حملة بلاد الرافدين هي حملة شنتها بريطانيا العظمى ضد الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى في العراق أنزلت القوات البريطانية جنودها في الفاو وواصلت تقدمها إلى الشمال حتى الموصل.
البداية
تمكنت الدولة العثمانية من غزو هذه البلاد في مطلع القرن السادس عشر. لم يكن للامبراطورية العثمانية سيطرة محكمة على كل مناطق هذه البلاد ولم تحاول الامبراطورية قط أن تبني نظام للأدارة لدرجة أنه كانت تحتاج إلى مدة أربعة أشهر لقافلة لكي تصل إلى العاصمة. وبمطلع القرن التاسع عشر بدأت التعديلات وهكذا حاولت الأمبراطورية حل هذه المشكلة وبدأت العمل في خط للسكة الحديد (برلين – بغداد) في مطلع سنة 1888 وأكتمل معظمهُ في سنة 1915 بوجود أربعة فجوات فقط في المسار . وأنخفضت الرحلة إلى 21 يوماً فقط من أسطنبول إلى بغداد. من العوامل التي دفعت بريطانيا لأْرسال قواتها إلى هذه المنطقة كانت الشركة الإنجليزية - الإيرانية للنفط وهي من الشركات العاملة في المنطقة والتي كان لها أمتياز أعمال التنقيب عن حقول النفط عبر الدولة الفارسية باءستثناء أقاليم (أذربيجان, غيلان, ماذيندران, أسدراباد, خورسان). في سنة 1914و قبل الحرب وقعت بريطانيا عقدا مع هذه الشركة للأمداد البحريه البريطانية بالنفط. بينما كانت الكويت عامل أستراتيجي آخر. لم تتوقع الدولة العثمانية أي أحداث مهمة في هذهِ المنطقة.
بلاد الرافدين (العراق)
كانت منطقة العمليات الحربية في العراق محصورة في الأراضي المحاطة بنهري دجلة والفرات حيث كان التحدي الأكبر هو تحريك القوات والأمدادت عبر المستنقعات والصحراء والتي تحيط بمنطقة الصراع. كان الجيش السادس الثعماني موجود في المنطقة في بداية الحرب العالمية الأولى حيث كان لدي العثمانيين وحدتين فقط متمركزتين في المنطقة وهما الفيلق السابع الفرقة الخامسة والثلاثون والسادسة والثلاثون في الموصل والفيلق الثامن بالفرقة ال 37 و 38 في بغداد.
تغيير توزيع القوات
في أكتوبر 1914 وبعد تبادل لأطلاق النار أثناء مطاردات (Goeben) و(Breslau) في البحر الأسود (هو أشتباك بحري وقع في البحر الأبيض المتوسط في مطلع الحرب العالمية الأولى عندما حاولت عناصر أسطول البحر الأبيض المتوسط البريطاني أعتراض الفرقة الألمانية للبحر المتوسط وتمكنت السفن الألمانية من مراوغة الأسطول البريطاني وعبرت مضيق الدردانيل لتصل إلى أسطنبول حيث كان وصولهم عامل مساعد ساهم في دخول الأمبراطورية العثمانية الحرب في صف القوى المركزية central power) غيرت القيادة العليا في أسطنبول توزيع القوات.
وعند بدء حملة القوقاز الروسية بعد هجوم بيرجامننBergmann (كانت أول أشتباكات حملة القوقاز, الجنرال بيرجامنن الذي كان قائد الفيلق الروسي القوقازي الأول أخذ بمبدء المبادءة ضد العثمانيين وأنتهت بأنتصار مبدأي للجيش العثماني وعندما فشل الهجوم الروسي وتكبدت روسيا خسائر فادحة وصلت إلى 40% من القوات الروسية) قام وزير الحربية العثماني (ناظر الحربية) أنور باشا بتوجيه الفرقة ال37 من الفيلق ال13 إلى القوقاز للمعاونة في معركة ساركيماس Battle of Sarıkamış (وهي معركة بين الجيش العثماني والروسي من 22 ديسمبر1914 وحتى يناير 1915 وجزء من حملة القوقاز العسكرية والتي أنتهت بانتصار روسي حيث كانت الأستراتيجية العثمانية مبنية على أن تكون قواتهم سهلة الحركة وأن تصل لأهداف محددة في توقيتات زمنية معينة مبنية على مباديء تكتيكية ألمانية ونابولونية وبسبب سوء تسليح وتدريب القوات العثمانية لحرب الشتاء لحقت بالجيش العثماني خسائر فادحة في معركة جبالAllahüekber mountains) وأيضاً لأن الفيلق السابع كان معظمهٌ قد حشد إلى حملة سيناء وفلسطين.
ولقدأنكمش مركز قيادة الجيش السادس وأصبحت قيادة الجيش السادس هي (قيادة جبهة العراق) مع الفرقة 38 فقط تحت قيادتها. ولقد أصبح الملازم كولونيل سليمان عسكري بك Lieutenant Colonel Süleyman Askeri Bey القائد. وقام بأعادة حشد جزء من قوات الفرقة 38 في فم شط العرب, وباقي الدفاعات تمركزت في البصرة ولم تملك هيئة الأركان العامة العثمانية في وقتها حتى خريطة جيدة للعراق. لقد حاولت رسم خريطة بمساعدة بعض الأفراد الذين كانوا يعملون في العراق سابقاً قبل الحرب وبالرغم من فشل هذة المحاولة الا إن ناظر الحربية أنور باشا قام في النهاية بشراء خريطاتان من ألمانيا.
وعند بدء الحرب العالمية الأولى, أرسلت بريطانيا قوة عسكرية لحماية مصافي عبادان (أحد معامل تصفية النفط الأولى), وأشتملت عملية التخطيط البريطانية على أنزال قوات في شط العرب (تم تكليف الفرقة السادسة مشاة بالجيش الهندي البريطاني بهذهِ المهمة).