يحصي سد بني هارون بولاية ميلة عدة خصائص أهلته لاحتلال مرتبة متقدمة ضمن كبريات مشاريع البنى التحتية عبر الوطن، فإذا كانت قدرة استيعابه التي تفوق 960 مليون متر مكعب توفر للسلطات المعنية حلولا لمشاكل تموين المواطنين بمياه الشرب ، فان امتداد حجمه بطول 20 كم فتح الباب واسعا لآفاق أخرى في الاستغلال المتعدد لموارد هذا السد العملاق –بني هارون-
ويجري الحديث حاليا عن إنشاء منطقة توسع سياحي حول الحوض المائي للسد حيث تطمح السلطات الولائية لانجاز مركب سياحي يوفر هياكل استقبال تضمن مختلف الخدمات لقاصدي السد سواء بنية صيد الأسماك أو التجوال والتعرف على المنطقة،خاصة في ظل امتزاج زرقة مياه السد بخضرة الغابات والهواء العليل للجبال المحيطة.
وإذا كانت الآفاق السياحية لسد بني هارون واسعة،فان الطموح لاستغلال الثروة السمكية التي شرع في استزراعها مند سنة 2006 شجع مديرية الصيد القاري على منح 07 رخص استغلال لصيد الأسماك بالسد.
وبالموازاة مع هذا تم تقديم طلبات إلى الوزارة الوصية لمنح رخص استغلال أخرى توفر الفرص للمستثمرين الشباب في مجال الصيد القاري. وبهذا تساهم هده الجهود في ترقية واقع إدماج الشباب ضمن عالم الشغل وخلق فرص العمل ،إضافة للاستثمار الناجع في مياه السد.
وفي الحقيقة فان التعبير الشائع لدى عامة الناس بأن سد بني هارون هو أكبر سد في الجزائر لا يعد تعبيرا مجازيا،اذ أن ارتفاع منسوبه إلى أكثر من 800 مليون متر مكعب سمح بالطموح المشروع نحو تغطية كافة بلديات ولاية ميلة -32 بلدية-بالموازاة مع تواصل تزويد 05 ملايين مواطن في 06 ولايات شرق الوطن هي قسنطينة- جيجل – أم البواقي –خنشلة –باتنة اضافة لميلة ،وهدا ما يمثل تقريبا1\7 عدد المواطنين الجزائريين،فيما تتمثل آلية التزويد في الاعتماد على محطتين للضخ بولاية ميلة\ اذ يتم ضخ حوالي 400ألف متر مكعب يوميا من المياه نحو مختلف الأحياء والتجمعات السكنية بالولايات المذكورة آنفا ،توفر منها محطة معالجة المياه بواد العثمانية 300 ألف متر مكعب توجه نحو البلديات جنوب ولاية ميلة وكذا ولاية قسنطينة، فيما تضمن محطة معالجة المياه بعين التين توفير 100 ألف متر مكعب للبلديات وسط وشمال ولاية ميلة
وفي هذا الصدد، واستجابة لانشغالات عدد معتبر من المواطنين ، رفعت السلطات الولائية اقتراح تخصيص غلاف مالي لتأكيد تزويد 15 بلدية بالولاية لا تتمتع بالتموين من مياه سد بني هارون ، والطلب تلقاه الصندوق الوطني للتجهيز من أجل التنمية التابع لوزارة المالية
وفي انتظار الموافقة على تمويل المشروع ،ينتظر المواطن الكريم بدوره النتائج الميدانية لسقي قرابة 4500 هكتار من الأراضي الفلاحية بسهول التلاغمة من مياه السد، والتي يفترض بها أن تنهي ندرة المنتجات الفلاحية ،خاصة الخضر والفواكه في أسواق الجملة والتجزئة
وإذا كان سد بني هارون قد فتح آفاقا أوسع لتنشيط الحركية التنموية والسياحية التجارية بعموم المنطقة ،فان المؤكد أن هذا السد العملاق لم يحظ لحد الآن بتركيز المستثمرين على الخوض في مختلف الجوانب التنموية المرتبطة به ،وهنا لعل إنشاء منطقة التوسع السياحي بسد بني هارون يأتي بالجديد لأكبر سد في الجزائر.
مناظر خلابة من أكبر سد في الجزائر