مبارك على سرير طبي وصالح بوجه متفحم ... فمتى يعتبر الباقون ؟؟ د. احمد ابو غنيمة
___________________________________________
في لحظة تاريخة طالما تاقت إليها الشعوب العربية لمحاكمة جلاديها وظلاّمها من الحكام المستبدين، ظهر الرئيس المخلوع فرعون مصر مبارك على سرير طبي في محاكمته التي انتظرها لسنوات طويلة حوالي 300 مليون عربي !!! وبوجه محروق أقرب إلى التفحم ظهر فرعون اليمن علي عبدالله صالح في حديث متلفز استدعى كل خبراء التجميل ليظهر على هيئة إنسان يتحدث بصعوبة بالغة !!!!
هل كان على هؤلاء الفراعنة أن يقفوا في هذا الموقف لولا أنهم لم يعوا جيداً مقولة الخلفاء الراشدين حين تولوا أمر المسلمين، فسيدنا أبو بكر رضي الله عنه حين تولى الخلافة قال مخاطباً المسلمين " "أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم". وتبعه سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقف على المنبر ويقول ( أيها الناس من رأى منكم في اعوجاجا فليقومه، فيجيبه أحدهم لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بحد سيوفنا )، فأين هي قداسة الحاكم وأي حاكم، وهذا عمر بن عبد العزيز يكتب إلى أحد عماله حينما استأذنه في تحصين مدينة قائلا :حصنها بالعدل ، ونق طريقها من الظلم .... إنهم أبو بكر والفاروق وعمر بن عبد العزيز فأين حكامنا من عدلهم وصلاحهم !!!!!
من الأحكام المعلومة من الدين بالضرورة وجوب الحكم بالعدل وتحريم الظلم ، ) إ ِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } النحل90، وفي الحديث القدسي ( قال الله تعالى يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ).
لقد انحرف مبارك وصالح وبن علي ومثلهما كثير من الزعماء العرب عن الإهتمام بشؤون العباد والبلاد، لينصرفوا إلى تمكين حكمهم بالسوط والحديد والنار، فنهبوا خيرات بلادهم، وجعلوها متسباحة لمن هب ودب من الإقطاعيين واللصوص وخفافيش الظلام، فحل الظلم وعم البلاء والشقاء على الشعوب العربية وسُلبت إرادتهم وزورت الإنتخابات التي تخصهم، لا نصير لهم سوى الله، ولا حامي لهم من بطش الأنظمة وجبروتها سوى الإلتجاء إلى الله الأقوى من كل المتكبرين والجبارين والظالمين !!!!
إنها النهاية الحتمية لكل الطغاة الذين ركنوا إلى امريكا والغرب فتخلوا عنهم حين استدعت مصلحتهم ذلك، ونهاية حتمية قررها القرآن الكريم لكل الظالمين والمضطهدين لشعوبهم ، إذ يقول تعالى في محكم التنزيل ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ [ إبراهيم الآية 42] ( يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) [ غافر الآية 52 ) إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ) [ الجاثية الآية 19]
لقد انتظر أكثر من 300 مليون عربي ليشهدوا فرعون مصر وراء القضبان لينال ما يستحق هو وزمرته الطاغية من اللصوص والقتلة والمجرمين بحق شعبهم ، وسينتظر الكثيرون كذلك مثول بقية الفراعنة من الحكام العرب أمام محاكم شعوبهم، فهلا يعتبر بقية الزعماء ويعودوا إلى رشدهم ويكونوا في صف شعوبهم قبل فوات الأوان !!!! ....
يا حكام العرب، لا تحسبوا أنفسكم أكبر من رحمة الله بعباده ونصرته للمظلومين من عباده على أيديكم وأيدي جلازوتكم وجلاديكم ، فعودوا إلى الله وإلى رفع الظلم عن شعوبكم قبل أن نشهدكم في منظر طالما انتظرناه وقد لا يختلف عن فرحتنا بمنظر فرعون مصر وجلاديه !!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]