتها ، وقد ورد في الحديث الشريف"من كان عنده طعام لاثنين فليذهب بثالث ، ومن كان عنده طعام لثلاثة فليذهب برابع وخامس".
فرض الإسلام على كل فرد ألا يمسك لديه من المال فوق حاجة أسرته أو إدارة مصنعه أو تجارته أو مزرعته ، وأره أن ينفق الباقي في وجوه المصلحة العامة، فقد ورد عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- قوله: " لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
وإلى جانب هذه الإلتزامات التي أوجبها الشرع على الأفراد تلتزم الدولة بمسؤولية مطلقة في الإنفاق على المشروعات العامة وتقديم الخدمات الجماعية وإقامة جيش قوي منظم ، وإقامة صرح العدالة ، ونشر التعليم وحماية المواطنين ...ولها تبعا لذلك جباية الأموال من مصادرها الشرعية.